شريط الأخبار
الفايز: التقدم في أي دولة بوابته الأساسية التعليم الهيئة الخيرية ترد على ادعاءات موقع إلكتروني بلندن وتؤكد شفافيتها ودعمها لغزة زعماء العالم يهنئون بابا الفاتيكان الجديد إعلام إسرائيلي: ترامب يقرر قطع الاتصال مع نتنياهو الملك يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركات من ولاية تكساس الكاردينال الأمريكي روبرت فرنسيس بريفوست بابا جديد للفاتيكان الملك يصل إلى تكساس في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية العين الساهرة تمنع أكثر من 105 آلاف جريمة مخدرات خلال 4 سنوات الأمير رعد بن زيد يرعى إطلاق مشروع "محاربة فقدان البصر في الأردن" الأردن يوقع مع ليسوتو بيان مشترك لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العيسوي يستقبل 400 من شيوخ ووجهاء وشباب ونساء من مختلف المحافظات اجتماع بالعقبة لبحث مستجدات مشروع ميناء الشيخ صباح لتأمين الغاز الطبيعي ولي العهد: رحلة مثمرة إلى اليابان ولي العهد يعقد عددا من اللقاءات الاقتصادية في طوكيو رئيس "النواب" يلتقي وفدا من مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا ولي العهد يبحث مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي العيسوي يرعى توقيع اتفاقيات لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة عربات الطعام رئيس الوزراء يستقبل رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية

سلوم تكتب : رمضان ..على شفى الإفطار

سلوم تكتب : رمضان ..على شفى الإفطار
هيام سلوم
يبقى شهر رمضان هو الدورة الاجتماعية التي تختمر في داخل أروقتها جميع الشعوب العربية والاسلامية بمعزل عن شكل ونوع النظام الداخل فشهر رمضان ليس فقط مادة انتمائية، ولا يقف عند حدود الهوية الدينية بقدر ما هو دورة فعاليات ثقافية اجتماعية يعيشها جميع أفراد المجتمع ويتأثر بها حتى من غير المسلمين ، وهنا تكمن خصوصية وهوية هذا الشهر الفضيل .
دخل أحمق على أحد الخلفاء فى إحدى ليالي رمضان وهو يأكل ، فدعاه الخليفة ليأكل فقال: إنى صائم يا أمير المؤمنين ، فسأله هل تصِل النهار بالليل ؟ فأجابه : لا ولكني وجدت صيام الليل أسهل من صيام النهار وحلاوة الطعام فى النهار أفضل من حلاوته فى الليل .
هنا النص لا يفصح عن حدث طريف يستحق التوقف فحسب بل هو مشهد استل من باطن أمهات الكتب التاريخية ليشرح بعض أبعاد وتأثير أيام رمضان على عامة الناس بمختلف درجاتهم الوظيفية من قمة الهرم القيادي حتى أبسط درجاته الاجتماعية .

قال أحد الحكماء: أفضل علاج للإنسان هو الحب قيل: وإذا لم يفلح ؟
قال: زد الجرعة !
ليست كل الأمراض تعالج بالدواء ،
الكثير من الأمراض لا علاج لها إلا الإهتمام والمحبة التي تتجلى في الأفعال.
إن الله غنيٌّ عن العباد بمعناه الأعم الأغلب بما يجعل من الطقوس والفرائض الدينية عديمة الفائدة إن لم تنعكس كتعاملات إيجابية تصب في خدمة المجتمع .
وهنا نقف بإعجاب لتفسير جديد للنص يجعل كلام الله من أفضل نظريات التطور الاجتماعي إذا ما طبقت بشكل أفضل كان الإنسان هو السيد المكرم فيه .
عبر حياتي كان لشهر رمضان المبارك وقع جميل يتجلى في صومي ونومي وصلاتي ودعواتي .
أول مرة أعيش رمضان في أحضان الثلج في موسكو ورغم أنني عشت أجواءه في عدد من البلدان العربية إلا أن الفرق شاسع بين رمضان سورية ورمضانات العالم كله.
أخذني فكري إلى طقوس رمضان التي كان يسودها الإستقرار والأمان والمحبة في سوريا أيام زمان حيث رمضان العناق بين طوائفه الملونة المميز بكل شيء بأكله وشربه وأرغفة خبزه وأطباقة وحلوياته وغنائه وصوت المسحراتي وجلسات المحبة التي استدارت وتربعت على طاولة سحوره وفطوره بنكهة مختلفة بالطعم والمعنى تتجلى في كل شيء،
كل عام يأتينا رمضان كزائر لطيف منتظر محمل بالبشائر .
نأمل أن يستعيد رمضاننا السوري بريقه المجتمعي المتآخي المتراحم الإنساني بعيداً عن الاقصاء والجزر والتنكيل بمسميات لا ينبغي أن يكون لها لون وطابع ومحل من الإعراب في سوريا الحرية الأبدية والثقافة الإنسانية الحقة الرافضة للتطرف بكل معانيه.
في الثقافة العربية الرسمية كنا نستغرب في عقود خلت العروض الخاصة للتلفزيون العربي سيما للفنانتين الشهيرتين نيلي و شريهان وهما يقدمان عروض تلفزيونية من هزٍّ الأكتاف والأرداف بما لا يتسق مع قدسية الشهر وعبادة المجتمع .
حتى غلب التهكم الشعبي بأنه كلما اشتد أوار قدسية الشهر الفضيل زاد وتير الرقص التهريجي لبعض تلفزيونات العرب بصورة تضع معها ألف ألف علامة استفهام على غاية البث وهدفية التوظيف .
بمختلف فوازيره المتعددة وتوظيفها الإعلامي المؤسساتي.

كما استحدث العقل الغربي الكاميرة الخفية التي وظفت رمضانياً بصورة عجيبة غريبة تجعلك تضحك وتضحك وتضحك حتى آذان الفجر أو بالأحرى عند حفر لحد القبر ، دون أن تعي إن صليت المغرب والعشاء أو تسحرت فجراً أو وقت المساء .
قيل إنّ صائماً دخل قرية في رمضان، فرأى كلّ من فيها يأكلون نهاراً. استغرب الأمر، وقال لهم: أما عندكم رمضان؟!
قالوا: بلى، ولكن شيخنا يصوم عنا.
فذهب إلى دار الشيخ مستغرباً، ودخل وكان الوقت نهاراً، فرأى أمام الشيخ سفرة طولها كذا ذراعاً، وعليها ما لذَّ وطاب من المآكل، والشيخ يلوك الطعام، فقال: شيخي، علمت أنك تصوم عن أهل البلد؟! فردّ الشيخ قائلاً: يا جاهل، من يصوم عن أهل بلد، أَلَا يتسحّر مرّة كلّ نصف ساعة .