شريط الأخبار
بالوثيقة...الرياطي يسأل الحكومة حول العقوبات المجحفة بحق طلبة الجامعات ولي العهد عبر "إنستغرام": "السلط سلطانة" النائب طهبوب توجه سؤالًا إلى رئيس الوزراء حول تعديلات ديوان الخدمة ونظام الموارد البشرية مديرية الأمن العام تنفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ افتتاح المؤتمر الدولي الأول "التعليم نحو المستقبل: الاردن 2030" في جامعة الحسين بن طلال مارين لوبان تبتعد عن حلم الرئاسة في فرنسا تصريحات مفاجئة من الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل خفض الفائدة ناد عربي يدخل قائمة الأندية الأكثر إنفاقا بالعقد الأخير في الميركاتو 53.9 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية هل يُعاد تصنيف الصهيونية شكلاً من العنصرية؟ فورد تعتزم الاستغناء عن 4 آلاف موظف في أوروبا بسبب تصريحاته.. رئيس الأهلي السعودي يتعرض لعقوبة وتحذير من لجنة الانضباط شواغر في مؤسسات رسمية هيئات فلسطينية تقول إن نحو 700 طفل فلسطيني يحاكمون في محاكم عسكرية إسرائيلية أكثر من 315 ألف مشارك في برنامج أردننا جنة "المؤتمر الصحفي الأقصر في التاريخ".. موقف محرج لمدرب الدنمارك خلال 20 ثانية موجة باردة للغاية تلوح في أفق الأردن شكوك تحيط بمهمة هوكشتين في تل أبيب: الاتفاق أُنجز في لبنان فكيف سيتصرّف العدو؟ تأسيس مجلس أعمال أردني - اسكتلندي مشترك ليس المال هدفي.. رونالدو يوضح سبب التحاقه بالدوري السعودي

ملك يخاطر بحياته لقضايا أمته

ملك يخاطر بحياته لقضايا أمته

د.محمد المومني

أكاد أرى أسود الحرس الملكي ونسور سلاح الجو الملكي وقادة الجيش والأجهزة الأمنية، يحاولون ما استطاعوا ثني جلالة الملك عن صعود طائرة سي 130 ليشارك في إنزالات غزة الإغاثية. ملك المملكة الأردنية الهاشمية والحفاظ على سلامته وحياته جزء من الأمن الوطني الأردني، وفي كل الدول يعتبر أمن قائدها جزءا من أمنها الوطني، فكيف بملك تجاوز الستين يخاطر بحياته في منطقة حرب معقدة. وأكاد أرى القلق الكبير الذي اجتاح أم الحسين الملكة رانيا المعظمة وخوفها على الملك عبدالله الثاني لحين عودته سالما، فهي زوجة الملك وأم ولي العهد ملك الأردن القادم، وهي رمز من رموزنا الوطنية، ملكة تنحدر من الطبقة الوسطى، تريد السلامة لملك الأردن وشعبه، تقلق لما يقلق الأردنيين وتسعى لعزهم. الملك يغامر بحايته رغم كل ذلك، تنحبس الأنفاس لحين عودته، يصر على أن يقول للأردنيين إننا نساند الفلسطينيين في مساعيهم الوطنية لإحقاق العدالة، نتقاسم معهم لقمة العيش، ويقول للفلسطينيين إننا معكم لا تغيبون عن بالنا لأن المعنويات كما قال أهم شيء في هذه المرحلة، ويقول للعالم إن الاردن لا يقبل الظلم ويقف مع الحق، والحق أن الشعب الفلسطيني مظلوم مكلوم يستحق كرامته الوطنية وإحقاق دولته وتقرير مصيره كما باقي شعوب العالم.


لاقت مشاركة جلالة الملك متابعة دولية، بكل ما فيها من رمزية، وأثارت المشاركة إعجاب العالم، وبدأت الناس تُسائل دولها لماذا لا تقومون بالإنزالات كما يفعل ملك الأردن. وبالفعل بدأت عديد من الدول تشارك بالإنزالات، وقد فعلت ذلك من خلال التعاون مع سلاح الجو الملكي الأردني، وفي هذا كم هائل من الثقة والمصداقية التي يحظى بها الأردن وجيشه وشعبه، وقد سبق هذه الإنزالات تنسيق سياسي وعسكري مكثف مع عديد من الدول الشقيقة والصديقة. المساعدات غير كافية بحال من الأحوال، ولكنها أفضل من لا شيء، قد تكون البداية لمزيد من الإدخال للمساعدات للجوعى في غزة، وهي مكلفة جدا لذلك فالأفضل والأولى إدخال المساعدات برا، ولكن نظرا للتعقيدات البرية، بما فيها الإسرائيلية الرسمية والأمنية، ومحاولة إسرائيليين إعاقة وصول مساعدات لغزة، تبقى الإنزالات الجوية بديلا إلى حين انفراج الوضع الميداني.

رغم كل هذا الجهد الصادق من الأردن، الذي وصل لحدود ملك يغامر بحياته، تجد قلة قليلة من المارقين تشكك وتقدح وتقذف، وهؤلاء أولا قلة وثانيا نكرات لا يريدون الخير لأحد ولا لغزة ولا للأردن. اللافت أيضا عدم شكر جهود الأردن من الفصائل الفلسطينينة التي طلبت في أدنى مناسبة وقفات سياسية من الأردن، وهي الآن تصمت في دلالة سياسية لا يجب أن تخطئها العين. وجود بعض المؤثرين لمتابعة ما يحدث على الطائرة أثار انتقادات، وهذا متوقع نظرا لطبيعة هذا المجال من العمل الإعلامي لأن الكل يعتقد نفسه أقوى مؤثرا، والأفضل التعامل مع الأمر بمؤسسية وأنا مع وجود مؤثرين دولي وآخر محلي، من أصحاب المتحوى السياسي ليوثقوا الإنزالات الشجاعة والصادقة التي تتم.
في هذه المناسبات، لا أجمل من استحضار ما قاله الملك من صميم قلبه في السابق: ارفع راسك أنت أردني.

الغد