
بقلم / الدكتور سعد السكارنه
أصبح الذكاء الصناعي أحد أهم التحولات التقنية التي يشهدها العالم اليوم، لما له من أثر مباشر على مختلف القطاعات: الاقتصاد، الصحة، التعليم، الأمن، والعدالة. إلا أن هذا التطور السريع أفرز تحديات قانونية معقدة، تستدعي وضع أطر تشريعية واضحة تحفظ الحقوق وتوازن بين الابتكار والمسؤولية.
الإشكالية القانونية للذكاء الصناعي
تتمثل أبرز الإشكاليات القانونية في الذكاء الصناعي في النقاط التالية:
المسؤولية القانونية: عند وقوع خطأ أو ضرر ناتج عن نظام ذكاء صناعي (مثل سيارة ذاتية القيادة)، من يتحمل المسؤولية؟ المبرمج، الشركة المنتجة، المستخدم، أم النظام ذاته؟
الهوية القانونية للآلة: هل يمكن اعتبار الذكاء الصناعي "شخصاً اعتبارياً" له حقوق وواجبات، أم مجرد أداة تقنية؟
حماية البيانات والخصوصية: قدرة الذكاء الصناعي على جمع وتحليل بيانات الأفراد تثير مخاوف بشأن الحق في الخصوصية وحماية المعلومات الشخصية.
الملكية الفكرية: هل يُعترف بنتاجات الذكاء الصناعي (كالقصائد، اللوحات، الاختراعات) كملكية فكرية، ومن يملكها؟
الحاجة إلى تشريعات وطنية
في العالم العربي والأردن تحديداً، لا تزال التشريعات الخاصة بالذكاء الصناعي في مراحلها الأولى. ومن الضروري:
سن قوانين واضحة تنظم المسؤولية القانونية.
وضع سياسات لحماية البيانات.
تطوير أنظمة الملكية الفكرية لتشمل إبداعات الذكاء الصناعي.
تدريب القضاة والمحامين على القضايا التقنية الحديثة
إن النظرة القانونية للذكاء الصناعي لم تعد ترفاً فكرياً، بل ضرورة حتمية تفرضها الثورة التكنولوجية. فالمجتمع الدولي يسعى لتحقيق توازن بين تشجيع الابتكار وضمان حماية الأفراد وحقوقهم. ومن هنا تبرز مسؤولية المشرّعين العرب في بناء إطار قانوني متكامل يواكب التطور ويضمن العدالة.