
بقلم: أماني يوسف الرفوع
تسعى
وزارة المالية الأردنية إلى تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي وتعزيز الكفاءة والشفافية
في إدارة المال العام، وهي أهداف يصعب بلوغها دون تحول رقمي فعّال وحوكمة رشيدة. فالتحول
الرقمي يمثل القلب النابض للحوكمة، إذ يضمن دقة البيانات، ويسرّع اتخاذ القرارات، ويوضح
الإجراءات، مما يعزز ثقة المواطنين ويرفع كفاءة الإنفاق العام.
إن بناء
قيادة رقمية واعية وتمكين الموظفين بالأدوات الرقمية الذكية يجعل الوزارة قادرة على
تحقيق رؤيتها بفعالية واستدامة. فالتحول الرقمي ليس مجرد تحديث تقني، بل هو فكر إداري
جديد يُحوّل الوزارة إلى نموذج يُحتذى به في الشفافية والمساءلة، ويجعل الإدارة الذكية
للمال العام جزءًا من ثقافة العمل اليومي.
وفي
رأيي، إن الاستثمار في هذه الرقمنة ليس فقط خيارًا استراتيجيًا، بل ضرورة لتحقيق التميز
المؤسسي وجعل وزارة المالية مرآة لكفاءة الإدارة، حيث ينعكس التحول الرقمي على كل موظف
وكل قرار، ويجعل الوزارة أكثر قربًا من المواطنين وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية
المستقبلية.
ويُمكن
القول أيضًا إن التحول الرقمي في وزارة المالية لا يقتصر على الأدوات والتقنيات فحسب،
بل يشمل إعادة تصميم العمليات والإجراءات الإدارية لتعزيز المرونة والقدرة على الاستجابة
للتغيرات الاقتصادية بشكل أسرع. كما يسهم هذا التحول في تعزيز ثقافة الابتكار والتطوير
المستمر بين الموظفين، حيث تصبح البيانات والتحليلات الرقمية جزءًا من اتخاذ القرار
اليومي، ما يمكّن الوزارة من التنبؤ بالتحديات المستقبلية ووضع استراتيجيات مدروسة
لمعالجتها قبل وقوعها. من خلال دمج التكنولوجيا مع الفكر الإداري الحديث، تصبح وزارة
المالية نموذجًا يحتذى به في الحوكمة الذكية، الشفافية، وكفاءة إدارة المال العام،
بما يعود بالنفع المباشر على الاقتصاد الوطني ويعزز ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة.