
القلعة نيوز:
كتب: الصحفي ليث الفراية
في المشهد الأردني، كثيرون هم رجال الأعمال الذين يتألقون في ميادين المال والاستثمار، لكن القلة منهم من يمتلك الحس الوطني العالي، ويجمع بين نجاحه الاقتصادي والتزامه المجتمعي والرياضي، وهنا تبرز شخصية هاني محمد الخلايلة، ابن الزرقاء البار، ورجل الأعمال الذي أثبت أن خدمة الوطن ليست حكرًا على المناصب، بل على النوايا والجهود الصادقة.
نشأ هاني الخلايلة في محافظة الزرقاء، تلك المدينة التي أنجبت قامات وطنية شامخة، وتعلم في مدارسها، وتخرّج من مدرسة بيرين الثانوية حاملاً معه الطموح والإصرار. لم تكن بداياته مفروشة بالورود، لكنه آمن أن النجاح يُصنع بالتعب، وأن الانتماء الحقيقي للوطن يُقاس بما تقدمه، لا بما تأخذه.
سار بخطى ثابتة في عالم الأعمال، متدرجًا بصبر وثبات حتى بات من الأسماء المرموقة في قطاع ريادة الأعمال. لم ينسَ في غمرة النجاح جذوره، فبقي مرتبطًا بالمجتمع، قريبًا من الناس، يحمل همومهم ويحرص على تقديم العون لمن يحتاج.
عندما قرر وزير الشباب تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة النادي الفيصلي، لم يكن اختيار هاني الخلايلة عضوًا في هذه اللجنة مجرد صدفة أو قرارًا عابرًا، بل كان اعترافًا بكفاءته ونزاهته وحبه العميق لهذا الصرح الرياضي العريق. دخل الخلايلة الفيصلي من باب العطاء، لا من باب الأضواء، مؤمنًا بأن الوقت حان لرد الجميل لهذا النادي الذي شكّل جزءًا من الذاكرة الأردنية.
قالها بصراحة: "سوف نقدم المال، والفكر، والجهد، من أجل عودة الفيصلي إلى القمة." لم يكن ذلك مجرد تصريح إعلامي، بل عهد قطعه على نفسه، مدعومًا برؤية واضحة، وإرادة صلبة، وإيمان بأن الفيصلي لا يستحق إلا أن يكون في القمة.
يمتلك هاني الخلايلة فكرًا إداريًا متقدمًا، يجمع بين الحزم والمرونة، وبين الواقعية والطموح. يؤمن بأن الرياضة ليست مجرد مباريات، بل منظومة متكاملة تحتاج إلى إعادة بناء، وإدارة واعية، ومؤسسات تحتضن المواهب وتمنحها المساحة للتميز.
لم يسعَ لتسجيل النقاط، ولا للظهور الإعلامي، بل ركّز على العمل المؤسساتي، ودعم القرار الجماعي داخل اللجنة المؤقتة. نظرته للفيصلي ليست مجرد نادٍ، بل إرث وطني وثقافي ورياضي يجب الحفاظ عليه وتعزيزه ليكون في مقدمة المشهد الكروي العربي.
رغم مكانته الاقتصادية والاجتماعية، لم يبتعد هاني الخلايلة عن الناس، بل بقي كما عرفه أهل الزرقاء وكوادر الفيصلي، بسيطًا، صادقًا، لا يعرف التكبر، ولا يسعى للظهور على حساب الآخرين. حضوره دائم في الميدان، ويده ممدودة دومًا للخير، وعقله منشغل بخطط تطويرية تنهض بالنادي وتعيد إليه بريقه وتاريخه العريق.
في وقت تتراجع فيه بعض الشخصيات عند الأزمات، يخرج رجال أمثال هاني محمد الخلايلة ليؤكدوا أن الأردن لا يزال غنيًا برجاله المخلصين، وأن النادي الفيصلي، هذا الكيان الذي يمثل الكبرياء الكروي الأردني، لن يسقط ما دام في حضنه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
هاني الخلايلة لا يُختزل في لقب رجل أعمال، بل هو حالة وطنية فريدة، ومثال حيّ على أن العطاء لا يرتبط بالمنصب، بل بالإرادة. ومن خلال موقعه اليوم داخل أروقة النادي الفيصلي، يسير بخطى واثقة نحو إعادة المجد، ومعه ثقة جمهور لا يقبل إلا بالقمة.