القلعة نيوز :
انطلاقاً من الجهود المبذولة للتعريف بأهمية النيازك واستثمارها، انطلق معرض النيازك في متحف أرض اللبان بمحافظة ظفار بسلطنة عُمان، الذي يُقام لأول مرة في سلطنة عُمان، حيث افتتح في 19 يوليو/تموز الماضي ويستمر إلى 18 سبتمبر/أيلول الجاري.
ويشمل المعرض مجموعة نادرة من النيازك، ويستعرض التقنيات التي تستخدمها وزارة التراث والسياحة لرصد سقوط هذه النيازك وتحديد مواقعها فور سقوطها وأحجامها أثناء دخولها المجال الجوي للسلطنة، وأهم قطع النيازك التي تم العثور عليها في السلطنة، وهي 7 قطع نيزكية استكملت إجراءات عملية التحليل وتنفيذ الدراسات العلمية المحكمة، ومن بينها نيازك قمرية، ومريخية، وحديدية.
وحول أهمية إقامة هذا المعرض قال مدير دائرة التراث الجيولوجي بوزارة التراث والسياحة حسين بن علي الغافري -في تصريح للجزيرة نت- إن هذا المعرض "يأتي ضمن جهود الوزارة لاستثمار التراث استثمارا مستداما وتعظيم الفائدة منه في خلق تنوع في المنتج والوجهات السياحية، ويهدف إلى التعريف بأهمية النيازك وقيمتها التاريخية والعلمية بوصفها شاهدة على مكونات الأجرام السماوية التي تحمل في مضمونها معلومات تسهم في فهم تاريخ نشوء النظام الشمسي والكواكب التابعة له".
تاريخ النيازك المعروضة
وبشأن مصادر النيازك المعروضة وتاريخها، أوضح الغافري أن مصادرها الموجودة في المعرض متعددة، منها القمري والمريخي والحديدي، وأخرى من مجموعة الكويكبات في النظام الشمسي.
أما تاريخها فإن نتائج الدراسات العلمية تشير إلى أن النيزك القمري انفصل عن القمر قبل نحو 340 ألف سنة ليسقط بعد رحلة طويلة في الفضاء على الأرض في سلطنة عمان قبل نحو 9700 سنة من الآن، وأن النيزك الحديدي كان يسبح في الفضاء لفترة 357 مليون سنة حتى سقط على أرض سلطنة عُمان منذ نحو 10 آلاف سنة تقريبا، أما نيزك اليوريليت، وهو من النيازك المتمايزة الأولية (غير كندراتية) فيتميز باحتوائه على حبيبات من الألماس صغيرة الحجم، وهذا أكبر سقوط لهذا النيزك النادر على مستوى العالم.
مشروع رصد النيازك في سلطنة عُمان
وتضطلع وزارة التراث والسياحة العمانية بتنفيذ مشروع رصد النيازك، الذي يُعد أحد مشاريع التحول الرقمي، وتُستخدم فيه أحدث التقنيات والحلول الرقمية.
ويرى الغافري أن الوزارة تطور عملية البحث عن النيازك التي كانت في السابق تتم عبر مسح ميداني وفق برنامج زمني وحسب أفضل الممارسات العلمية المتبعة، وباستخدام أجهزة خاصة لرصد سقوط النيازك فور دخولها المجال الجوي للسلطنة.
وتتعاون جامعة "كيرتن" الأسترالية ومتحف التاريخ الطبيعي في برن السويسرية في مشروع رصد النيازك، الذي تمكن عام 2022 من رصد 4 نيازك، ضمن برنامج شامل لحصر النيازك وحمايتها.