شريط الأخبار
القضاة يشارك في حفل استقبال السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سوريا مدرب العراق: الأردن فريق قوي وجاهزون للمباراة بن غفير يجدد التهديد بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام مقتل أردني على يد ابنه في أمريكا .. والشرطة توجه تهمة القتل العمد روسيا تسجل انخفاضًا جديدًا في عائدات النفط إغلاق طريق الكرك- وادي الموجب لوجود انهيارات القضاة يستقبل مدير شؤون الأونروا و رئيسة البعثة الفنلندية في سوريا وزير الخارجية الصيني يزور الأردن والإمارات والسعودية وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 مجلس النواب يُقر بالأغلبية مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 رئيس الوزراء يؤكّد التزام الحكومة بالعمل مع مجلس النوَّاب في جميع مراحل تنفيذ الموازنة واستمرارها في نهجها القائم على الشفافيَّة والتَّعاون والانفتاح على جميع الآراء والمقترحات الصفدي يلتقي نظيره الإماراتي لبحث التعاون والقضايا الإقليمية الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية القيسي: آن الأوان لعدالة حقيقية بين شرق وغرب عمّان استقالة رئيس وزراء بلغاريا وسط احتجاجات واسعة كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية تنظم اليوم العلمي للزراعة العضوية عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والجيش يقتحم مناطق بالضفه ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة أمنية في غزة النائب رانيا أبو رمان: تدعو الحكومة لزيادة رواتب الموظفين وحماية المتقاعدين من العوز العوايشة: موازنة 2026 لم تحقق جديدا والفقر والبطالة مستمران

عندما يصبح صاحب الخراب الفكري حكيمًا… والمناصب العليا غطاءً للفساد

عندما يصبح صاحب الخراب الفكري حكيمًا… والمناصب العليا غطاءً للفساد
عندما يصبح صاحب الخراب الفكري حكيمًا… والمناصب العليا غطاءً للفساد

القلعة نيوز:

في زمن تتبدل فيه القيم، لم يعد الغريب أن ترى من هدم العقول، وأفسد الفكر، وأشاع الرداءة، يُقدَّم للناس على أنه حكيم وأستاذ للأجيال وقدوة. في زمن كهذا، يمكن للخراب الفكري أن يرتدي ثوب الحكمة، وللكذب أن يتزين بعمامة الصدق، وللخيانة أن تُسوَّق على أنها وفاء. هنا، يصبح الخطر مضاعفًا، لأن السمّ لا يُسكب في الكأس علنًا، بل يُقدَّم في قدح من ذهب.

في أوطانٍ أنهكها الصمت، قد يتحول صاحب الخراب الفكري إلى حكيم، والفاسد إلى صاحب هيبة ومقام. من يسرق والده – ويغدر بثقة من ائتمنوه، يجد نفسه بعد حين متربعًا على كرسي إدارة عليا، يحيط به المصفقون، ويتسابق المنافقون لمدحه، ويغرقونه بألقاب صاحب البصيرة والوجيه وسديد الرأي. الخطيئة الكبرى أن أبناءه من بعده يتباهون به، يفاخرون بأنه كان وجيها وحكيما وصاحب بصيرة ، متناسين أن إرثه الحقيقي هو النهب والتسلط والغدر، لا المجد.

بعض رؤساء الإدارات العليا اليوم يمثلون هذا النموذج المظلم، حيث تتحول المناصب إلى مزرعة خاصة، والشعب إلى خدم لسلطانهم. هنا، تنقلب الموازين، فيُكافأ الفساد ويُهمّش الشريف، ويصبح الغش مهارة، والخيانة فطنة، والتملق ذكاءً اجتماعيًا. هذه الثقافة المريضة تورث الأجيال القادمة قناعةً أن الطريق إلى القمة لا يمر عبر النزاهة، بل عبر دهاء السرقة ولباقة الكذب.

ولهذا، فإن الواجب الأخلاقي والوطني يحتم علينا كمجتمع ناضج الفكر ،أن نكسر هذه الحلقة المعيبة، وأن نرفض تمجيد الفاسد مهما علا شأنه أو تزين بالألقاب. لا يجوز أن نصنع للأمة أصنامًا من الطين الملوث، ولا أن نربي أبناءنا على الانبهار بمن سرق قوتهم ونهب مستقبلهم. المحاسبة ليست خيارًا، بل ضرورة لحماية ما تبقى من القيم، واستعادة هيبة الدولة وعدالة المجتمع. يجب أن يعرف كل من يجلس على كرسي المسؤولية أن التاريخ لا يرحم، وأن ألسنة المديح التي تلمّع اليوم صورته، قد تتحول غدًا إلى شهادات إدانة في حقه. أمةٌ تكرم فاسديها، تهدم بيديها جدار عزتها، وأمةٌ تحاسبهم وتفضحهم، تكتب مستقبلها بأحرف من نور.

وفي النهاية :حين يصبح صاحب الخراب الفكري حكيمًا، ويتحوّل الفاسد إلى قدوة، فاعلم أن الأمة قد وضعت ثقتها في غير مكانها.

د. مفلح الزيدانين