شريط الأخبار
سفير فلسطين في الأمم المتحدة: الأردن على رأس من قادوا إعادة توجيه الرأي العام العالمي الرواشدة : ‏السردية الأردنية تميزت بتنوع ثقافي واجتماعي عكست تاريخ الأردن العظيم وزير التربية: كلية الحسين الثانوية للبنين صرح تربوي عريق رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا من أنباء عشيرة آل حداد الحنيطي يزور قيادة المنطقة العسكرية الشرقية ويطلع على أبرز محاور التحديث والتطوير فيها نتنياهو: إسرائيل تقبل مقترح ويتكوف الجديد بشأن وقف إطلاق النار وحماس تدرسه وزير الإدارة المحلية يفتتح عددًا من المشاريع التنموية والخدمية في لواء الوسطية رئيس النواب يفتتح ورشة ضمن مشروع "شباب أردني فاعل" ولي العهد يحاور شبابًا في المفرق ولي العهد .. حديث رياضي يطرب القلوب ورسائل مهمة تحظى بتفاعل شعبي واسع وزير الزراعة يبحث ومسؤولا دولياالاستدامة البيئية وتعزيز الأمن الغذائي "الصحة النيابية" و"الغذاء والدواء" تطلعان على منشآت بمدينة السلط الصناعية سوريا توقع اتفاقا بـ 7 مليارات دولار لتوليد الكهرباء بعثة الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة بجنيف تحتفل بعيد الاستقلال السفير الأوزبكي يقدم أوراق اعتماده إلى أمين عام وزارة الخارجية الأردنية تربية الزرقاء الثانية تحتفل بعيد الاستقلال التاسع والسبعين الدائن والمدين والمجتمع والاقتصاد. . "الضريبة" تؤكد أهمية مشاركة القطاع الخاص في تطوير نظام الفوترة الوطني غوتيريش يضع إكليلاً من الزهور تكريماً لأرواح 68 أردنياً من حفظة السلام وزير العمل يفتتح المرحلة الأولى لمعهد تدريب مهني البادية الشمالية الشرقية

الذكرى( 17 ) على وفاة : زوجة الشيخ برجس الشيخه نوف سليم خير أم نضال

الذكرى(  17 ) على وفاة : زوجة الشيخ برجس الشيخه نوف سليم خير أم نضال
الذكرى( 17 ) على وفاة : زوجة الشيخ برجس الشيخه نوف سليم خير أم نضال

الشيخ برجس الحديد : من طيار عسكري ويهبط في قلب الشيخه ( نوف ) إلى الأبد
القلعة نيوز:
كتب : عبد الله اليماني

بألم شديد لا زال في القلب حسرة وغصة شديدة لم تختفي ألامها رغم محاولاته المتكررة تجاوزها إلا أن الشيخه نوف سليم خير، بقيت ماثلة أمامه في كل ركن من أركان بيته ، فكلما نظر إلى زاوية كانت تجلس فيه وتقف تتأمله يراها هناك يحاول أن ينادي عليها وينك يا أم نضال روحتي وتركتيني .

كانت أم نضال رحمها الله عمود البيت الذي لا تؤثر فيه العواصف ، فقد تزوج أم نضال وهو في العشرين من عمره ، ومع انه كان قد تعرض إلى كسر في عموده الفقري في مصر خلال التدريب العسكري على الطيران إذ مكث على سرير الشفاء مدة ستة شهور، ومن مصر عاد إلى الأردن ، ومن عمان سافر إلى لبنان لإجراء عملية جراحية وبقي ستة أشهر.

وبقيت أم نضال إلى جانبه وهي حامل ، حيث في لبنان أنجبت ولدهم البكر الشهم المهندس نضال . وفي بداية هذا الشهر المبارك صادف مرور( 17 ) عام على وفاة المغفور لها الشيخه ، نوف سليم خير ، بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والوفاء والإخلاص، (48) عاما ، سنوات مرت كأنها يوم قضتها أم نضال تذوقت حلوها ومرها تعبها وصبرها إلى جانب الشيخ برجس أطال الله في عمره.

كانت خلالها ، المرأة المؤدبة والمخلقة والمطيعة كما يصفها ، امرأة تتكلم في همس ، لا ترفع صوتها ولا تتذمر ولا تشكوا ولا تبكي ولا تغضب ولا تخرج إلا بإذن من الشيخ ، كانت تمشي على روس أصابعها كي لا تزعجه ، إنها امرأة من طراز رفيع المقام ، شيخه بنت شيوخ تحترم زوجها وتطيعه وتحترم جيرانها والكل يشهد لها بذلك.

من هنا يشعر اليوم بعد رحيلها ، بأنه وحيد لا يملك في هذه الدنيا شيئا, فالمرأة في البيت هي نور الرجل ، خاصة إذا كانت صالحة كأم نضال رحمة الله عليها. أليس هذا الوفاء أرقى أنواع الوفاء والإخلاص إلى زوجته رفيقة مشواره ووقوفها إلى جانبه في أحلك الظروف وصبرها على غيابه ، وأمام تحملها كل متاعب السنوات ، كان الشيخ برجس يتعهد بين يدي الله أن يبقى لها الإنسان المخلص الوفي لها .
17 عام مرت من الاشتياق لها والحزن عليها ، لا يصدقون انك رحلت ، فقدوا كل التفاصيل التي كانوا ينتظرونك عليها ، فقد كنت تضيفين عليها نفسك الطيب ، ورحيلك ترك زوايا مظلمة في الروح ، ولكن دائما أن الإيمان في الله هو ملجأ المؤمنون بالله عزوجل ، فهو ارحم الراحمين ، ويبقى الوجع أقوى شيء ، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض جناتك ، واغفر لها واجعلها من السعداء ، ممن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
فكان بإمكانه يتزوج عليها لكونه يملك المال والعز والجاه ، ولكن كل هذا أمامها لا يساوي شيئا . لأنه يملك الوفاء والإخلاص لها . فبعد رحيلها لم يفكر ويرق قلبه لأية امرأة من بعدها .

إذ ارتحلت إلى بارئها ممتثلة إلى إرادة الله عزوجل ، في ( 9 - 5 – 2008 ) م . غادرت الدنيا الفانية ، ودعها الشيخ برجس الحديد وأسرتها الصغيرة والكبيرة والأردنيين جميعا وكل من يعرف الشيخ برجس على امتداد وطننا العربي.

كانت لا تتدخل في عمله ومن يستقبل ، ومن يودع ومن يعزم ، كانت تقف إلى جانبه ترفع من معنوياته إذا رأته قد تراجع عن أداء دوره الإنساني وتحثه على استمراريته في أداء أعماله ، كانت إدارية متفوقة بامتياز تفوقت ، على آهل العلم الإداري ، تدير أمور أسرتها بكل إتقان وحيوية ، ونشاط وهمة منقطعة النظير . اهتمت في تربية أولادها ، نضال، محمد، حسام، حمزة ، أروى ، وهالة.

الذين تربوا على يديها الطاهرتين الكريمتين، تربيتهم تربية إسلامية ، يتمتعون بأخلاق عالية مطيعين لله ولواديهم، نشامى يرفعون الرأس عاليا ، يفتخر فيهم والدهم الشيخ برجس ، ورجال عشيرة الحديد ، هم ذخرا وذخيرة وفزعة للوطن الأردن الغالي ، يوم تشتد المحن ، ويؤشر الهاشمي الملك عبد الله الثاني حفظه الله ، ( وين ربعي الأردنيين) يكون أبناء الشيخ برجس المهندس نضال آبا برجس والباشا محمد ، في طليعة الملبين لنداء أبي الحسين ، لبيك يا مولاي ، الذي نفتديه بالمهج والأرواح .

ولان الشيخ برجس، وقته ليس ملك له ، وإنما ملك للمواطنين الذين يحملونه أمانة المسؤولية ، كان يعمل من أجل حل النزاعات العشائرية الأردنية ورأب الصدع وإحلال الوئام بدل الخصام ، وكذا العربية والتوسط لمساعدة من يقصده في طلبها . هكذا كان يمضي يومه .

والشيخ برجس عمل ، طوال عمله في القضاء العشائري ، متقيدا في العرف العشائري ، لأنه نبراس لكل قضاة العشائر ، ولهذا لم يخفق بأية قضية ، لم يتزحزح قيد أنملة ملتزما في القضاء العشائري ، في القضايا التي ترأسها كافة ، لان شعاره تحقيق العدل ، في القضايا العشائرية وبالتالي يرضي الطرفين وتعود المياه إلى مجاريها .

لم يعرف الطفولة في حياته فكل أبناء جيله رجالا ، قبل أن ينبت شعر شواربهم ، الذين كان تفكيرهم العمل وليس اللعب ، لان اللعب في الحارة عيب ، كانوا يأكلون الخبز وشرب الشاي هذه الرجولة الحقة .

لقد تلقى تعليمه في مدرسة العسبلية ، ومدرسة خالد بن الوليد الثانوية ومدرسة موسى بن نصير ، التي أكمل دراسته وتعليمه فيها الثانوية العامة عام ( 1957) م.

وعند وفاة والده الشيخ شاهر صايل الحديد ، الذي يعتبر من كبار وجهاء منطقة البلقاء آنذاك عام 1947م. كان عمره ) عشر سنوات) ، وهذا العمر جعل منه عقيد القوم الذي يتولى حمل أمانة مسؤولية والده ، الذي كان يقوم فيها ، إذ تتلمذ هذا الشبل ، على يديه معنى الرجولة ، والحنكة وأسلوب التعامل ، مع ممن كانوا يقصدون مجلس والده.

لقد حرص على صقل نفسه بنفسه يسانده وقوف أهله معه ، وإيمانا منه بأن يصبح إنسانا ، ذي شأن في الحياة تحصل بفضل الله تعالى على مبتغاة ، وذلك فضل إصراره وعزيمته التي لا تلين ، في الوصول إلى أهدافه ، التي رسمها آنذاك .
وكما كان جده وأبيه يقفون في خندق الدفاع عن الهاشميين ، في عائلة الحديد قدمت الطاعة و الولاء للهاشميين، عندما وصل الأمير عبد الله إلى مدينة معان في عام 1921م، وقد شارك أبناء الحديد في الثورة العربية مع الأمير فيصل، في قتالهم ضد الانتداب الفرنسي على سوريا ، وكذا في معركة ميسلون حيث والده شاهر ، وابن عمه منور ، وكثيرون من قبيلته كانوا هناك يقاتلون .

وحينما توفي والده ، المغفور له ، شاهر الحديد رحمه الله ، عام 1947، كان عمره تسع سنوات فقط، ، يومها أصر الملك عبد الله رحمه الله ، على دفنه في مقابر العائلة المالكة، فوق قصر رغدان في عمان.

من هنا كان الحديد عين الهاشميين أبا عن جد نصيرا للعدالة ومدافعين أشاوس ، ومن خلال عضويته في مجلس النواب ، وقف مع جلالة الملك عبد الله الثاني والعائلة الهاشمية .

ويكن لهم كل الاحترام والتقدير كيف ، أن القاصي والداني ، يحبون الهاشميون لأنهم عروبين ، قومين يدافعون عن قضايا أمتهم العربية والإسلامية .

فالعلاقة بين الملوك الهاشميين والشعب الأردني ليس لها مثل ، لا يوجد زعيم عربي له علاقة ( ود ومحبة ) مع شعبه كالعلاقة بين الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني، وهذا اقتداء برسولنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، فهم دائما إلى جانب شعبهم ، يواصلون خدمة الشعب ، ويتفقد أحوالهم، كيف لا وهم أهل كرم ونخوة وجود.

اليوم بيته عندما تزور تلقى المحبين له والمشتاقون إليه ، فلا يكاد تمر ساعة إلا والزوار وأصحاب القضايا لا يتركونه في حالة ، يلجئون إليه يأخذون برأيه فيها ، يقابلهم مرحبا، وجهه بشوش فهو إنسان رحيم حنون، حليم يحب الجميع لطيف اللسان والمعشر ، صادق القول .

وخلال جلسات عنده دائما يتنهد على أيام الزمن الجميل ، عندما كان الجار يشعر مع جاره ويواسيه ويخفف من مشاكله ومعاناة، والأخ يفزع لأخيه ، ومطبخ أهل القرية يجمع الجميع فترى وعاء الطعام متداول ، بين الجميع ، كأنهم عائلة واحدة ، القرية كلها تحزن وتفرح ، وفي ساحة البيت يتجمعون في كل مساء . لا حقد ولا كراهية ولا بغضاء ، التسامح شيمتهم ، دخلهم دريهمات قليلة .

الشيخ برجس: منذ صغره إنسان ، هدفه الوحيد في الحياة تحقيق طموحه واليوم هو راض كل الرضا ، عما وصل إليه ، ويشكر الله على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى .

لقد علمته مدرسة الحياة الجامعة ، كيف يكون القضاء العشائري والإنساني ، وحسن التعامل في كل الظروف والمتغيرات .

ويشيد في جلالة الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والعائلة الهاشمية بشكل عام حيث يقول عنهم : بأنهم مدرسة وجامعة في الصفات العديدة من أخلاق ونزاهة وعدل وإنصاف ورجولة وإقدام وتضحيات من اجل الأردن والأردنيين والعرب أجمعين . وفي عام 1958 م ، وبحكم طبيعة عمله ضابطا ، في سلاح الجو الملكي تعرف الشيخ برجس: على جلالة الملك الحسين رحمه الله ، ويصف تلك اللقاءات المتكررة بأن الملك الحسين رحمه الله كان يعرف ضباط سلاح الجو الملكي بالاسم ، ويتناول طعام العشاء، المكون من البندورة ، البيض والخبز، ويتذكر أن الطيار عوني بلال قد درب الملك الحسين على الطيران.

ونحب الهاشميين ، منذ توليهم الحكم وهم يعملون من أجل ازدهار ونهضة الأردن، ونذكر بكل فخر واعتزاز الاستقلال وكان ذلك أيام إمارة شرق الأردن في عهد الشهيد المؤسس الملك عبد الله بن الحسين رحمه الله . ومن بعده قام القائد الحر الشجاع الجسور المغفور له الملك الحسين ، طيب الله ثراه بتعريب قيادة الجيش العربي.

ويقول الشيخ برجس: لقد رأيت في الأمير الحسين بن عبد الله ولي العهد الغالي ، حماه الله ، نعومة الفولاذ وقسوته ،عكس الذين يرونه أنه ناعم.

وأولاده الغوالي لا يفارقونه لحظة ، يستقبلون ويودعون ضيوف والدهم ونظرا لكبر عمره ، اليوم لا يستطيع الصيد و لا ركوب الخيل رغم عشقه لهما.

سلامي وتحياتي لكم .