
القلعة نيوز - مساء أمس كان موعدا آخر ليتجدد المشهد عند جسر الملك حسين لدى استقبال الدفعة السابعة من الأطفال المرضى في قطاع غزة المشولين بمبادرة "الممر الطبي الأردني" التي وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بتنفيذها. هناك اختلطت الدموع بالفرح، وتلاشى اليأس بعد الحلم حقيقة والأمل واقعا لحظة وطأت أقدام الغزيين ومرافقيهم أرض الأردن.
هذا ما عبر عنه وأكده ذوو المرضى في أحاديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، مشيرين إلى حالة اليأس التي استبدت بهم بعد أن ظنوا أن لا أمل لغياب العلاج واللوازم في قطاع غزة بسبب الحرب والحصار لكنهم ساعة تحدثوا لـ (بترا) بدت السعادة تشع في وجوههم بعد أن عاد الأمل بالشفاء.
ام ندى ماضي لم تكن تعلم أن صمودها بكل عزيمة وثبات في وجه احدث الاسلحة الفتاكة والانفجارات العنيفة التي تعرضت لها مدينة غزة ووقوفها كشموخ جبال فلسطين ومحاولات إخفاء دموع الصبر ستتبدد إلى أن تناهى الى مسامعها خبر اختيار ابنتها ندى للعلاج في المستشفيات الاردنية.
فقد كتمت أم ندى دموعها أمام أصعب الظروف وأقساها، لكن عينيها كانت أقوى من صبرها فانهمرت دموعها فرحا بعودة أمل ظنت أنه انقطع لكنه كان مصحوبا بالصبر.
تقول أم ندى، إن حالة ابنتها كانت حالتها تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب نشاط الغدة لعدم تمكنها من الحصول على العلاج بشكل منتظم ما دفعها للجوء الى المستشفى الميداني الاردني وفريقها الطبي في غزة الذين أبدوا اهتماما كبيرا بحالتها وقدموا لها كل ما يلزمها من علاجات وفحوصات الى ان استقر وضعها، مقدمة كل الشكر والثناء للكوادر الطبية الاردنية والقوات المسلحة الذين ضحوا بحياتهم من اجل الاستمرار بتقديم الاسعاف والعلاج لأبناء غزة مشيدة بالدور الاردني بقيادة الملك عبدالله الثاني بوقوفه الثابت مع الشعب الفلسطيني.
من جهتها لم تستطع أم الطفلة سوار رضوان إخفاء دموع الفرح لشمول ابنتها بمكرمة جلالة الملك من أجل تركيب طرف صناعي لها بعد تعرضها لحادث ادى الى بتر أحد قدميها، معربة عن شكرها ومحبتها للمملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكدت (أم سوار) أن الامل كان يداعبها باستمرار لايمانها الكبير بالمكارم الهاشمية، مثمنة الجهود الكبيرة التي يبذلها نشامى القوات المسلحة والكوادر الطبية الاردنية، مشيرة الى ان ما قدمه الاردن لأطفال فلسطين عموما لا يقدر بثمن مثلما أشارت الى حسن التعامل منذ اللحظة الاولى لانطلاقهم من غزة وصولا الى الاراضي الاردنية.
أم مريم خطاب بدا الحزن على وجهها خوفا على ابنتها (15 عاما) من ان تعيش باقي حياتها في المعاناة بسبب اصابتها في عينها بعد انتظار طويل لعلاجها داخل الاراضي المحتلة لكن دون جدوى، مشيرة الى أنها كانت تنتظر بفارغ الصبر فرصة ابنتها عبر الممر الطبي الانساني الذي كرم به جلالة الملك عبدالله الثاني ابناء الشعب الفلسطيني فعاد الأمل اليها خاصة لما يتمتع به القطاع الطبي الأردني من سمعة راقية.
وقال الستيني وليد حمدان انه قادم مع ابنه لعلاجه من الحصى الذي منه، مشيرا الى أن كل التداخلات الطبية تجد نفعا الى ان شملتنا مكرمة جلالة الملك عبدالله للعلاج في الاردن داعيا الله ان يديم على الاردن الأمن والأمان بقيدة مليكه جلالة الملك عبدالله الثاني، مؤكدا أن قوة الاردن هي سند لأبناء الشعب الفلسطيني.
ولم تقتصر مكرمة جلالة الملك على الاطفال فقط بل انضم الى قائمتها السبعيني الحاج نبيل الذي يعاني من السرطان لتؤكد ابنته المرافقة له في رحلة علاجه ان الاردن الكبير لم يفرق بين مسن ورضيع في العلاج بل كان العمل الانساني هو عنوانه دائما وجعل منه محط تقدير جميع البلدان.
وفي المكان حيث كان استقبال الغزيين ومرافقيهم، لم يخف الزملاء في وسائل الاعلام المختلفة سعادتهم وشعورهم بالفخر والاعتزاز ليكونوا جزءا من مكرمة الملك عبدالله الثاني بتغطية عمليات الاجلاء وإظهار الدور والجهد الكبيرين لقواتنا المسلحة الباسلة وكوادرها الطبية التي تواصل الليل بالنهار لتنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني باستمرار الممر الطبي الانساني.
وكانت القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي أجلت امس الدفعة السابعة من الأطفال المرضى في قطاع غزة، وضمّت 35 طفلاً برفقة 72 مرافقاً من ذويهم، لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية، ضمن مبادرة "الممر الطبي الأردني" و التي تنفذ بالتنسيق مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية.
--(بترا)