شريط الأخبار
"الأحزاب الوسطية النيابية": نرفض الافتراءات بحق الهيئة الخيرية الهاشمية "منظمة الإمداد فاونديشن": الأردن يوصل المساعدات بإيجابية ومصداقية والتقارير المشككة غير صحيحة سياسيون: الحملات ضد الأردن لن تتوقف خاصة بعد الترتيبات الأخيرة للمشهد الداخلي لجان المخيمات الفلسطينية تستنكر محاولة التشكيك بدور الأردن كتل نيابية تستهجن الادعاءات الكاذبة وتشيد بموقف الأردن الداعم للقضية الفلسطينية فاعليات اقتصادية ترد على الافتراءات الكاذبةوتؤكد دعمها لجهود الهيئة الخيرية للأشقاء بغزة رئيس مجلس النواب:مواقف الأردنيين لن تنال منها أصوات الافتراء العين داودية: محاولات حاقدة لتشويه الأردن عبر منابر الإخوان الإنجليزية مبارك درجة الدكتوراه ... شيماء الشباطات عاجل: موقع “ميدل آيست آي” البريطاني يتراجع عن ادعائه حول الأردن منظمة "الامداد فاونديشن": مساعداتنا وصلت غزة دون رسوم إسقاط جوي أكاديميون أردنيون يتطوعون لتقديم محاضرات عن بُعد لطلبة جامعات غزة الإعلام النيابية تدين الهجمة التي تستهدف الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية العالمية للإغاثة: الهيئة الخيرية الأردنية شريك موثوق في دعم غزة الخيرية الأردنية الهاشمية.. 35 عامًا من العمل مع 79 جهة دولية تحت الشمس الأردن.. المساعدات لغزة التزام إنساني لا يقايض بالمال غزّيون يُقدّرون جهود الأردن بالتخفيف من معاناتهم ويؤكدون رفضهم التشكيك بدوره الداعم رئيس جامعة القدس: الأردن سيظل الداعم الأساسي للقضية الفلسطينية اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة المفرق يرد : محاولات فاشلة للنيل من مؤسسات الوطن القناة الخاصة لسمو ولي العهد تنشر لقطات جديدة من زيارة سموه لليابان / شاهد بالفيديو

بين الكلمات والدماء: كيف تُصنع الحروب بلسانٍ معسول

بين الكلمات والدماء: كيف تُصنع الحروب بلسانٍ معسول
بين الكلمات والدماء: كيف تُصنع الحروب بلسانٍ معسول

القلعة نيوز:
حين أنظر إلى ما يجري في العالم اليوم، أجد نفسي أعود دومًا لنقطة واحدة: كيف أصبحت الحرب أمرًا عاديًا؟ كيف صار القتل يُبرر بلغة الحقوق، والدماء تُغسل بكلمات عن "الدفاع عن النفس"، واحتلال الأرض يتحول إلى "ضرورة أمنية"؟ ما الذي يجعل عقل الإنسان يقبل كل هذا، بل أحيانًا يدافع عنه دون أن يشعر بالتناقض؟

ليس السؤال عن الأحداث فقط، بل عن المعاني التي نُعطيها لها. كل شيء يدور حول الكلمات التي نختارها. حين تُقتل عائلة كاملة في غارة، يسأل المذيع: "هل كان الهدف مشروعًا؟" لا أحد يسأل: "هل كانت حياتهم تستحق أن تُحفظ؟" حين يُقصف حي سكني، لا تُذكر الأسماء، فقط رقم: خمسة قتلى، عشرة جرحى. وكأن الإنسان رقم، وكأن الوجع يمكن اختزاله في عدد.

ما أفكر فيه دومًا هو أن الخطر لا يكمن فقط في الطائرات والصواريخ، بل في اللغة التي تصف ما يحدث. حين يُقتل طفل في فلسطين ويُقال إنها "حادثة مؤسفة"، ثم يُقتل مئات الأطفال الآخرين وتبقى الكلمة ذاتها تُستخدم، نبدأ بفقدان الإحساس. تصبح اللغة غلافًا يُخفي الجريمة بدل أن يكشفها. وهنا، تبدأ الكارثة.

اللافت أن هناك شعوبًا وبلدانًا تعيش كما لو أن كل ما يجري خارج عنها، كأنها محصنة. أمريكا مثلًا، تصنع الخطاب وتفرضه. هي لا تحتاج لتبرير، بل فقط لإعلان. حين تقرر أن دولة ما خطرٌ على "النظام العالمي"، يُصبح هذا الخطر واقعًا، حتى قبل أن يُقدم أي دليل. حين تقرر أن جهة ما "إرهابية"، يُصبح كل من يُقتل منهم خارج حساب الإنسانية.

وإسرائيل، التي تكرر أنها "تدافع عن نفسها"، تفعل ذلك بالقوة، وبالتحالف، وبالإعلام، وحتى باللغة. لا أحد يسأل: من الذي يهدد مَن؟ من الذي يحتل أرض الآخر؟ بل حتى هذا السؤال ممنوع. يُنظر إليه كعدوان على "السردية المسموح بها".

الأخطر من كل هذا هو ما لا يُقال. هناك أشياء لم تعد تُذكر، كأنها غير موجودة. كأن وجود أمريكا كقوة فوق القانون الدولي أمر طبيعي، كأن موت المدنيين في غزة أمر "معتاد"، كأن الهيمنة الاقتصادية والعسكرية على العالم هي قدر، لا خيار. هذا الصمت ليس عاديًا، بل صُنع بعناية. إنه جزء من هندسة المعنى التي نعيش فيها اليوم.

لكن، وسط هذا الضجيج، يبقى السؤال في داخلي: لماذا نقبل أن تُمارَس القوة باسم القيم؟ لماذا نصدق أن من يملك القوة يملك الحق؟ وكيف صار الدفاع عن الحياة يُوصف بالإرهاب، بينما تدمير البيوت على من فيها يُوصف بـ"العملية الجراحية الدقيقة"؟

ما يجعلني أتمسك بالتفكير – رغم كل شيء – هو أنني لا أريد أن أفقد القدرة على الدهشة. لا أريد أن أعتبر الدم أمرًا طبيعيًا. لا أريد أن أرى القهر وأقول: "هذا يحدث منذ زمن، فلماذا نغضب؟" بل أريد أن أحتفظ بالقدرة على السؤال، لأن السؤال هو آخر ما يتبقى للإنسان حين تُنتزع منه كل أدوات التغيير.

العالم لا يحتاج فقط إلى تغيير السياسات، بل إلى تغيير الطريقة التي ننظر بها لما يحدث. أن نسمي الأشياء بأسمائها، أن نكشف ما يُخفيه الخطاب، أن نتوقف عن الاعتقاد بأن من يملك القوة يملك الحقيقة. ربما حينها فقط، يمكن أن يبدأ شيء جديد.


كابتن اسامه شقمان

.