
القلعة نيوز:
يُعد الإمساك من المشكلات الشائعة التي تُسبب انزعاجًا وألمًا شديدين للأطفال، وقد يصل الأمر إلى خوف الطفل من الذهاب إلى الحمام، مما يؤدي إلى تفاقم الحالة.
ورغم أن حالات الإمساك العرضية قد تكون طبيعية أحيانًا، إلا أن تكرارها بشكل مزمن يشير إلى ضرورة مراجعة بعض السلوكيات والعادات اليومية التي يتبعها الأهل مع أطفالهم.
أخطاء شائعة تساهم في إصابة الأطفال بالإمساك
يوضح الطبيب "شري سريفاستافا" لموقع Onlymyhealth الطبي، أن هناك مجموعة من الأخطاء التي يرتكبها الآباء دون قصد، تؤثر بشكل مباشر على صحة الجهاز الهضمي لدى الأطفال وتزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك، منها:
1. عدم تشجيع الطفل على شرب الماء
أحد الأسباب الشائعة للإمساك عند الأطفال، هو قلة تناول السوائل، إذ يركز العديد من الآباء على استهلاك الغذاء الصلب ولكنهم يُهملون أهمية الترطيب.
يساعد الماء على تليين البراز وتسهيل خروجه، لذا من الضروري الحرص على تقديم الماء بانتظام، حتى قبل شعور الطفل بالعطش، إلى جانب العصائر الطبيعية والشوربات.
2. نظام غذائي منخفض الألياف
تُعد الألياف عنصرًا أساسيًا لتحفيز حركة الأمعاء. الأطعمة المصنعة والحبوب المكررة تفتقر للألياف، لذا يُنصح بإدخال الحبوب الكاملة، الخضروات، الفواكه، والبقوليات في النظام الغذائي اليومي للطفل.
3. تجاهل الرغبة في دخول الحمام
يميل بعض الأطفال إلى تأجيل الذهاب إلى الحمام بسبب الانشغال باللعب أو الخوف من الألم، وأحيانًا لا يمنحهم الأهل الوقت الكافي لاستخدام المرحاض، خاصةً أثناء التنقل أو الأنشطة.
تجاهل هذه الإشارات يُفاقم الإمساك، لذا من المهم خلق بيئة مريحة وتشجيع الطفل على الذهاب إلى الحمام بانتظام.
4. الإفراط في تناول منتجات الألبان
رغم أن الحليب والجبن والزبادي مصادر جيدة للكالسيوم والبروتين، إلا أن الإفراط في تناولها قد يُبطئ الهضم ويؤدي إلى الإمساك.
بعض الأطفال يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز دون أن يتم تشخيصها، مما يسبب لهم مشكلات هضمية. من الضروري مراقبة رد فعل الطفل تجاه الألبان، وموازنتها بأطعمة غنية بالألياف، أو التوجه لبدائل تحت إشراف طبي إذا لزم الأمر.
5. قلة النشاط البدني
يمكن أن يؤدي نمط الحياة الخامل إلى إبطاء عملية الهضم. قد يعاني الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً في مشاهدة التلفزيون أو ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الأجهزة اللوحية من مشاكل في الجهاز الهضمي أكثر من أولئك الذين يتمتعون بنشاط بدني.
تشجيع الطفل على اللعب في الهواء الطلق، المشي، أو ممارسة الرياضة يحفز الجهاز الهضمي ويحسن من وظيفة الأمعاء، كما يعزز الدورة الدموية ويساعد على التخلص من الفضلات بشكل طبيعي.
6. تجاهل العوامل العاطفية
يمكن أن يؤثر التوتر والقلق على عملية الهضم، مما يؤدي غالبًا إلى الإمساك. قد تظهر التغييرات الكبيرة في الحياة أو ضغوط المدرسة أو الضغوط الأسرية كأعراض جسدية، بما في ذلك عدم الراحة في الجهاز الهضمي.
خلق بيئة داعمة، والتحدث مع الطفل، وتشجيعه على ممارسة أنشطة تهدئ الأعصاب مثل التلوين أو اليوغا، يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الأعراض.
7. الإفراط في استخدام الملينات
يلجأ بعض الأهل بسرعة إلى استخدام الملينات أو التحاميل لمعالجة الإمساك بسرعة بدلاً من معالجة السبب الجذري، ما قد يُسبب اعتماد الأمعاء على هذه الوسائل.
في حين أن هذه يمكن أن توفر راحة مؤقتة، إلا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يجعل أمعاء الطفل تعتمد عليها في الحركة.
هذه الأدوية تُستخدم فقط تحت إشراف طبي، ويُفضّل الاعتماد على تغيير نمط الحياة، النظام الغذائي، وزيادة الحركة كحلول طويلة الأمد وأكثر أمانًا.
بالختام، هذه الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض دون قصد تسبب مشاكل الإمساك لدى الأطفال بشكل كبير. من المهم تجنبها للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، لضمان راحة الطفل ونموه السليم.
إذا استمر الإمساك على الرغم من هذه التغييرات، فمن الضروري استشارة مقدم الرعاية الصحية لاستبعاد أي حالات طبية أساسية قد تكون وراء المشكلة.