
القلعة نيوز:
في عالم الاعمال الحديث والمتغير وإيقاع
الحياة المتسارع، أصبح مفهوم "النجاح السريع "أحد أكثر الظواهر شيوعًا،.
حيث يسعى الأفراد والمؤسسات اليوم إلى تحقيق "نتائج فورية "دون التدرج
بالمراحل الكاملة للتخطيط والتنفيذ والتقويم، وهو ما يولد حالة مؤقتة من
"نشوة الانتصار" سرعان
ما تتحول إلى نقطة ضعف إستراتيجية مهددة وخطيرة.
يعرف النجاح السريع بأنة تحقيق نتائج عالية في فترة زمنية محدودة، غالبًا دون بناء نظام إداري
مستدام ورغم أن هذا النوع من النجاحات قد يُستخدم أحيانًا كأداة لتحفيز الفرق إلا
أنه يحمل في طياته مخاطر "الاعتماد الزائد على المكاسب اللحظية بدلًا من
الاستثمار في التطوير طويل المدى حيث تتدخل المؤسسات أو الأفراد في مرحلة من الرضا الذاتي و، يتم تضخيم النجاحات
وتجاهل نقاط الضعف. هذه الحالة تؤدي إلى تقيد الابتكار لأن الإحساس بالنجاح المبكر
يقتل روح المبادرة والابداعى ويضعف
آلية التعلّم التنظيمي
اما من منظور
الإدارة الإستراتيجية، تعتمد استمرارية النجاح على بناء "قيم مضافة وتحقيق المزايا التنافسية طويلة الأمد.
أما النجاحات السريعة فغالبًا ما تخلق "صورة إيجابية مؤقتة لا تصمد أمام
اختبار السوق أو التغيرات في بيئة العمل.
بل إن بعض القادة الإداريين يقعون في فخ "الغرور
التنظيمي معتقدين أن النجاح الأخير يبرر تجاهل المخاطر أو ضعف البنية الداخلية
،النجاح السريع قد يمنح شعورًا زائفًا بالإنجاز، لكنه لا يبني مؤسسات قوية ولا
أفرادًا ناضجين.
إنّ الإدارة
الواعية لا تُقاس بسرعة النتائج، بل بقدرتها على تحويل لحظات النصر إلى دروسٍ
مستدامة. فالمطلوب ليس فقط تحقيق النجاح ، بل بناء الاستدامة لأن الانتصار الحقيقي هو أن تدير النجاح لا أن
تُديره النشوة.