
القلعة نيوز:
مع مرور السنوات، تتغير قدرات أجسادنا، فعضلاتنا تفقد بعضًا من قوتها، والمفاصل تصبح أقل مرونة، وتبدأ العادات اليومية الخاطئة في ترك أثرها. ومن أهم ما يتأثر بهذه التغيرات هو "وضعية الجسم". لكن الجيد في الأمر أن تحسينها ممكن مهما كان عمرك.
لماذا تتدهور وضعية الجسم مع التقدم في السن؟
هناك أسبابًا كثيرة تساهم في ضعف الوضعية مع التقدم في السن:
ضعف العضلات: خاصة عضلات الظهر والبطن.
قلة الحركة: الجلوس لفترات طويلة يضعف من توازن الجسم.
فقدان الكتلة العظمية: وهو ما قد يؤدي إلى تقوس الظهر أو آلام المفاصل.
الإجهاد المزمن والتوتر: يؤثران على توزيع الوزن وحمل الجسم.
إشارات تدل على أن وضعيتك سيئة
ألم متكرر في الرقبة أو أسفل الظهر.
شعور بالتعب عند الوقوف أو الجلوس لفترات.
انحناء الأكتاف للأمام.
صعوبة في التنفس بعمق.
إذا لاحظت هذه الأعراض، فهذه دعوة للبدء في تصحيح وضعيتك.
6 استراتيجيات لتحسين وضعيتك
ابدأ بالأساس: تمارين الجذع. عضلات البطن والظهر هي ما يحافظ على توازنك طوال اليوم. مارس تمارين مثل الجسر (رفع الحوض) وتمارين التمدد الجانبي أو "البلانك" البسيط. دقيقتان يوميًا يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا.
غيّر طريقة جلوسك. لا تحتاج إلى كرسي فاخر لتجلس بشكل صحيح. اجلس بحيث تكون قدماك مستويتين على الأرض، وظهرك مدعومًا، وكتفاك مرتخيين. أعد ضبط مكتبك ليتناسب مع مستوى عينيك، وتجنب استخدام الهاتف في وضعية النظر للأسفل لفترات طويلة.
مارس الحركة كل نصف ساعة. لا تدع جسمك يتيبس. كل 30 دقيقة، انهض، مدّد ذراعيك، تحرك في المكان. هذه العادة الصغيرة تمنع تيبس العضلات وتحسن تدفق الدم.
اليوجا ليست فقط للاسترخاء. الوضعيات البسيطة مثل وضعية الجبل، الشجرة، أو الكلب المواجه للأسفل تقوي العضلات العميقة وتحسن مرونة العمود الفقري. خصص 10 دقائق فقط يوميًا وستلاحظ فرقًا في وضعية ظهرك.
ادعم عظامك من الداخل. تناول الكالسيوم وفيتامين د بانتظام، من خلال الغذاء أو المكملات إذا لزم الأمر. العظام القوية هي الأساس لأي وضعية مستقيمة. الحليب، والسبانخ، والسلمون، والتعرض المعتدل للشمس كلها مصادر رائعة.
تعلّم طريقة الرفع الصحيحة. عند حمل شيء ثقيل، لا تحنِ ظهرك. اثنِ ركبتيك، واحمل باستخدام قوة ساقيك، وليس ظهرك. هذا التغيير البسيط يحمي عمودك الفقري من الإصابات.
متى تحتاج إلى مساعدة طبية؟
إذا كنت تشعر بألم مزمن في الظهر أو الرقبة رغم التمارين، أو لاحظت تقوسًا ملحوظًا في الظهر، فقد تحتاج لاستشارة طبيب علاج طبيعي أو أخصائي تقويم.
استقامة الجسم عادة تُكتسب
تحسين وضعيتك لا يتطلب تغييرًا جذريًا، بل هو مجموعة من الخطوات الصغيرة اليومية. كل مرة تجلس بشكل سليم، أو تمارس تمرينًا خفيفًا، أو ترفع رأسك بدلًا من التحديق للأسفل، فأنت بذلك تُعيد تدريب جسمك على التوازن.
الوضعية الجيدة لا تمنحك مظهرًا أفضل فقط، بل تدعم تنفسك، وتحمي عمودك الفقري، وتمنحك ثقةً أكبر. فلتكن هذه الخطوات بداية عادتك الجديدة لحياة أكثر توازنًا وقوة.