شريط الأخبار
الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي ترامب: بعض الحاصلين على نوبل للسلام لم ينجزوا شيئًا مقارنة بي وزير خارجية فرنسا: أمن غزة ستحققه شرطة فلسطينية مدربة الرواشدة يزور الباحث في التراث حامد النوايسة ترامب: أنهينا الحرب في غزة وأعتقد أنه سيكون هناك سلام دائم ولي العهد يشيد بموقف فرنسا الداعم لإنهاء حرب غزة والاعتراف بفلسطين ماكرون: توسع الاستيطان في الضفة يتعارض مع خطة ترامب ولي العهد يلتقي مع رئيس أركان الجيش الفرنسي ويزور مقرا للدرك وزراء إسرائيليون يجتمعون لوضع اللمسات الأخيرة على وقف إطلاق النار بغزة رئيس حركة حماس في غزة: الاتفاق يتضمن فتح معبر رفح من كلا الاتجاهين الأمن العام يوضّح ملابسات الفيديو جرى تداوله يظهر إطلاق نار على منزل داخله سيدة في إربد ذوي الطفل محمد الخالدي يناشدون الديوان الملكي الهاشمي العامر الحية: الاتفاق يضمن الإفراج عن جميع النساء والأطفال المعتقلين ولي العهد عبر انستقرام: اليوم الثاني من الزيارة الرسمية إلى فرنسا حمدان: إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرًا من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية بوتين: لا حل لملف النووي الإيراني الّا بالدبلوماسية والمفاوضات "السفير القضاة "يواصل حراكه الدبلوماسي في دمشق ويعقد عدة لقاءات

الرواشدة يكتب : ‏"الشعوبية "في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة

الرواشدة يكتب : ‏الشعوبية في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة
‏حسين الرواشدة
‏ما فعلته بعض التيارات السياسية في بلدنا ،على امتداد العقود الماضية، وما تفعله بقايا فلولها الآن ، يشبه -تماما - ما فعلت حركة "الشعوبية " التي ازدهرت إبان الدولة العباسية ؛ لكي نفهم أكثر ، استندت هذه الحركة إلى فكرة "التسوية" بين العرب وغيرهم من الأعراق والعجم، ثم تحولت إلى ذم الجنس العربي والانتقاص منه ، كان موضوع الهوية حاضراً في المشهد ، كما كان الصراع على الدولة وفي داخلها حاضراً أيضاً.

أترك للقارئ الكريم مهمة البحث في التاريخ ليطلع أكثر على نشأة" الشعوبيين " ورواياتهم ، ومحاولات تسللهم إلى عصب الدولة ومفاصلها، ثم إخضاعها لأهدافهم ، أكيد سيتفاجأ القارىء بأسماء عديدة ومعروفة لمفكرين وشعراء شاركوا في هذه الحركة ؛ بعضهم باسم الدين أو الزندقة ، وبعضهم اختبأ تحت عباءة السلطة وتبرطع في غنائمها وخيراتها ، ولم يتردد عن دسّ السم لها من داخلها ، المهم في المسألة أن هؤلاء الخليط التقوا على هدف واحد وهو تقويض الدولة والتشكيك بشرعيتها وتاريخها، وتشويه هويتها والانتقاص من إنجازاتها ، وتحميلها مسؤولية ما حلّ من خراب بالأمة.

‏ما حدث في بلدنا ، وربما في العديد من أقطارنا العربية ، أن تيارات " شعوبية" توزعت بين القومية والأيدولوجيا الدينية ، وظّفت قضايا عابرة للحدود ، واستنجدت بنماذج أممية أو إقليمية ، ثم تعمدت خلط الأوراق ، فهي تارة تتحدث باسم الأمة ، وتارة باسم العروبة ، وثالثة باسم فلسطين، ورابعة باسم أنظمة الممانعة والصمود، تربط رمزيتها بزعامات تاريخية أو أنظمة تختلف في منطلقاتها ، لكنها تتوحد على خطاب واحد ، مرتكزاته: عدم الاعتراف بالدولة القطرية التي تنتسب اليها او تعيش فيها ، بذريعة سايكس بيكو ، عدم الانضواء تحت الهوية الوطنية، الإساءة للشخصية الوطنية وتجريحها وذم تاريخها والتشكيك فيه.

‏بصراحة أكثر ، أي إستدارة للداخل الأردني لا تأخذ بعين الاعتبار تجفيف ينابيع " الشعوبية" وكشف طبقة الشعوبيين، ودحض الأساطير التي استندوا إليها لترويج بضائعهم ، سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الثقافة ، الدين أو السياسة ، ستبقى إستدارة ناقصة أو سطحية، الحملة التي شهدناها ضد بلدنا ، خلال الأشهر المنصرفة ، منذ الحرب على غزة إلى الحرب على إيران ، تؤكد ما قلناه سلفا، لقد استبسل " الشعوبيون " واستنفروا واحتشدوا لتشويه اي موقف وطني، وضرب اي إنجاز للدولة، هؤلاء لا يتحركون إلا في سياق واحد، وهو سياق الهدم لكل ما يتعارض مع أجنداتهم المغشوشة ،

‏الدولة الأردنية تستند إلى شرعية دينية وتاريخية وإنسانية، والأردنيون أصلاء لهم هوية وطنية واحدة ، لا يمكن لأحد أن يعزلهم عن امتهم وقضاياها، ولا عن محيطهم الإنساني ولا عن عروبتهم، وفي موازاة ذلك لا يمكن لأحد أن يلحقهم بغيرهم، أو يذيبهم ، أو يحملهم مسؤولية الخيبات والهزائم التي أصابت الأمة كلها.

‏الآن ، يبدو أن موجة " الشعوبية" في بلدنا تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وبالتالي أصبح أمام الدولة، وأمام الأردنيين الذين يؤمنون ببلدهم وتاريخهم وإنجازاتهم وشرعية قيادتهم، فرصة كبيرة للتحرر من هذه الأفكار السامة، وأعاده الاعتبار إلى منطق الدولة الوطنية/ دولتهم ، التي لا يمكن ان تخضع لشروط "الشعوبيين" وأهدافهم، تماما كما فعل العباسيون قبل نحو 1275 عام.