شريط الأخبار
سيدة تتعرض للطعن على يد طليقها في إربد .. والأمن يبحث عن الجاني الفراية يدعو طلبة الأردن أن لا يشكلوا عبئا على الوطن المومني: مشاريع كبرى منها الناقل الوطني وسكك الحديد والطاقة تنطلق العام المقبل السعودية تُرحِّب باعتراف سوريا بكوسوفو خلال لقاء ثلاثي في الرياض سوريا تعلن اعترافها بجمهورية كوسوفو الشرع: السعودية مفتاح سوريا استثمارياً ... ورهاني على شعبي الذي انتصر الشرع وعيد ميلاده والصدفة البيت الأبيض: ترامب يلتقي الرئيس الصيني الخميس الحنيطي يلتقي وزير الدفاع السويدي ونائب وزير الخارجية المومني يشارك في حفل تخريج نخبة من الصحفيين والإعلاميين العرب المشاركين بمشروع "صحافة الحوار" السفير القضاة يشارك في احتفال السفارة التركية بدمشق الصفدي يجري مباحثات موسّعة مع وزير الخارجية الألماني الصفدي يناقش كتّابًا ومحللين سياسيين توجيهات ملكية لإرسال مركبتين إضافيتين لدعم مبتوري الأطراف في غزة أهالي الصفاوي في البادية الشمالية يناشدون الجهات المعنية التدخل الفوري لحل مشكلة الكلاب الضالة ( فيديو ) رئيس جامعة البلقاء التطبيقية يعلن موعد التسجيل لامتحان الشامل للدورة الشتوية لعام 2026 "الكاف" يعلن عن أماكن إقامة مباريات الملحق الإفريقي المؤهل لكأس العالم 2026 البنك الدولي يتوقع ارتفاعا إضافيا في أسعار الذهب "محادثة سرية ونوم متأخر".. حجج نتنياهو الجديدة في جلسة محاكمته بقضايا الفساد الأولمبية المصرية تعلن عقوبة عمر عصر ومحمود أشرف بعد مشادتهما في بطولة إفريقيا

((عصر الانكسار والسقوط العربي)) بقلم الدكتور إبراهيم النقرش

((عصر الانكسار والسقوط العربي)) بقلم الدكتور إبراهيم النقرش
القلعة نيوز:

نعيش اليوم زمناً مظلماً في تاريخ الأمة العربية، زمناً خرجنا فيه من ساحة التاريخ إلى هوامشه، بعد أن كنا أمة تصنع المجد وتنشر النور، وأصبح عِلية العرب (كشهود يهوهJehovah's Witnesses) شاهدين على أنفسهم بالفجور والثبور من بيت الى بيت ينشرون خيبتهم . لم نعد نكتب التاريخ ب(بيّض الله وجهك) بل يُكتب علينا ب(سوّد الله وجهك)، ولم نعد نرسم حاضرنا أو مستقبلنا بل يُرسم لنا في عواصم الغرب ( تخطه الخطاطه بالخرز والودع .. قدامك سواد وجه بنفق مظلم طويل ... وانت محسود .. ..وشعبك عاملك سحر).
الصهيونية والغرب يُشلّتان بنا كما "يشلّت" الأطفال بطابة الشرايط (صرنا مشلته)، تحددان مصائرنا، ترسمان حدودنا، وتقرر من يحكم ومن يسقط , ومن ربنا , وما ديننا ومن نبينا وما كتابنا والى الجنة ام النار نحن صائرون… لنصب في قناة الابراهيميه . القضية الفلسطينية – التي كانت بوصلة العرب – تحولت إلى ورقة مساومة.. وتكييفات ومعاهدات .. ومترديه ونطيحه تنهشها الكلاب.
لقد انهارت منظومة القيم والأخلاق : الدين أُفرغ من جوهره وصار أداة خيانه وتقريع بيد من يسوس به مُتسلط، العروبة تمزقت وصارت عبئاً نخجل من طرياه أمام الآخرين …والاسلام ثلمه في وجهنا، والكرامة تبعثرت وتبخرت حتى صرنا نُستدعى فقط لإضفاء شرعية على اغتصاب فرج ارضنا وقتل شعبنا ونزع سلاحنا... ونتبنى ونُسوّق قرارات الفجوربأهلنا.
أما الأنظمه العربيه والاسلاميه، فهم صُنّاع الهزيمة وحُرّاس التخاذل والتناحر والفرقه ،يستدعيهم كاهن الغرب وساحره يهرولون ملبين .. لبيك يا حبيبي ترمب لبيك .. أمرك نحن أدوات بين يديك . نعم يتسابقون الى كبير الغرب الذي علمهم السحر(مكّار على سحّار) ليصنع لهم سايكس بيكو جديد له خُوار لنعبده وتعيش الامة في ضلاله باقي أيامها ، وكأن الكرامة لم تكن يوماً جزءاً من هوية هذه الأمة الولود. ضيّعوا القوة العسكرية حين حوّلوا جيوشهم إلى أدوات قمع داخلية إستعراضيه، وأضاعوا القوة السياسية حين أصبحت الوطنيه وقرارها يُكتب بالحبر الاحمر في البيت الأبيض، وأضاعوا القوة الاقتصادية حين ارتهنوا موارد الأمة للغرب. لم يعد للعرب مشروع وطني أو قومي (طبعا إسلامي لا تجيب سيرته)، بل مشروع وحيد هو مشروع البقاء في الحكم، ولو كان الثمن سحق الشعوب وضياعها .
المأساة الكبرى تتجلى في أن العرب(أيام أن كانوا مسلمين حقا ً) كانوا رواد الحضارات وقادة العالم، تحولوا إلى "غاسلي صحون .. وشراشف طوايل " في مطابخ السياسة العالمية القذره . لم نعد أصحاب قرار.. ولا شركاء في صنعه، بل مجرد مُنفذين لأوامر الأنكل سام .. على الفاكس والإيميل . نُستدعى فقط عندما يحتاجون إلى توقيع، أو عندما يريدون منا أن نموّل حروبهم، أو أن نكون مجرد أدوات لشرعنة مخططاتهم لسحق شعوبنا واغتصاب عِرضنا وأرضنا.
لقد انحدرنا من أمةٍ تقود العالم بالعلم والفكر والسيف، إلى أمةٍ مفعول بها ممنوعة الوجود.. تنتظر أن يُملى عليها حتى أبسط تفاصيل حياتها.
نحن اليوم في ذيل الأمم، مجرد عمّال في مطبخ سياسي قذر لا يرحم الا من به طاقة الردع ، نغسل الطناجر والصحون بعد أن يفرغ الكبار من الوليمة. أي ذلٍّ أعظم من هذا؟
أحرار العالم يتنادون لحمل السلاح وتشكيل الجيوش لحماية أهلنا واسترجاع أرضنا .. وعقال كرامتنا ... فأي لبوة أرضعتهم ... وأي أتانة أرضعتنا.. انه زمن الانكسار والسقوط العربي
المواطن العربي نفسه لم يسلم من هذا الانكسار والسقوط (ينتظر الموت فباطن الأرض له خير من ظاهرها)، فهو يقف ذليلاً في طوابير العبودية: طوابير الخبز، طوابير البطالة، طوابير المساعدات، وطوابير النفاق على أبواب الحكام. لم يعد مواطناً حراً بل تابعاً مكسور الخاطر والإراده، يعيش بلا مشروع، بلا هدف، بلا كرامة.
إنه زمن الانكسار والانحطاط العربي، حيث أصبح الذل هويتنا، والعار لزمنا ميراثاً، والهزيمة قدر كتبناه بأيدينا وتتناقلها الأجيال(تنتظر الامة الفرج بهلاكها). أمةٌ كانت في الصدارة صارت تتسول مكاناً في ذيل الأمم ، تستورد غذاءها وسلاحها وقرارها وفكرها، حتى غدت مجرد ذَنَبْ يهش على الذبان.
الفرج لن يأتي إلا من الله. الأنظمة أفلست بِيع كل مقدورهم وهم في الشوط الأخير قبل الموت من السعي بين "صفا"الصهيونيه "ومروة"امريكا ، لكن إرادة الشعوب لن تمت أبدا,إذا عادت الأمة إلى قيمها الأصيلة – دينها الحق، كرامتها، حريتها – فقد تستعيد مكانها بين الأمم. أما إن استمرت في غسيل الصحون وجلي الطناجر في مطابخ السياسة القذره ، فستظل عاراً على نفسها وعلى التاريخ,,, ويبقى هذا هو زمن الانكسار والسقوط العربي المخزي.