بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
والصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّ الهُدَى، النَّبِيِّ العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ
الكَرَكُ… عَبَقُ التَّاريخِ ومَهْدُ المَجْدِ، مدينةٌ لم تَعْرِفْ للدهرِ انحناءً، ولا للطغاةِ انكسارًا. في ثراها امتزج التُّرابُ بدمِ الشهداءِ، فأنبتَ رجالًا صَلبينَ كصخرِ قلعتِها، لا تَهزُّهم الرياحُ، ولا تفتّ في عزمِهم النوائبُ. قَلعتُها الشّامخةُ كانتْ ولا تزالُ عنوانًا للعزّ، ورمزًا للصبرِ والثباتِ، تُطلُّ على تاريخٍ كتبهُ أبناؤها بدماءِ التضحيةِ وعرقِ الإباء.
ومن رحمِ هذه المدينةِ التي صنعتْ المجدَ برجالِها، برزت عشيرةُ الطَّراونةِ، إحدى أعمدةِ الكركِ وأركانِها المنيعةِ، التي ما توانتْ يومًا عن حملِ لواءِ الوطنِ، ولا قصّرتْ عن نصرةِ الحقِّ كلّما نادى منادٍ. عُرِفَ رجالُها بالحكمةِ والمروءةِ، وبالقدرةِ على الجمعِ بين الأصالةِ والتجديدِ، وبين الوفاءِ للوطنِ والالتزامِ بالقيمِ التي ورثوها عن آبائِهم الأوائلِ.
سجّلوا مواقفَ مضيئةً في تاريخِ الدولةِ الأردنيةِ، في السياسةِ والإدارةِ والدفاعِ والعلمِ، فكانوا حيثُ يُحتاجُ إلى الرأيِ الرّصينِ والموقفِ الثابتِ. ومن بينِ وجوهِهم يبرز الشيخُ يُونسُ الطَّراونة (أبو لؤي)، رجلٌ جمعَ بينَ الهيبةِ والبساطةِ، وبينَ الكرمِ والرّزانةِ، عُرِفَ برجاحةِ عقلِه، وصفاءِ سريرتِه، وصدقِ مواقِفِه. إذا حضرَ زانَ المجلسَ، وإذا تكلَّمَ أصغى الحاضرونَ لحكمتِه، يَمنَحُ من وقتهِ ومالِه دونَ رياءٍ، ويقفُ إلى جانبِ الناسِ كما يليقُ بالرّجالِ الأصيلينَ من أبناءِ الكركِ.
وعلى مقربةٍ من الكركِ، وفي جبالِ الشراةِ المنيعةِ، تعانقُ عشائر بني ليث الوطن مع عشائر الكرك بأيدٍ من الولاءِ والانتماءِ ، ومن بينِ أبنائها وقاماتها الوطنيةيشرقُ اسمُ معالي الدكتورِ عَوَضِ الخليفات، قامةً وطنيةً علميةً ، جَمَعَ بينَ العلمِ الرفيعِ والخُلُقِ الكريمِ، وبينَ الفكرِ الراسخِ والإيمانِ العميقِ. عُرِفَ بمبادراتِه الوطنيةِ الصادقةِ، وبحرصِه على الكلمةِ المسؤولةِ والموقفِ الحكيمِ. آمنَ أنَّ خدمةَ الوطنِ عبادةٌ، وأنَّ العلمَ سبيلُ النهضةِ، في كلِّ ميدانٍ مثالًا للرُّقيِّ والاعتدالِ والإخلاصِ.
وليس غريبا على رجل من نسل عشيرة الخليفات، أن يكون عنوانا للرفعة وخُلقا يقتدى به،فقد عرفه الناس صاحب مبدأ لا يتبدل، وموقف لا يتراجع، وروح تُجيد الجمع بين الأصالة والحداثة، تقدر الوفاء للوطن وقيادته، وتستمد من ثراه القوة والعزم والإصرار.
سلامٌ على الكَرَكِ، وسلامٌ على الطفيلةِ، وسلامٌ على الجنوبِ الأردنيِّ كلِّه، مَهْدِ الأبطالِ ومَنبعِ الوفاءِ.
وسلامٌ على رِجالٍ صانوا العهدَ، ورفعوا الرّايةَ، وبقُوا كما عَرَفَهُم الوطنُ:
أردنيِّينَ في الانتماءِ، هاشميِّينَ في الولاءِ، وإسلاميِّينَ في الاعتدالِ والرّشد
حمى الله الأردن قيادة وشعبا، في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين، وقواتنا المسلحة الباسلة، درع الوطن الحصين، وأجهزتنا الأمنية، العين الساهرة على أمن الوطن والمواطن.
عاش الأردن حرا أبيا
خالد صباح الخليفات ابو أنس




