
القلعة نيوز: بقلم م.دعاء محمد الحديثات
أسعدنا جميعاً قرار عودة خدمة العلم، وأنتشينا فرحة إعداد جيلٍ شابٍ يتسمُ بتحمل المسؤولية والانضباط والولاء للوطن.
ولكن في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي يشهده العالم، لم تعد خدمة العلم مجرد تدريب عسكري تقليدي. بل أصبحت تواجه تحديات جديدة وتفتح آفاقًا واسعة لاستثمار الطاقات الشبابية بطرق مبتكرة.
فالتحول الرقمي أتاح فرصة فريدة لتحديث برامج خدمة العلم، مما يجعلها أكثر فعالية وأكثر ملاءمة لمتطلبات سوق العمل في المستقبل.
فبرامج خدمة العلم التقليدية تواجه تحديًا رئيسيًا في مواكبة التطورات التكنولوجية.
المهارات العسكرية لم تعد تقتصر على القوة البدنية واستخدام الأسلحة التقليدية، بل أصبحت تشمل المعرفة بالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني،و تحليل البيانات، وتشغيل الطائرات المسيرة. ممايتطلب تحديثًا جذريًا للمناهج التدريبية، وتوفير بنية تحتية رقمية متطورة، وتأهيل مدربين متخصصين في هذه المجالات.
فالتحول الرقمي يفتح آفاقًا واسعة أمام خدمة العلم للاستفادة من قدرات الشباب واستثمارها في مجالات التكنولوجيا.
الشباب المنخرطين في الخدمة يمكن أن يساهموا في:
* تطوير أنظمة تكنولوجية عسكرية حيث يمكن الاستفادة من مهاراتهم في البرمجة وتطوير التطبيقات لتحديث أنظمة الاتصالات والمراقبة.
* تعزيز الأمن السيبراني وذلك بتدريب الشباب على حماية الشبكات الحكومية والعسكرية من الهجمات الإلكترونية، وهو ما يعد من أهم الأولويات في العصر الحالي.
* تحليل البيانات حيث يمكنهم المساعدة في تحليل كميات هائلة من البيانات لتقديم معلومات استخباراتية دقيقة وسريعة.
* استخدام تقنيات المحاكاة من خلال استخدام الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في التدريبات العسكرية، مما يوفر بيئة تعليمية آمنة وفعالة.
هذا التحول لا يقتصر على الجانب العسكري فقط، بل يساهم أيضًا في إعداد الشباب لسوق العمل المدني، حيث يكتسبون مهارات رقمية مطلوبة جدًا في القطاعات المختلفة.
التحول الرقمي يساهم في تعزيز الولاء للوطن من خلال إظهار قدرة الدولة على مواكبة التطورات العالمية واستثمار طاقات شبابها في بناء مستقبل مشرق.
فعندما يشعر الشاب بأن مهاراته الرقمية يتم تقديرها واستخدامها لخدمة الوطن، يزداد شعوره بالانتماء والفخر.
كما أن استخدام المنصات الرقمية يمكن أن يعزز التواصل بين الشباب والمؤسسات العسكرية، ويزيد من شفافية برامج الخدمة وأهميتها.
في النهاية، تمثل خدمة العلم في عصر التحول الرقمي فرصة ذهبية لبناء جيل من الشباب ليس فقط مدربًا على الدفاع عن الوطن، بل ومؤهلًا للمساهمة في تطوره التكنولوجي والاقتصادي.
"رب اجعل هذا البلد آمنا" حمى الله أردننا من كل شر وزادنا فيه فخراً وعزة .