
العقيد م بركات بخيت الجازي
في عالم يموج بالتقلبات، ومع تراجع مراكز نفوذ تقليدية وصعود قوى جديدة، تبدو الحاجة إلى تحالفات إسلامية أقوى وأكثر تنظيمًا مسألة ملحّة. ومن هنا يكتسب التحالف السعودي–الباكستاني أهمية خاصة، إذ يجمع بين ثقل اقتصادي وديني هائل من جانب السعودية، وقوة عسكرية ونووية معتبرة من جانب باكستان.
السعودية بما تملكه من مقدرات اقتصادية كبرى ورؤية مستقبلية طموحة، إضافة إلى مكانتها كقلب للعالم الإسلامي، قادرة على لعب دور القيادة الروحية والسياسية.
باكستان بقوة جيشها وخبراته، وامتلاكها للسلاح النووي، تشكل عامل توازن وردع لا غنى عنه لأي تحالف إسلامي.
ما يجري بين الرياض وإسلام آباد يتجاوز الدعم المالي أو التبادل العسكري، فهو مؤشر على إمكانية بناء تكتل إسلامي جديد، خصوصًا إذا ما انضمت دول كتركيا، مصر، أو إندونيسيا إلى هذا المسار. عندها يمكن أن يتحول التعاون إلى تحالف متعدد الأبعاد: اقتصادي، أمني، وسياسي.
رغم جاذبية الفكرة، إلا أن التباينات بين الدول الإسلامية تظل التحدي الأكبر، إضافة إلى الضغوط الدولية من قوى لا ترغب برؤية محور إسلامي قوي ومؤثر. كما أن الأولويات الداخلية قد تدفع بعض العواصم إلى التردد في الانخراط بمشروع كبير بهذا الحجم.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل يكون التحالف السعودي–الباكستاني نواة لتحالف إسلامي طال انتظاره؟ المؤشرات تقول إن الظروف مهيأة أكثر من أي وقت مضى، لكن النجاح مرهون بالإرادة السياسية، والقدرة على تجاوز الخلافات، ووضع مصلحة الأمة فوق الحسابات الضيقة