شريط الأخبار
نواب: زيادة رواتب القطاع العام ضرورة عاجلة لتحفيز الاقتصاد ورفض الموازنة دونها تحقيق لـ"الغارديان" يكشف عن أهوال سجن إسرائيلي تحت الأرض للفلسطينيين الأمير الحسين يؤدى اليمين الدستورية نائبا لجلالة الملك بايدن: ترمب يجلب العار لأمريكا إسرائيل تعلن أن الجثة المستعادة من غزة تعود لمحتجز إسرائيلي أرجنتيني منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة: أوضاع إنسانية وصحية كارثية في غزة المعايطة: لا ديمقراطية دون تعددية وزير السياحة والآثار يترأس جلسة أممية في الرياض سوريا تشن حملة ضد داعش تزامنًا مع زيارة الشرع لواشنطن لافروف: العمل جارٍ على تنفيذ تجربة نووية روسية روسيا وكوريا الشمالية تبحثان تطوير التعاون العسكري والسياسي الملك يغادر أرض الوطن إلى طوكيو أولى محطات جولته الآسيوية المهندس حازم الحباشنة يحضر اللقاء الملكي في محافظة الكرك مديرية شباب البلقاء ومؤسسة فواصل وهيئة شباب كلنا الأردن ينفذون نشاطاً شبابياً مشتركاً المومني: المبادرات الشبابية تحولت لنماذج نجاح مؤثرة على مستوى المحافظات القضاء التركي يصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو ومسؤولين آخرين بتهمة "الإبادة" اليماني يكتب : سيدات النضال العربي ضد العدو الغاصب السفير الياباني: زيارة الملك لليابان تجسد متانة العلاقات الثنائية وتعزز التعاون لتحقيق السلام في الشرق الأوسط العقبة تحتضن فعاليات القمة الثالثة عشرة لصانعي الألعاب الإلكترونية الأمن العام يدعو للإبلاغ عن سكن الأجانب خلال 48 ساعة تجنبا للغرامة

أبو خضير يكتب : ظاهرة إتلاف الأوراق النقدية في الأعراس

أبو خضير يكتب : ظاهرة إتلاف الأوراق النقدية في الأعراس
الدكتور نسيم أبو خضير
في السنوات الأخيرة ، شهدنا ظاهرة تتزايد تدريجيًا في المناسبات الاجتماعية ، وخاصة في حفلات الزفاف ، تتمثل في قيام البعض بتزيين العرسان بسلاسل أو قلائد من الأوراق النقدية ، خصوصًا من فئات الخمسين والعشرين والعشرة دنانير ، باستخدام الدبابيس أو المكابس المعدنية ، إعتقادًا منهم أن هذه الطريقة تعبّر عن الفرح أو الكرم أو المباهاة . غير أن هذه العادة في حقيقتها تُعدّ إساءة اقتصادية وسلوكًا سلبيًا ينعكس على المال العام ويضرّ بمقدرات الدولة .
فالأوراق النقدية ليست مجرد أوراق تُستخدم للتبادل ، بل هي رمز من رموز السيادة الوطنية ، وعنوان من عناوين الإستقرار الإقتصادي ، وحمايتها واجب وطني ، فحين تُثقب أو تُقطع أو تُخرم بمكبس أو دبوس ، تُفقد قيمتها كوسيلة للتداول، وتُجبر البنوك المركزية على سحبها من السوق وإستبدالها ، مما يُكلف الخزينة مبالغ طائلة في الطباعة والإنتاج والنقل والتخزين . وربما لا يدرك كثيرون أن طباعة فئة نقدية واحدة من الورق المقوّى المزود بعناصر الأمان تحتاج إلى عمليات تقنية دقيقة ومكلفة لحماية العملة من التزوير ، وأن كل ورقة تُتلف بهذه الطريقة تمثل خسارة إقتصادية حقيقية للدولة .
من الناحية الإجتماعية ، تعكس هذه الممارسات خللاً في فهم مفهوم الفرح والمجاملة ، إذ إن التعبير عن المحبة والكرم لا يكون بالإساءة إلى المال الوطني ، بل بإحترام قيمته والمحافظة عليه . فالوطنية لا تظهر في الهتاف والشعارات فحسب ، بل في السلوك اليومي الذي يصون مقدرات الوطن ويعزز إنتماءنا له .
وعليه ، فإننا ندعو الجهات الرسمية ذات العلاقة — وفي مقدمتها البنك المركزي الأردني ووزارة الداخلية ووزارة السياحة — إلى إتخاذ خطوات عملية للحد من هذه الظاهرة ، من خلال توجيه أصحاب الفنادق وصالات الأفراح إلى إدراج تعليمات واضحة عند الحجز تنص على منع تعليق أو تثبيت الأوراق النقدية على العرسان بأي وسيلة تؤدي إلى تلفها ، مع التوضيح بأن هذه الممارسة تُعد مخالفة تمس المال العام . كما يمكن إستبدال هذه العادة بمظاهر رمزية أكثر رقياً، كإستخدام الورود أو الشرائط المزينة ، أو تقديم الهدايا النقدية ضمن مغلفات أنيقة تُحافظ على قيمة المال وهيبته .
إن الحفاظ على العملة الوطنية ليس مجرد مسألة إقتصادية ، بل هو واجب وطني وأخلاقي يعكس وعي المجتمع وإحترامه لدولته ومقدراتها . فكما نحافظ على علم الوطن من المساس به لأنه رمز عزتنا ، يجب أن نحافظ على عملتنا لأنها رمز إقتصادنا وإستقرارنا .
إن الوطن لا يُصان بالكلمات فقط ، بل بالممارسات اليومية التي تحفظ ما نملك ، وتعبّر عن إنتمائنا الحقيقي له .