محمود النشيط | إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
تعتبر مملكة البحرين واحدة من أشهر الدول العربية المهتمة بالسياحة الثقافية جنباً إلى جنب مع شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية المعروفة بدعمها الواسع لأصحاب المتاحف الخاصة، وكذلك تهتم دولة قطر بتفعيل الثقافة والتراث في كل برامجها، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد تصدرت الخارطة السياحية العربية بتنوع فعالياتها وبرامجها الثقافية والترفيهية المتنوعة طيلة العام، بجانب جارتها سلطنة عمان ذات التراث العربي الأصيل والبيئة الجبلية والبحرية التي خلقت مزيجاً ثقافياً متنوعاً عبر العصور مع العديد من الشعوب. ودولة الكويت نجمة السياحة الخليجية المتصدرة ثقافياً عبر عدة أعمال إعلامية وصحفية رائدة.
ولا يمكن للسائح العربي أن يغفل عن صاحبة أكبر وأحدث المتاحف تطوراً وتميزاً في العالم في جمهورية مصر العربية التي يمتد التاريخ عندها بحضاراتها إلى آلاف السنين، وكذلك المملكة المغربية التي تجمع التراث الأندلسي والعربي مع الأمازيغي، و الجمهورية التونسية التي لديها مزيج من التراث الروماني والإسلامي والعربي، وتشترك معها في ذلك الجمهورية الجزائرية المظلومة في الإعلام السياحي. بالإضافة إلى المملكة الأردنية الهاشمية التي تمتاز بتراث نبطي وروماني وإسلامي غني وعندها إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة، ولا يمكن أن ننسى فلسطين الحرة وكيف كانت قبل 70 عاماً وهي من الوجهات السياحية البارزة لمختلف الديانات.
الدول العربية الأخرى تمتلك سجلاً عريضاً يمتد من الشرق إلى الغرب وطويلاً من الشمال إلى الجنوب وتاريخها المجيد والعريق أمتد إلى حضارات عديدة عبر القرون مثل ما تملكه كلاً من الجمهورية العراقية، وجارتها الجمهورية السورية امتدادا إلى الجمهورية اللبنانية وآثار بعلبك والجمهورية اليمنية التي رغم ويلات الحروب المتعاقبة عليها إلا أن شعبها لا زال متمسكًا بتراثه الأصيل والجميل الذي أمتد حتى القارة الأفريقية الغنية بفنونها التراثية المتنوعة التي سجلها التاريخ ابتداءًا من الجمهورية السودانية حتى الصومال وأثيوبيا وجزر القمر مع جيبوتي.
كل شبر من الأراضي العربية تجد فيه منهج علمي تراثي وثقافي إسلامي مميز يضاهي بتسلسل بقائه وقوته إلى يومنا هذا أعرق الحضارات الغربية التي انتشرت في الوطن العربي على الحروب والاستعمار، واستثمرت الإعلام والترويج لإبراز حركاتها المتنوعة تحت عدة عناوين بعيدة بعضها عن الإنسانية بأنها حركات فتح وتنوير، وبعضها تبشيري لا زالت بعض الشعوب تعاني ويلاتها إلى الآن.
تاريخ أمتنا العربية القوي، والمواقع التراثية، والعادات والتقاليد الأصيلة الباقية إلى الآن شواهد عصرية ودلالات دامغة هي ضمن البرامج الثقافية والفكرية الجامعة لكل الفنون والعلوم في عصرنا الحالي، وأصبحت محطات سياحية يتعرف عليها السياح من الشرق والغرب، وآخذة في التطور مع إدخال التقنية الحديثة للتعريف بكل موقع وما تحتويه بكل لغات العالم.




