سمير الحباشنة
يكاد لا يمر فصل دراسي دون أن تندلع مشاجرة في إحدى جامعاتنا، "أبطالها" الطلاب وربما الأستعانة بمساندة خارجية ،حتى اضحت ظاهرة تحتاج إلى معالجة، ذلك ان كل الدروس المستقاه من مسيرة العنف الجامعي الطويلة، لم تمكن الدولة من إتخاذ خطوات صارمة وجدية لمواجهة هذه الظاهرة المؤسفة،فالجامعات صروح معرفة وأخلاق وتربية، لكن ما نراه،كأنه عكس ذلك...!!
أن مواجهة هذا الفعل الإستثنائي القبيح في جامعاتنا،يحتاج إلى جملة من الإجراءات التي من شأنها التخلص من هذه الظاهرة التي لا تليق بالتعليم العالي في الأردن، فالجامعات منارات مضيئة للبناء والمعرفة والتقدم وليست أماكن لممارسة التخلف.
وعليه ولمجابهة ذلك المرض الذى استشرى في مفاصل الجامعات ،أقترح أن يتم التوسع بالبرامج غير المنهجية ، بمعنى توسيع دائرة العمل التطوعي ، بل وان يصبح جزءً من برامج الجامعة بل وأحدى متطلبات النجاح والتخرج،
وأقترح أن يقوم الطلبة بأعمال خدمية تطوعيه تخص الجامعة، على سبيل المثال تنظيف شوارع الجامعة وقاعات التدريس والمقاصف والمطابخ وغيرها، وأذكر ونحن في كلية فيصل الثاني احدى مدارس الجيش العربي،كان يفرض علينا هذا الأمر، وكنا نقوم بتنظيف الثكنات وتنظيف غرف الدرس والثكنات والساحات والمطابخ وحتى الحمامات بشكل جماعي، ونحن ننشد للوطن فرحين بهذا العمل الذي نقوم به.
ويمكن أن تقرر الجامعة إشراك الطلاب في برامج التحريج للوطني، فالدولة تشكو ضيق مساحات الغطاء الأخضر. بحيث يخصص لكل جامعة من الجامعات مساحة واسعة من البادية الأردنية، على أن يقوم طلبة الجامعة بزراعتها والعناية بها وإدامتها، لتصبح غابة تسمى بأسم الجامعة التي زرعتها.
بل ولماذا لا تسهم الجامعات وطلابها بموسم قطاف الزيتون، حيثً نعلم بأن المزارع وبالذات الملكيات الصغيرة، لا جدوى اقتصادية لها ، نظراً لارتفاع أجور الأيدي العاملة واغلبها عمالة وافده،، ربما تسهم الجامعات في تحسين المردود وبالذات للاسر صاحبة الملكيات الصغيره .
وهي امثلة من اشكال لاتنتهي من العمل التطوعي المثمر .
التي يمكن للطلبة أن يقوموا بهابشكل جماعي، ما يزيد الألفه بينهم فتكسر الحواجز المناطقية والعائلية التي تباعد بين الطلاب والتي تمثل السبب الرئيس لمشاكلهم الطلبه وعراكاتهم .
هذا جانب أما الجانب الثاني والأهم، فهو متعلق باجراءات تتعلق بالجامعة ذاتها ،و أستشهِد بتجربة جامعة الزرقاء، التي لديها أبواب لا تسمح اطلاقاً بالدخو ل الا للاساتذة والعاملين والطلبه ، وأن أي شخص آخر من خارج الجامعة فأنه لايستطيع الدخول دون أذن مسبق، حيث لدى الجامعة شبكة من البوابات المبرمجة فنياً، تمنع دخول أي من الأغراب. وتعلمون أن الأغراب في كثير من الأوقات هم من يقوموا بأشعال تلك المشاجرات،
كذلك فأن اقتراحي لرؤساء الجامعات أن يحذو حذو جامعة الزرقاء،وذلكً بتغليظ العقوبات، فالحامعه لا تتهاون مع أي مشكلة يقوم بها الطالب ولو حتى كانت مشكلةلفظية، فالخطأ اللفظي في الزرقاء يؤدي إلى فصل الطالب من الجامعة لفصل او اثنين، أما استعمال اليد والعراك ،فأنه بالتأكيد يؤدي إلى فصله حتى ولو كان على باب التخرج.
وأنقل لكم بأن كثير من الطلبة وعلى مدار سنوات ،وهم أبناء شخصيات قاموا بأعمال مخلة بالنظام العام داخل الحرم الجامعي ،تم فصلهم وهم على أبواب التخرج ودون عوده.
أن العنف الذي يتم في جامعاتنا يجابه بالعاده بعقوبات صارمة، لكن بعد ذلك وفي أغلب الأحيان وامام التدخلات .. فيتم تخفيض العقوبة وربما الغائها.
هذه بعض الأفكار وجزء منها مستمدة من تجربة جامعة الزرقاء يمكن لو اخذنا بها وغيرها من الاجراءات فأن هذه الظاهرة المسيئة التي لا تليق بالأردن ولا بجامعات الاردن لا بد تنتهي.
والله ومصلحة الوطن من وراء القصد



