شريط الأخبار
الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط العيسوي يلتقي وفد من أبناء عشيرة السلايطة مصدر إسرائيلي: مذكرة الجنائية ستصعّب سفر نتنياهو لأوروبا يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود قاتلوا بغزة ولبنان ضباط إسرائيليون سابقون: الوحدة 8200 تشهد أسوأ أزمة في تاريخها إعلام إسرائيلي: الاشتباه بعملية تسلل على الحدود مع الأردن كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة بعد أنباء استهدافه في بيروت... مَن هو طلال حمية الملقب بـ«الشبح»؟ "النواب" ينتخب لجانه الدائمة الاثنين إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟ الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي ترمب يرشح الطبيبة الأردنية جانيت نشيوات لمنصب جراح عام الولايات المتحدة خبراء : منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يعزز مكانة الأردن كوجهة رائدة 11 شهيدا و25 جريحا جراء غارة إسرائيلية على بيروت مناشدة إلى دولة رئيس الوزراء الأفخم : ضرورة معالجة إطفاء الإنارة على طريق إربد - عمان مجموعة السلام العربي : قرار الجنائية الدولية بحق نتنياهو وجالانت لم يثلج صدورنا - بيان وزير الشباب يتابع إعداد خطط المديريات والمراكز الشبابية للعام 2025 استقطاب الاستثمارات ... طريق الأردن لتحقيق النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل غارة اسرائيلية فجراً تستهدف مبنى سكنيا بأربعة صواريخ وسط بيروت أجواء مشمسة ولطيفة في اغلب المناطق اليوم وانخفاض ملموس الأحد والاثنين

المعايطة يكتب : من تحملهم الدولة ومن يحملونها

المعايطة يكتب : من تحملهم الدولة ومن يحملونها

سميح المعايطة

القلعة نيوز- المحطات المهمة والصعبة التي مر بها الأردن خلال ما يزيد على عقد من الزمان أثبتت أن مدرسة إبعاد الدولة عن دورها الاقتصادي والاجتماعي مع الأردنيين لايمكنها أن تخدم الدولة ونظامها السياسي، ومن كانوا ينادون وما يزالون بإنهاء فكرة "الدولة الرعوية” أي انسحاب الدولة اقتصاديا من حياة الناس هم من يسعون ليكونوا تحت "الدولة الرعوية سياسيا” أي من يعملون ليكونوا أهل الدلال في مسار الدولة.


الدولة الأردنية لايمكنها إلا أن تبقى حاضرة في حياة الناس اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا وصحيا…، فنحن في بلد لايملك قطاعا خاصا قادرا على القيام بواجباته في مجال توظيف الناس، وليس لدينا مؤسسات مجتمع مدني أو شركات كبرى تترك أثرا تنمويا في حياة الناس أو قادرة على سد ثغرات مخلفات الفقر والبطالة.

وتحت عنوان تخفيف القطاع العام وانسحاب الدولة من التوظيف تتضخم ميزانية صندوق المعونة وكل صناديق العون الرسمية، وبدلا من أن نعطي المواطن راتبا بكرامة ومقابل جهد مهما كان مفيدا فإننا نعطيه معونة وتعطيه الصناديق والجمعيات صدقات ومال زكاة.

وفي نفس الوقت الذي تنسحب الدولة من حياة الناس وخاصة في مجال التوظيف بحجة إنهاء الدولة الرعوية فإن هنالك من تحملهم الدولة وتعطيهم وتصنع منهم نجوما في السياسة والعمل العام والاقتصاد وكل المجالات، هم الذين لا تغيب أسماؤهم في كل مواسم المزايا والمواقع وحتى الدلال، وحين تدقق في مواصفاتهم لا تجد فيها شيئا مختلفا لكنهم حاضرون عندما تريد الدولة أن تعطي، وهذا تعزيز للرعوية السياسية التي تجعل هذه المجموعات عبئا على الدولة ونظامها السياسي لأنها مضطرة لإرضاء هذا وتزبيط فلان وفي نهاية المطاف تدفع الدولة ثمن ضعف مواصفاتهم وتواضع قدراتهم حين يتولون إدارة أمور الأردنيين.

وفي الأزمات والمحطات الصعبة لا تجد الدولة من يحملها ويدافع عنها ويحميها إلا من هم هدف التنظير الاقتصادي الاجتماعي بأنهم عبء على القطاع العام أو هدف نظرية وقف الدولة الرعوية أي ترك الناس تواجه المشكلات مع انسحاب غير منظم للدولة من أداء واجباتها أو معظمها.

المتضررون من إضعاف دور الدولة وانسحابها بحجة انهاء الدولة الرعوية هم من يعطون الدولة بفطرة وطنية سليمة لأنهم ينتمون إلى هذه الجغرافيا وتاريخها وقيمها، يعطون ويخوضون داخل أنفسهم وفي أي محيط يكونون فيه وأي مجال يعملون فيه يخوضون معارك اجتماعية وسياسية دفاعا عن هويتهم والدولة التي آمنوا بها وأيقنوا أنها خيارهم الأول والأخير.

أما المعسكر الأول الذي يحظى بالرعوية السياسية ويطلق دعوات انسحاب الدولة فهم الذين لا يراهم الناس إلا في مواسم الدلال لكنهم يغيبون أو يغيب معظمهم حين تكون الدولة بحاجة لهم، يؤمنون بأن الدولة لهم حين يكونون "رجالها”، أما إن غابوا ولو مؤقتا فعلى الدولة مع كل أزمة أن "تقلع شوكها بيدها ” وهي ذات اليد التي التي امتدت إليهم بالدلال.

نحن في دولة يجب ألا تغيب عن أداء واجباتها الأساسية أو يضعف دورها تحت عنوان "وقف الدولة الرعوية” اي أن تكون إلى جانب أبنائها في تأمين أساسيات الحياة من تنمية وعمل وصحة وتعليم وحتى المسارات الوطنية العامة.

ويجب أن تبقى أولوية الدولة أن تؤمن لمن يعطون بلا حدود حاجاتهم الأساسية والاهتمام والرعاية السياسية والاقتصادية وأن تقترب منهم دائما وتسمع منهم، أما من لا يتقنون إلا الأخذ من الدولة ويرتبط موقفهم منها علنا أو سرا بالدلال والحظوة فهؤلاء يفترض أن تضعهم الدولة في أحجام تتناسب مع موقفهم من الدولة حين تحتاجهم فيغيبون ولا يرى معظمهم في العين المجردة.

من يقدمون هم من بنوا الدولة بإخلاص عبر عقود الدولة وهم الشهداء وآباؤهم وأمهاتهم، هم من كانوا شهداء وعائلات شهداء في محطات كانت الدولة تحتاج فيها لكل صوت صادق أو بندقية تحملها روح منتمية.

ربما آن الأوان أن تتوقف الدولة عن حملات الدلال "والرعاية ” السياسية لمن لا يستحقون بل هم اليوم عبء على الدولة حتى أمام الأغلبية من الناس الذين يقدمون وهم من يستحقون كل اهتمام.

كما لايجوز أن يتضخم دور الدولة في موازنات المساعدات بكل أنواعها بينما تغيب في تأمين دخل كريم عبر فرصة عمل، فالمال الذي يأخذه المواطن من صندوق المعونة يمكن أن يعطى للمواطن لكن على شكل دخل لفرصة عمل ما دام من نفس الموازنة، فالرعوية الاقتصادية أفضل من رعوية المساعدات والصدقات.

(الغد)