شريط الأخبار
غزة تنتصر. اعلان وقف الحرب في قطاع غزة واشنطن تحضّر نصّ خطاب يفترض أن يدلي به ترامب لإعلان التوصل لاتفاق بشأن غزة أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي: اتفاق غزة قد يُبرم الليلة وزير الخارجية يبحث مع عدد من نظرائه جهود وقف العدوان على غزة ترامب: ربما سأذهب إلى مصر يوم الأحد "الرواشدة "مُعلقاً بعد زيارته للبلقاء : في الشونة الجنوبية تنحني الشمس خجلاً أمام دفء القلوب وكرم وطيب الاهل ترامب: تقدم كبير في مفاوضات غزة وقد أزور مصر الأحد الشرفات من مخيم الوحدات: العودة حقٌّ مقدَّس، والأردن لكلِّ من يؤمن به وطناً. "السفير القضاة" يستقبل أمين عامي الاتحاد العربي للصناعات الجلدية والاتحاد العربي للمعارض والمؤتمرات في سوريا القضاة يعقد عدة لقاءات مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في دمشق ولي العهد ينشر عبر انستغرام مقتطفات من زيارته إلى شبكة 42 العالمية و مقر مجمع الشركات الناشئة "ستيشن إف الملكة: في رحاب معان الكرم والنخوة الملكة رانيا العبدالله تزور معان وتلتقي مستفيدين من منح التمكين الاقتصادي الدكتور "موسى بني خالد" لوزير الداخلية : لو كنت رئيساً للحكومة لأصبح خروجنا من المنازل محدوداً ولي العهد يزور شبكة 42 العالمية المتخصصة بالحاسوب والبرمجة الصحة العالمية: إعادة بناء المنظومة الصحية لغزة تحتاج 7 مليار دولار ولي العهد يبحث فرص التعاون مع مجمع الشركات الناشئة في باريس مصدر: طرفا المفاوضات لم يتفقا على توقيت تنفيذ المرحلة الأولى الحباشنة يكتب : التعاون الأردني – السوري في مكافحة المخدرات " قراءة في البيان الأردني – السوري"

الذكاء الاصطناعي في التعليم: غش أم فرصة لإحياء الفكر الأكاديمي؟

الذكاء الاصطناعي في التعليم: غش أم فرصة لإحياء الفكر الأكاديمي؟

القلعة نيوز:
د. محمد عبد الحميد الرمامنه
دخل الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا تطبيقات المحادثة مثل شات جي بي تي، إلى قاعات الجامعات كضيف ثقيل على بعض الإدارات، وكمنقذ محتمل في نظر آخرين. وبين اتهامه بأنه أداة للغش الأكاديمي، والثناء عليه بوصفه بوابة لثورة معرفية جديدة، يظل السؤال المركزي: هل نحن أمام تهديد لجوهر التعليم أم أمام فرصة نادرة لإعادة بنائه؟
الذين يرفضون إدخال الذكاء الاصطناعي إلى العملية التعليمية يستندون إلى مقولة جاهزة: إنه يقتل الجهد الفردي ويمنح الطالب إجابات بلا تعب. لكن هذه النظرة تغفل حقيقة أساسية: أن هذه الأدوات لا تعمل بفعالية إلا لمن يمتلك مهارات عليا في التفكير النقدي والاستنباطي، فهي ليست ماكينة نسخ بل نظام يحتاج إلى عقل موجّه، قادر على صياغة الأسئلة العميقة وتحليل الإجابات ومقارنتها وتفكيكها.
بمعنى آخر، الذكاء الاصطناعي لا يلغي العقل البشري، بل يكشف ضعفه أو قوته. الطالب الذي يكتفي بالسطح سيحصل على مخرجات سطحية، أما من يجيد الحوار النقدي مع هذه الأدوات فسيضاعف من معرفته، ويوفر وقته وجهده للتركيز على العمق بدل الانشغال بالقشور. وهنا تتضح المفارقة: أن رفض هذه الأدوات بحجة الحفاظ على "الأصالة" ليس إلا محاولة لتجميد التعليم داخل قوالب تقليدية استُهلكت منذ عقود.
إن فلسفة التعليم في جامعاتنا، القائمة على التلقين وإعادة إنتاج المعلومة، تبدو اليوم عاجزة عن مجاراة هذا التحول. الواجبات والامتحانات التي تعتمد على الحفظ أو إعادة الصياغة لم تعد ذات قيمة في زمن يستطيع فيه الذكاء الاصطناعي إنجازها في ثوانٍ. الحل ليس في المنع المطلق، بل في إعادة تصميم المناهج والواجبات لتصبح أعمق وأكثر ارتباطًا بالواقع المحلي والتفكير التحليلي.
في المقابل، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة ذهبية للأساتذة والباحثين كذلك. فهو أداة لتوفير الوقت في الأعمال الروتينية كتنقيح النصوص أو جمع المراجع، مما يمنح الأكاديمي فسحة أوسع للتفكير والإبداع وإنتاج المعرفة الأصيلة. إن الجامعات التي تتمسك بمساقاتها المكررة منذ سنوات، وتخشى أي كسر لرتابة السكون الأكاديمي، إنما تحكم على نفسها بالانفصال عن عالم يتسارع من حولها.
لذلك، فإن المطلوب اليوم ليس إغلاق الأبواب أمام هذه الثورة، بل فتحها بحذر وحكمة. على الجامعات أن تعيد تعريف الواجبات فلا تبقى حبيسة التلخيص والتكرار، بل تتحول إلى ساحة للتفكير النقدي حيث يواجه الطالب قضايا مجتمعه بدل أن يواجه نصًا جامدًا. عليها أن تعلّم مهارة السؤال قبل أن تكدّس في عقول الطلبة آلاف الأجوبة؛ فالسؤال الذكي هو مفتاح المعرفة في زمن الذكاء الاصطناعي، والجواب السهل لم يعد معيار تفوق. وعليها أخيرًا أن تحوّل الذكاء الاصطناعي من متهم إلى شريك، فلا تخاف ثورةً يستثمرها العالم، بل تستثمرها هي لتوقظ نفسها من غبار السكون وتعيد للتعليم رسالته الحقيقية.
إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا لأصالة التعليم، بل فرصة لإعادة بنائه على أسس أكثر قوة وعمقًا. وإذا لم نغتنم هذه اللحظة، فإن جامعاتنا ستظل تدور في فلك تقليدي لا ينتج إلا خريجين بلا قدرة على المنافسة في سوق يطلب اليوم مهارات تحليلية واستنباطية أرفع من أي وقت مضى.