شريط الأخبار
سفير فلسطين في الأمم المتحدة: الأردن على رأس من قادوا إعادة توجيه الرأي العام العالمي الرواشدة : ‏السردية الأردنية تميزت بتنوع ثقافي واجتماعي عكست تاريخ الأردن العظيم وزير التربية: كلية الحسين الثانوية للبنين صرح تربوي عريق رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أنباء عشيرة آل حداد الحنيطي يزور قيادة المنطقة العسكرية الشرقية ويطلع على أبرز محاور التحديث والتطوير فيها نتنياهو: إسرائيل تقبل مقترح ويتكوف الجديد بشأن وقف إطلاق النار وحماس تدرسه وزير الإدارة المحلية يفتتح عددًا من المشاريع التنموية والخدمية في لواء الوسطية رئيس النواب يفتتح ورشة ضمن مشروع "شباب أردني فاعل" ولي العهد يحاور شبابًا في المفرق ولي العهد .. حديث رياضي يطرب القلوب ورسائل مهمة تحظى بتفاعل شعبي واسع وزير الزراعة يبحث ومسؤولا دولياالاستدامة البيئية وتعزيز الأمن الغذائي "الصحة النيابية" و"الغذاء والدواء" تطلعان على منشآت بمدينة السلط الصناعية سوريا توقع اتفاقا بـ 7 مليارات دولار لتوليد الكهرباء بعثة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف تحتفل بعيد الاستقلال السفير الأوزبكي يقدم أوراق اعتماده إلى أمين عام وزارة الخارجية الأردنية تربية الزرقاء الثانية تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعين الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. . "الضريبة" تؤكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في تطوير نظام الفوترة الوطني غوتيريش يضع إكليلاً من الزهور تكريماً لأرواح 68 أردنياً من حفظة السلام وزير العمل يفتتح المرحلة الأولى لمعهد تدريب مهني البادية الشمالية الشرقية

الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. .

الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. .
الدائن والمدين والمجتمع والإقتصاد...
القلعة نيوز -
المال عصب الحياة النابض، والدم الذي يصل جميع اعضاء المجتمع بعضهم ببعض، وينقل اسباب الحياة من هذا لهذا، ويساهم في نهضة الأمم وإنهيارها، عندما تفسد دورة المال في المجتمع تفسد دورة الحياة وتزداد المعاناة، ونشعر بأن الحياة تزداد ضنكا ونكدا على الجميع، ولكن هل ندرك دور الجميع فيما آلت إليه الأمور، الحياة اليومية نحن من يرسم صورتها، ويرفع وتيرة الصعوبات والمعاناة فيها، فعندما نتعامل مع الأخر، نحن نضع خريطة الطريق التي يجب أن يتعامل معنا بها.

الحال الذي تعيشه المجتمعات العربية والإسلامية عموما هو حال مؤسف، بين إنسان الحضارة الذي يعي تماما دور المادة في صناعة القيم والإنسان والحضارة كمنتج لاحقا، وبين الإنسان الذي يعلق في المادية والسعي إليها ويفقد روحه وانسانيته، ويصبح مسيطرا عليه من عالم المادة، هناك فرق بين إنسان يوظف المادة، وإنسان توظفه المادة، الأول منتج حضاري ديني انساني، والثاني مادي متشيء وسلعة تتعامل مع سلع، وقد يصبح جامع للسلع سواء الحضارية او الإستهلاكية، فهو في الحقيقة مادة تتعامل مع مادة، ما يميز الإنسان هو طريقة التوظيف والاستعمال للأشياء المتاحة بين يديه.

نحتاج إلى الإنسان المرتبط بالقيم والدين والأخلاق والحضارة، ما اراه في مجتمعات اليوم هو في المجمل ليس عجزا ماديا، بقدر ما هي عبودية مالية، البعض فهم دورة الحياة للإنسان ودوره فيها من خلال المادة، فهو يحرص على التجميع، فتجد عنده كم من الملابس يستعمل بعضها، وعنده كماليات ووسائل رفاهية متعددة، ومع ذلك يسعى للمزيد، ويسعى لبيت ضخم ومركبة جديدة، ويستدين لأجل ذلك، وحتى من قصرت قدرته المادية تجده عالق في كم كبير من التكديس للأشياء والوسائل التي يحتاج بعضها فقط، وهنا تتضح الصورة القائمة اليوم بين الدائن والمدين، وهنا علق فلاسفة المال من غرانشي إلى نيتشه وظهرت الدراسات الإقتصادية التي تحاول فهم المادة ودورها في المجتمع، وكيف تسيطر على حياة الإنسان والمجتمع، وما تأثيرها على الأمم والحضارات.

عند بن نبي: الإنسان مركز الفعل الحضاري، فإذا تحول إلى "شيء" أو "مستهلك"، انهارت دورة الحضارة. هل ادركنا المشكلة وما هو السبب في المشكلة الحقيقية بين الدائن والمدين، عندما يكون الإنسان أخلاقي حضاري، لن يسعى للإستدانة إلا لهدف، ويدرك قيمة المادة وتوظيفها في صناعة المجتمع، فهو حريص على دورة المال في المجتمع، لأنه يدرك تماما حاجات الإنسان الأساسية التي اشار إليها ماسلو، طبعا هنا نحن نتكلم عن الكتلة الحرجة التي تصنع المجتمع، ولا يعني انه لن تكون هناك استثناءات.

أن الشريعة الإسلامية الغراء جعلت مقاصد الشريعة العليا هي الغايات العظمى، وهنا الفرق في توظيف المادة، لخدمة المقاصد او لإستغلال المقاصد والشريعة لأهداف مادية، وبنظرة مادية للكون والحياة، بعيدا عن التوظيف الحقيقي باستعمال المادة لخدمة الحياة.

عندما يتربى المجتمع تربية أخلاقية دينية انسانية، عندها ستنحصر مشاكل المادة بشكل كبير في المجتمع، وسيضطر رجل القضاء ورجل الشرطة إلى الجلوس والإنتظار، وبعدها الإستقالة فهنا الحقوق والواجبات واضحة بين دائن ومدين، وبائع ومشتري، ومواطن وأخر، على إختلاف هذا الأخر من تاجر إلى صانع إلى مزارع،وستتجه المؤشرات الإقتصادية إلى الأعلى، ومع ذلك وفي ظل هذا المجتمع تجد ان اطول آية في القرآن هي أية الدين، والحقوق لا تسقط إلا بالوفاء او المسامحة، والكل يعلم ذلك ويلتزم به.
حارب الإسلام الكنوز والإكتناز واصحابها، ووعدهم بالعذاب، فهو من جهة يسعى لأن يحرك المال في الأمة، ومن جهة أخرى يضبط الحركة التي تضمن هذا السعي وتحقق العدالة لجميع الأطراف، فحرم الربا والإحتكار ونظم المنافسة العادلة، وشجع على التسامح والوفاء واعطاء الحقوق، هل كل ذلك يعطي صورة ما عن المجتمع الذي يريده الإسلام ويسعى إليه، ام ما زال البعض يعتقد بأنه إذا اقام العبادات مع اهميتها قام بما عليه، ولو كانت حقوق العباد تثقل كاهله، يا هذا أنظر لحال الصحابة وتعاملهم مع الحقوق والتاجرة والمال والحياة، كما تنظر لحال العبادات واثرها في الحياة، وإلا لن يستقيم حالنا.

إبراهيم ابو حويله ..