شريط الأخبار
الجمارك: تُحذر من صفحات تدعي مزادات عبر روابط وهمية ورسائل احتيالية ترجيح وصول عدد سكان الأردن إلى 12.5 مليون مع نهاية عام 2028 العيسوي يلتقي وفدا من جميعة نشامى الولاء والإنتماء- صور الاتفاق بين "حماس" و"إسرائيل" بات وشيكاً... وإطلاق سراح الأسرى على 3 مراحل الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت تكشف دوافع استقالتها من وزارة الخارجية راصد : 1178 أردنياً ينوون الترشح للانتخابات حتى مساء الجمعة صحيفة: اميركا دعت قطر لطرد حماس إن رفضت الصفقة نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على النظر في وقف إمدادات الأسلحة لإسرائيل القاهرة الإخبارية: وفد حماس يصل مصر وتقدم ملحوظ بالمفاوضات الأردن يستضيف منتدى للدول الإسلامية حول الاقتصاد الرقمي المرأة الأردنية تستعد لانتخابات 2024 في ظل القانون الجديد مسؤولة أممية: شمال غزة يعاني مجاعة شاملة تتجه إلى جنوب القطاع 1242 اعتداء نفذها الاحتلال ومستوطنوه خلال نيسان الماضي بالضفة والقدس وفاة أردني بالسعودية اثر حادثة تسمم جماعي حملات أمنية واسعة في محافظات إربد والعقبة ومناطق البادية الشمالية - صور وفاة الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن أجواء لطيفة في اغلب المناطق اليوم وباردة نسبيا في المرتفعات غدًا الملكة رانيا تدعو المجتمع الدولي للتدخل فورا لوقف "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الفلسطينيين الجيش الاسرائيلي ابلغ ادارة بايدن ومنظمات الاغاثة الانسانيه بخطة اخراج سكان رفح الى مناطق أمنة بحضور السفير الأردني النهار وعدد من السفراء العرب والوسط الثقافي وأجهزة الإعلام... إشهار كتب المؤرخ العرموطي عن أذربيجان في العاصمة باكو...

" العيسوي " يكتب في ذكرى وفاة نجله : حاتم.. مثلك لا يُنسى يا بُنَيّ

 العيسوي   يكتب في ذكرى وفاة نجله : حاتم.. مثلك لا يُنسى يا بُنَيّ


القلعة نيوز : بقلم : يوسف حسن العيسوي

ليس سهلًا أن يكتب أبٌ عن ابنِه في ذكرى رحيله، وليس سهلاً عليَّ أن أكتب عن حاتم ابني وحبيبي، الذي ارتقى إلى جوار ربّه صابرًا محتسبًا مشفوعًا بالدعاء والصلوات، بأن يتقبّله مع الأنبياء والصالحين.كان الرحيلُ أولَ الشهر الفضيل قبل عام، وما أصعبُه من رحيل، وما أقسى أن يموتَ الابنُ على عين والدَيْه..


لقد نزفَ القلبُ يا حاتم منذُ تلك اللحظة العصيبة، وفاضت الأعيُن بالدموع والحسرات، وما زلنا نبكيكَ، فمثلُك لا يُنسى، ومثلي ليسَ له إلّا أن يتذكّر ويذْكُرَك.


مثل كلّ الآباء يا بُنَيّ ما زلتَ في نظري ذاك الطفلَ الذي استعجلَ الرّحيل..

ومنذُ رحيلِكَ يا "أبا يوسف" تمرُّ ذكرياتُ عمرِكَ كلَّ يوم.


خطواتُك الأولى.. ضحكاتُك الأولى.. أولى كلماتِك وحروفِك.. نجاحُك ويومُ زواجك، وحين أصبحتَ أبًا.. كلُّها تجعلُ غيابَكَ حضورًا لا يمحوه النّسيان.

أناديكَ إلى اليوم وفي كلّ حين، وما زلتُ أسمعكَ وأراكَ وأناجيكَ، فطيفُك يملأُ المكان، وضحكاتُك التي تضيءُ وجهَك الملائكيّ تتراءى لنا صباحَ مساء في مُحيّا أبنائك.. في عيونهم ترتسمُ صورتك، وفي صوتهِم نسمع صدى صوتِك، فهم لنا بهجةٌ للقلب وسروره، وهم الأمانةُ الغالية التي أودعتَنا فيها.


كنتَ يا حاتم بيننا، مثَل الخير والطيب، وكنتَ الأقربَ للجميع، تبثّ الفرح والسرور، تعطفُ على صغيرِنا وتوقّر كبيرَنا، وكنتَ الابنَ البارَّ بوالدَيه، وقرّةَ العين والمعينَ في كلّ شيء. وقد كان لكَ يا حاتم من اسمِك نصيب، فقد جُدْتُ علينا طوالَ سنين حياتك بالمحبّة، وكنتَ السبّاقَ لأن تقدّم حتى ولو كان ذلك بقدْرِ حضورِك، فقيمةُ الأشياء يا ولدي لا تُقاس بثمنها بل بقدر صدقِ مقدِّمها.


وكنتَ الصادقَ مع نفسِك ومعنا، محبًّا معطاءً، خفيفَ الظلّ، حسَنَ المعشر، لطيفَ الكلام، نقيَّ السريرة، صادقَ النية.. تجلبُ لنا السعادة بمجرَّد حضورك، تُضحكنا وتداعبُنا أنا وأمّك بخفّة دمّ نعرفها جمعيًا عنك.


واجهتَ المرض سنواتٍ طوال، وكنتَ كلّما أفقتَ وأنتَ على سرير الشفاء تجود علينا بابتسامةٍ عذبة تُحصّننا من الحزن والقلق وتبثّ التفاؤل فينا.


يقولون، يا بُنَيّ، إنّ كلَّ شيء في هذه الدنيا يبدأ صغيرًا ثم يكبر، إلّا الحزن؛ يبدأ كبيرًا ويصغر، لكنّ حزني عليك يا حبيبي بدأ كبيرًا وظلّ كذلك. نعلمُ أنّها مشيئة الله وأنّه لا رادّ لقضائه إذا نزل، ونحن المؤمنون زادُنا الصبرُ ويقينُنا بأنّ رحمة الله وسعتْ كلَّ شيء.


أُبلغك يا بُنَيّ أننا اليوم، وفي هذا الشهر الفضيل، ندعو لكَ آناءَ الليل وأطرافَ النهار، ونهبُ روحَك الطيّبة آياتٍ عطرات من كتاب الله.


أصلّي الفجر مع أمّك الصابرة المستبشرة، أمّك التي لم تخرج من البيت منذ وفاتك، نتضرّع للعليّ القدير أن يرحمَك ويغفرَ لك، وأن يكون المرضُ الذي ألمَّ بكَ لسنوات شفعيًا لك وطهرًا طهورًا.


يا ولدي؛ لستُ معتادًا على الكتابة لرثاءِ من أُحِبّ، ولا أدري كيف أمتلك الجرأةَ على أن أكتب هذه الكلمات في رثائك، فالحزنُ كبير، لكنّ إيماننا بقضاء الله وقدره أكبر، وأنا على يقين أنكَ في دارٍ أحسن من دارك، وعند ربّ رحيم أرحم من والديك، فرضوان الله عليك ولا حولَ ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.


رحمكَ الله يا حاتم..