
*استضافنا ذئابًا متنكرة في جلود حملان*
لو سألناهم عن القبلة لضلوا الطريق، فكيف يدلوننا على الجنة
القلعة نيوز
يا له من اكتشاف مذهل! يبدو أننا استضفنا في بيوتنا حمائم سلام تبين أنها نسور جارحة تخفي تحت أجنحتها قنابل موقوتة. كنا نظن أننا نفتح لهم قلوبنا وديواننا، فإذا بنا نفتح أبواب نار على أنفسنا ووطننا.
يا سادة يا كرام، لقد وقعنا في فخ "الضيف الثقيل" الذي جاء يحمل لنا أجندة سوداء بدلًا من باقات الورد. كنا نحسبهم من أهل التقوى والصلاح، فإذا بهم فرقة ضالة تحمل معاول الهدم باسم الدين الذي هو منهم براء.
عجبي على هؤلاء القوم! يتشدقون بالإيمان وهم أبعد ما يكونون عنه. يرفعون شعارات الدين ليبرروا سفك الدماء وترويع الآمنين. تراهم يكفرون هذا ويستحلون دم ذاك، وكأنهم يمتلكون صكوك الغفران وتفويضًا بإدخال الناس الجنة أو النار.
أنا على يقين تام، بل أجزم وأقسم، أن هؤلاء الذين يتفوهون بكلام الفتنة ويحرضون على القتل لو سألناهم عن أبسط قواعد الطهارة في ديننا الحنيف لتلعثموا وضاقت بهم الأرض بما رحبت. أتحدى أحدهم أن يشرح لنا شروط الوضوء وسننه، فما بالكم بفقه الجهاد وأحكامه التي يشوهونها لخدمة أهدافهم الخبيثة.
إنهم قوم سطحيون، قشور بلا لب، يتشبثون بظواهر الأمور ويجهلون بواطنها. يحفظون بعض النصوص بترًا ويفسرونها على هواهم ليضلوا ويضلوا غيرهم. الدين عندهم ليس إلا قناعًا يخفون خلفه حقدهم وغلهم وأطماعهم.
صدقوني أيها الناس، لو وضعنا أحدهم أمام اختبار بسيط في أساسيات ديننا، لتفاجأنا بجهل مدقع. أراهن أنهم لا يعرفون حتى كيف يستنجون بالطريقة الصحيحة! فكيف لهم أن يتحدثوا باسم دين عظيم وهم يجهلون أبسط تعاليمه؟
فلنحذر هؤلاء المتسترين بالدين، فهم أشد خطرًا على أوطاننا من أعدائنا الصريحين. لقد أظهروا لنا الوجه القبيح الذي كانوا يخفونه، وعلينا أن نتعامل معهم بحزم وقوة لحماية مجتمعنا وقيمنا. كفى مجاملات كاذبة وحسن ضيافة في غير محله، فالخطر الداهم لا يعرف لغة اللين.
حفظ الله الاردن والهاشمين
المتقاعد العسكري نضال انور المجالي