شريط الأخبار
القضاة يشارك في حفل استقبال السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سوريا مدرب العراق: الأردن فريق قوي وجاهزون للمباراة بن غفير يجدد التهديد بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام مقتل أردني على يد ابنه في أمريكا .. والشرطة توجه تهمة القتل العمد روسيا تسجل انخفاضًا جديدًا في عائدات النفط إغلاق طريق الكرك- وادي الموجب لوجود انهيارات القضاة يستقبل مدير شؤون الأونروا و رئيسة البعثة الفنلندية في سوريا وزير الخارجية الصيني يزور الأردن والإمارات والسعودية وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 مجلس النواب يُقر بالأغلبية مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 رئيس الوزراء يؤكّد التزام الحكومة بالعمل مع مجلس النوَّاب في جميع مراحل تنفيذ الموازنة واستمرارها في نهجها القائم على الشفافيَّة والتَّعاون والانفتاح على جميع الآراء والمقترحات الصفدي يلتقي نظيره الإماراتي لبحث التعاون والقضايا الإقليمية الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية القيسي: آن الأوان لعدالة حقيقية بين شرق وغرب عمّان استقالة رئيس وزراء بلغاريا وسط احتجاجات واسعة كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية تنظم اليوم العلمي للزراعة العضوية عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والجيش يقتحم مناطق بالضفه ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة أمنية في غزة النائب رانيا أبو رمان: تدعو الحكومة لزيادة رواتب الموظفين وحماية المتقاعدين من العوز العوايشة: موازنة 2026 لم تحقق جديدا والفقر والبطالة مستمران

مستقبل المحاكم و المحاماة. بقلم المحامي معن عبد اللطيف العواملة

مستقبل المحاكم و المحاماة.      بقلم المحامي معن عبد اللطيف العواملة

مستقبل المحاكم و المحاماة

المحامي معن عبد اللطيف العواملة

القلعة نيوز:

كغيرها من القطاعات، تشهد انظمة العدالة عالميا تحولات جذرية. حيث لم تعد النظم التقليدية تلبي الاحتياجات المستجدة من ناحية السرعة والتكامل. و مع كل ما نراه من تكنولوجيا هائلة و مبهره، فان مستقبل العدالة لا يكمن في استبدال الانسان بالبرامج و الالات، بل في توظيف هذه التكنولوجيا لتمكينهم من تحويل نظام العدالة من هيكل بيروقراطي إلى منظومات رقمية شفافة و مرنة و متاحة لكافة شرائح المجتمع مما يعزز العدالة و يدعم التنمية الحقيقية بكافة اشكالها و يرفع من جودة الحياة.

يتجه القضاء حول العالم بسرعة نحو الرقمنة المتكالمة. من إدارة الملفات الإلكترونية، الى التقاضي الكامل عن بعد، مما يضمن ليس فقط توفير الوقت و الجهد بل ايضا وصول العدالة للجميع و بفعالية. و يمكن اليوم للذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات، و على راسها الحالات السابقة، وجميع القوانين ذات الصلة، والمستندات بكافة انواعها. في بعض دول العالم، تستخدم هذه الانظة حاليا في دعم الاجراءات القضائية، و ايضا في تقديم تنبؤات دقيقة حول نتائج القضايا بناءً على تحليل سابقاتها. يساعد كل ذلك القضاة والمحامين على اتخاذ قرارات اكثر استنارة. وفي حالات معينة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في حل النزاعات تلقائيًا، مع ضمان مراجعة العنصر البشري لها بشكل سريع للتأكد من ملائمتها.

و مع كل ما سبق، فأن الدور الذي يقوم به المحامي سبتغير تدريجيا حتى يصبح كمستشار استراتيجي و مهندس قانوني اذا جاز التعبير، لان الانظمة الحديثة ستقوم بالمهام التي تستنزف وقت المحامين مثل مراجعة العقود و الملفات، تجميع و تحليل الادلة. ستمنح هذه التطورات الوقت للمحامي لبناء علاقات اوثق مع الموكلين و فهم اعمق لاحتياجاتهم، كذلك رفع القدرة على صياغة استرتيجيات قانونية متطورة و ناجحة. و قد يؤدي كل ذلك الى كفاءة و شفافية اكبر في احتساب الاتعاب و الرسوم و كافة التكاليف ذات الصلة.

و مع هذا التطور المرغوب فلا بد الى الانتباه الى المخاطر التي يمكن ان تتعرض لها الانظمة القضائية الجديدة من ناحية الامن السيبراني و احتمال اختراق النظام من قبل جهات جرمية مما يعرض البيانات الى التلاعب و وضع مصالح الناس و الحكومات في خطر. و هذه الانظمة المتطورة قد لا تضمن ايضا بالحد المأمول خصوصية الموكلين و المدعين و قد لا تحافظ بشكل تام على اسرارهم الشخصية او التجارية.

ان مستقبل المحاكم والمحاماة في جوهره هو اعادة تعريف لاجراءات العدالة و ليس مسألة تقنية بحتة، لان التكنولوجيا هي وسيلة وليست غاية. ستنجح التكنولوجيا ليس بتوفير الوقت و الجهد فقط، بل بما هو اهم من ذلك بكثير. التكنولوجيا المطلوبة هي التي تساعد نظام العدالة على ان يكون أكثر فعالية، وشفافية، وشمولية، لا بل و اكثر انسانية