
سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا… وَالنَّبْضُ وَاحِدٌ: الأُرْدُنُّ أَوَّلًا، وَالْمَلِكُ قَائِدًا
القلعة نيوز:
فِي التَّاسِعِ مِنْ حُزَيْرَانَ مِنْ كُلِّ عَامٍ، تَتَجَدَّدُ فِي نُفُوسِ الأُرْدُنِّيِّينَ مَشَاعِرُ الْفَخْرِ وَالِاعْتِزَازِ، بِمُنَاسَبَةٍ وَطَنِيَّةٍ عَزِيزَةٍ عَلَى قُلُوبِهِمْ، هِيَ عِيدُ الْجُلُوسِ الْمَلَكِيِّ، ذِكْرَى اعْتِلَاءِ حَضْرَةِ صَاحِبِ الْجَلَالَةِ الْهَاشِمِيَّةِ، الْمَلِكِ عَبْدِاللَّهِ الثَّانِي ابْنِ الْحُسَيْنِ، حَفِظَهُ اللَّهُ وَرَعَاهُ، عَرْشَ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ.
سِتَّةٌ وَعِشْرُونَ عَامًا مَضَتْ عَلَى الْجُلُوسِ الْمُبَارَكِ، كَانَتْ شَاهِدَةً عَلَى حِكْمَةِ الْقِيَادَةِ، وَثَبَاتِ الْمَبْدَإِ، وَعَظِيمِ الْإِنْجَازِ. فَقَدْ قَادَ جَلَالَتُهُ الْوَطَنَ فِي أَوْقَاتٍ عَصِيبَةٍ، مَلِيئَةٍ بِالتَّحَدِّيَاتِ الْمَحَلِّيَّةِ وَالْإِقْلِيمِيَّةِ وَالدُّوَلِيَّةِ، فَكَانَ صَوْتَ الْعَقْلِ وَالْحِكْمَةِ، وَرَمْزَ التَّوَازُنِ وَالِاسْتِقْرَارِ فِي مَنْطِقَةٍ تَمُوجُ بِالِاضْطِرَابَاتِ.
وَفِي ظِلِّ قِيَادَتِهِ الرَّشِيدَةِ، خَطَا الْأُرْدُنُّ خُطًى وَاثِقَةً فِي مَجَالَاتٍ شَتَّى:
فِي الِاقْتِصَادِ، أُرْسِيَتْ قَوَاعِدُ التَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدَامَةِ، وَدُعِمَتِ الِاسْتِثْمَارَاتُ وَالْمَشَارِيعُ الرِّيَادِيَّةُ.
وَفِي التَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ، تَجَسَّدَتِ الرُّؤَى الْمَلَكِيَّةُ فِي مُبَادَرَاتٍ تَنْمَوِيَّةٍ عَادِلَةٍ، تَصِلُ إِلَى أَطْرَافِ الْوَطَنِ كَمَا فِي مَرْكَزِهِ.
وَفِي الدِّبْلُومَاسِيَّةِ، ظَلَّ الْأُرْدُنُّ مَنَارَةَ اعْتِدَالٍ، وَقَلْعَةَ مَوَاقِفَ مُشَرِّفَةٍ، حَامِلًا قَضَايَا الْأُمَّةِ، وَفِي مُقَدِّمَتِهَا الْقَضِيَّةَ الْفِلَسْطِينِيَّةَ، بِكُلِّ ثَبَاتٍ وَوُضُوحٍ وَشَرَفٍ.
وَأَنَا، كَشَابٍّ أُرْدُنِيٍّ نَشَأْتُ فِي كَنَفِ هَذَا الْوَطَنِ الْعَظِيمِ، أُعْلِنُهَا صَرَاحَةً وَبِكُلِّ فَخْرٍ: إِنَّنَا – نَحْنُ الشَّبَابَ – جُنُودٌ أَوْفِيَاءُ فِي مَيْدَانِ الْعَطَاءِ وَالْبِنَاءِ، نَضَعُ طَاقَاتِنَا وَعَزِيمَتَنَا فِي خِدْمَةِ الْأُرْدُنِّ وَقَائِدِهِ، نَسْتَلْهِمُ مِنْ رُؤْيَتِهِ رُوحَ الْإِبْدَاعِ، وَنَمْضِي مَعَهُ – سَوَاعِدَ عَامِلَةً، وَعُقُولًا وَاعِيَةً – فِي مَسِيرَةِ النَّهْضَةِ وَالْتَّقَدُّمِ.
إِنَّ الشَّبَابَ لَيْسُوا مُجَرَّدَ أَمَلٍ لِلْمُسْتَقْبَلِ، بَلْ هُمْ نَبْضُ الْحَاضِرِ، وَعِمَادُ الْإِنْجَازِ، وَحُمَاةُ الْاسْتِقْرَارِ، وَبُنَاةُ الْغَدِ الزَّاهِرِ، تَحْتَ ظِلِّ الْقِيَادَةِ الْهَاشِمِيَّةِ الرَّشِيدَةِ.
فِي هَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ الْوَطَنِيَّةِ الْعَطِرَةِ، نُجَدِّدُ الْبَيْعَةَ لِجَلَالَةِ الْمَلِكِ عَبْدِاللَّهِ الثَّانِي، وَنَرْفَعُ الْأَكُفَّ بِالدُّعَاءِ أَنْ يَحْفَظَهُ اللَّهُ ذُخْرًا وَسَنَدًا لِهَذَا الْوَطَنِ الْعَزِيزِ، وَأَنْ يُوَفِّقَهُ وَيُسَدِّدَ خُطَاهُ لِمَا فِيهِ خَيْرُ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، وَأَنْ يُدِيمَ عَلَى الْأُرْدُنِّ نِعَمَ الْأَمْنِ وَالْاسْتِقْرَارِ.
كُلُّ عَامٍ وَجَلَالَةُ الْمَلِكِ بِأَلْفِ خَيْرٍ، كُلُّ عَامٍ وَالْأُرْدُنُّ أَقْوَى بِعَزِيمَةِ أَبْنَائِهِ، وَأَمْضَى بِحِكْمَةِ قِيَادَتِهِ، وَأَسْمَى بِرَايَتِهِ الْهَاشِمِيَّةِ الْخَفَّاقَةِ.