شريط الأخبار
نائب يطالب بإجراء استفتاء شعبي حول إعادة التوقيت الشتوي إيران: لم نعد ملزمين بالقيود المرتبطة بالبرنامج النووي من هو توفيق أبو نعيم .. المرشح لخلافة السنوار في غزة؟ اعتصام أمام بلدية الجفر احتجاجا على انهاء خدمات مدراء تنفيذيين والنائب أبو تايه يتدخل وينهي الاعتصام وزير الثقافة يرعى انطلاق مهرجان المثلث الذهبي بالتعاون مع الإتحاد الدولي للمثقفين العرب ترامب: بوتين يريد إنهاء الحرب في أوكرانيا 87 دينارا سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الأردن يشارك بمؤتمر الهيئات الكاثوليكية للحج في ايطاليا تجارة الأردن : المشاركة بمعرض "جيتكس" يعززحضور شركات المملكة الرقمية دوليا "الأونروا": استئناف التعليم لـ300 ألف طالب في غزة أجواء لطيفة حتى الاثنين المسعفون الأتراك ينتظرون الضوء الأخضر من الاحتلال لدخول قطاع غزة ويتكوف يصل المنطقة الأحد لمتابعة تنفيذ اتفاق غزة الجنائية الدولية ترفض طلباً إسرائيلياً بتجميد مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت إسناد 4 تُهم لـ51 طالبًا و4 أحداث في شغب الأردنية مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بضحايا غرق ٣ أطفال أشقاء في قناة الملك عبدالله الأمير علي يحضر حفل توزيع جوائز الاتحاد الآسيويوالدوسري يظفر بجائزة أفضل لاعب القضاء اللبناني يخلي سبيل نجل القذافي الأغذية العالمي: لدينا غذاء لإطعام غزة شريطة صمود وقف النار عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى

كلّ الرماح تكسَّرت وكلّ الصفوف تفرَّقت… إلّا رماح وصفوف غزّه

كلّ الرماح تكسَّرت وكلّ الصفوف تفرَّقت… إلّا رماح وصفوف غزّه


كلّ الرماح تكسَّرت وكلّ الصفوف تفرَّقت… إلّا رماح وصفوف غزّه

بقلم د: إبراهيم النقرش

تاريخ إسرائيل لا يعرف إلّا الدم والنار، ولا يفهم إلّا لغة الحديد والقوّة، وتاريخ الحريّة في كلّ ألامم لم يُكتب يومًا بالحبر، بل بالدماء. كما قال شوقي: "وللحرية الحمراء بابٌ بكلّ يدٍ مضرّجةٍ يُدقّ". ومن هذا الباب دخل رجال غزة التأريخ ، يطرقونه بصدورهم العارية وقلوبهم المليئة بالإيمان، يرفعون راية الله التي لا تُخفض مهما اشتدّ البلاء.
غزّة المحاصرة منذ سنين لم ترفع راية الاستسلام، بل رفعت رأس الأمة حين انحنت رقابها .. وانكشفت سوأتها... خرجت من تحت الركام لتقول للعالم إنّ الكرامة لا تُقاس بميزان الخسائر، بل بثبات الموقف وصبر الرجال. قال تشي غيفارا يومًا: "لا يستطيع أحد أن يحمل السلاح ويغني للحريّة في الوقت نفسه، إلّا من اختار أن يكون حُرًّا حتى النهاية". وهكذا فعل رجال غزة، قاتلوا وهم يتغنّون ويرتلون القرآن ، ودفنوا أبناءهم بأيدٍ طاهرةٍ مؤمنةٍ بأنّ الشهادة ليست موتًا بل خلود.
المقاومة ليست سلاحًا فقط، بل فكرة تولد من رحم المعاناة، وتكبر كلما حاولوا خنقها. هي نبته لا تموت، وقنديل لا ينطفئ، لأنها تُسقى من دماء الشهداء وتضيء بدموع الأمهات.
أما الذين يطعنونها بألسنتهم من بعيد، أولئك الذين احترفوا "" تحليل الأبوال"" التحليل البارد السمج والتشكيك في المخلصين، فهم لا يعرفون معنى الشرف ولا طعم العزّة "" فهم أهل العلف لا أهل الشرف"". تراهم في القنوات والمنتديات يثرثرون عن الواقعية والعقلانية، بينما يموت الأطفال تحت الأنقاض. قال الإمام عليّ رضي الله عنه: "ما ترك الحقّ لعاقلٍ صديقًا". وغزة دفعت ثمن حقّها من دمها ودمعها وصدق من قال "" قالوا ما لعينك بالدموع تشرق .. الدمع دمعي والعيون عيوني.. والله في حمل الجهاد عويني""، فخسرت المنافقين وربحت التاريخ.
يكفي غزة فخرًا أنّها أعادت فلسطين إلى الواجهة بعد أن نسيها العرب في زحمة القمم الفارغة والمصالح الضيّقة. يكفيها أنّ أحرار العالم اصطفّوا معها من أقصى الأرض إلى أقصاها، . لم يطلبوا من أحدٍ سلاحًا ولا مالًا، بل تركوا التاريخ يشهد: ""أنّ الحرّ لا يُقاس بما يملك، بل بما يُقدّم""".
غزة روحٌ في جسد الأمة. هي ""الجرح النازف ألأزف ""الذي يذكّرنا كعرب بأننا ما زلنا أحياء. هي الدرس والنور الذي يبدّد ظلام العمالة والخذلان...
فلتخرس الأصوات التي تشكك في مقاومتهم، وليصمت "أهل العلف "الذين يبيعون "أهل الشرف" كما تُباع السلع في أسواق النفاق. غزة لا تطلب منكم شيئًا، سوى أن تكفّوا عن التنمّر على جراحها، وأن تحترموا دماء شهدائها يموتون كالنخيل واقفين. حملة رسالةٍ أبديه تتقزمون أمامهم وتخرسون بحضرتهم.
غزة لا تموت، لأنها ليست جسدًا بل فكرة، والفكرة لا تُقتل. ما دام في الأرض حرٌّ واحدٌ يذكرها، فستبقى حيّة في الوجدان والذاكره. ومن لم يتعلّم من غزة معنى الشرف والكرامة… فربما مات منذ زمنٍ ولم يُدفن بعد.