وحتى ندخل الفرحة على قلوبهم و نملأهم حنانا وعطفا ونسمع منهم بعد أن حرموا فرصة تبادل الأحاديث مع أهلهم: قام فريق محافظة العاصمة عمان التابع لمبادرة (عزيز أنت يا وطني) بتنظيم نشاط يوم الإثنين الموافق ٢٠٢٢/١٠/٣م في (دار الأمل لرعاية المسنين) الكائن في محافظة العاصمة، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمسنين.
تكلل هذا النشاط بالكثير من النجاح و التميز؛ حيث تضمن بداية الترحيب بكبار السن الذين يقطنون الدار، و هم أهلنا وأحباؤنا، والتعريف لهم بأنفسنا جميعا، تلا ذلك إقامة فقرة ترفيهية لهم؛ بتشغيل بعض الأغاني و مشاركتهم الرقص؛ كنوع من التسلية و إدخال السرور عليهم. بعد ذلك قام المتطوعون بالجلوس مع المسنين لتبادل الأحاديث معهم و الاستماع إلى كل ما يرغبون بقوله، بالإضافة إلى رفع معنوياتهم بالكلمات اللطيفة و المشجعة، وقد قمنا كذلك بتقديم العديد من الفقرات لهم؛ كإلقاء الشعر و الغناء، و بعض من الكلمات التي كتبت خصيصا لهم، و كذلك اللعب وإقامة مسابقة لهم؛ بتقسيمهم إلى فريقين، كنوع من التحدي بينهم و التسلية، و تضمن النشاط إحضار الضيافة و المأكولات اللذيذة و المتنوعة لهم.
وقد ضرب المتطوعون أروع صور العطاء وحب الخير والعطف على أهلنا كبار السن الذين تواجدوا خلال النشاط. كما عكسوا أبهى الصور في العمل بروح الفريق الواحد؛ المتعاون و المتكاتف (و ذلك أيضا بشهادة العاملين في الدار). الشكر و التقدير لمتطوعي فريق محافظة العاصمة التابع للمبادرة، الذين شاركوا في هذا النشاط و كانوا خير صورة لشباب أردننا. كما تتقدم المبادرة، ممثلة برئيسها ومؤسسها أ.حسام المصري، بالشكر الجزيل ل (دار الأمل للمسنين) على حسن الاستقبال، وعلى لطفهم وجهودهم المبذولة في سبيل رعاية من هم أولى بالحصول عليها؛ و هم كبار السن.
نتمنى أن نصل قريبا إلى مرحلة تزول فيها هذه الظاهرة السيئة، وهي تخلي بعض الأهل عن مسنهم و إرساله إلى دار غريبة عليه "دار المسنين"، كما نود من منبرنا هذا أن نوجه رسال لكل من يتخلى عن واجبه و مسؤوليته في رعاية أمه أو أبيه بحجة أنه أصبح من الصعب العناية بهم: بأن جهدك في رعايتهم لا يساوي نقطة واحدة في بحر تعبهم و صبرهم و تحملهم من أجل رعايتك و تأمين احتياجاتك؛ مذ كنت طفلا صغيرا إلى أن كبرت.
وفي الختام، حمى الله جميع المسنين و أبدلهم فرحا و عطفا و خيرا مما فقدوه، و أعاننا نحن مبادرة (عزيز أنت يا وطني) على الاستمرار بمثل هذا النوع من الأنشطة التي تزرع الأثر الطيب في النفوس و تديم الخير و الحب على بلدنا الأردن.