شريط الأخبار
أمطار غزيرة في البترا وسلطة الإقليم تدعو للحذر الحريات النيابية تناقش احتياجات مراكز الإصلاح والتأهيل الجمارك: إحباط محاولة تهريب ١٦ كيلو غرام من المارجوانا عبر مطار الملكة علياء إغلاق مؤقت لطريق وادي عربة من الريشة إلى غرندل بسبب الغبار الحباشنه يكتب : " إلى السيد الرئيس الشرع" "المسكنات لاتفيد في الحاله السوريه" النائب الهميسات يسأل الحكومة عن معايير تعيين القيادات العليا استطلاع رأي: ارتفاع ثقة الأردنيين بالجيش والمخابرات قرارات حكومية تدعم "محرك الأردن وجهة عالمية" خلال الربع الأول من العام بحضور سمو الأميرة "غيداء طلال " .. مركز الحسين للسرطان توقّع اتفاقية مع سفارة جمهورية التشيك "الأرصاد" تحذر من خطر الانزلاق على الطريق الصحراوي استطلاع للدراسات الاستراتيجية: ارتفاع الثقة بحكومة الدكتور جعفر حسان بعد 200 يوم على تشكيلها الأعيان يقر قانوني الكهرباء ولجنة شؤون المرأةكما وردا من النواب المومني : الذكاء الاصطناعي له أثّر في أدوات الصحافة لكنه لا يغني عن القدرات البشرية وزير الشباب يكرم البطل البارالمبي أحمد هندي لفوزه بذهبية بطولة المغرب الدولية تحت شعار "تمهّل... أمامك حياة" "الأمن العام" يحتفل بيوم المرور العالمي وأسبوع المرور العربي عاجل : وفيما يتعلق بالتعديل الوزاري على حكومة جعفر حسان أظهرت نتائج الاستطلاع أن 56% من عينة قادة الرأي و65% من أفراد العينة الوطنية لا يؤيدون إجراء تعديل وزراي. عمان الأهلية تبارك للدكتورة منى النسور بتعيينها مستشارةً لمجلس التمريض الأردني للشؤون الفنية عمان الاهلية تشارك باجتماع لجنة الشباب والرياضة والثقافة النيابية لبحث تمكين الطلبة سياسياً منصّة زين شريكاً استراتيجياً لـ "هاكاثون مؤتة لريادة الأعمال 2025" لجنة الشباب النيابية تبحث جاهزية منتخب كرة القدم للمرحلة المقبلة

أمة تتشكل ......

أمة تتشكل ......
أمة تتشكل ...
القلعة نيوز -
وقفت مع موقف الرسول صل الله عليه وسلم من العرب، بالرغم مما قامت به قريش والأعراب والخيانات والقتل في احد والأحزاب، وموقف قريش من منع الرسول من اداء العمرة في صلح الحديبية.

لقد حرص الرسول صلوات ربي عليه على الموقف الموحد، لمجموعة الأشخاص المؤثرين في محيطه، كان يسعى لبناء أمة ويدرك تماما بأنه بحاجة إلى الكوادر المؤهلة، وعليه أن يسعى لصقل هذه المواهب ورفع سويتها، لتكون قادرة على تحمل تبعات المرحلة القادمة، وهنا نجد ان كل افعاله صل الله عليه وسلم تصب في نفس النقطة، ومن هنا جاء العتاب القرآني له في سورة عبس.

هل هذا كان السبب في أنه لم يكن يسعى للثأر الشخصي او القبلي او المجتمعي، الى ماذا كان يسعى؟ فما كان موقفه في كل النزاعات والمواقف التي تعرض لها موقفا شخصيا، ولا كان سعيا لحق شخصي، ولو كان يسعى لذلك لثأر لمقتل عمه حمزه، ومع ذلك تعامل مع قريش على اساس النبوة من جهة، وعلى اساس الموقف التجميعي الذي يؤلف القلوب، ويسعى إلى امتلاكها من جهة اخرى.

فمن تلك الدعوة التي دعا فيا لعمر او عمرو، ومن ثم موقفه مع صناديد قريش والأعراب، حتى مع الذين غدروا بالقراء من اسلم، وكانوا كتيبة كاملة في فتح مكة.

وموقفه مع قادة قريش صفوان عكرمة وسهيل، فقد منحهم الفرصة للتوبة واعطاهم الأمان بمجرد ان طُلب لهم، وهكذا نجد موقفه مع صفوان في غزوة حنين عندما اعطاه واد من الأنعام، فقال ابا وهب ايعجبك هذا هو لك، فقال ماطابت نفس احد بهذا إلا نفس نبي أشهد ان لا إله إلا الله واشهد انك رسول الله، وهذا الموقف من العفو تكرر مع ابوسفيان إبتداء، ومع تلك الثلة التي لم تكن تظهر الا العداء للإسلام في افعالها واقوالها مثل صفوان وعكرمة، أو تلك التي كانت اقل عداء واكثر اعتدالا مثل حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وابو سفيان.

وهذه السياسة لم تكن معروفة من قبل في العرب، فهم قوم تأخذهم الحمية، ويسعون لعز القبيلة ومنعتها والثأر الشخصي، وهنا سنجد ان عامة المسلمين من الأنصار والمهاجرين لم تكن قادرة على فهم هذه التصرفات ومآلاتها، ولذلك نقل عن بعضهم تحفظه على اغداق الأموال على المؤلفة قلوبهم بهذا الشكل، وهذا طبيعة النفس البشرية.

ولكن حكمة وقيادة النبي كانت تتجاوز ذلك بمراحل، وهنا تظهر قدرات الرسول صل الله عليه وسلم، حيث نجد سهيل بن عمرو وصفوان بن امية وابوسفيان وعكرمة وغيرهم من قادات قريش، كانوا صمام أمان للدعوة وكانوا اعمدة اساسية في حملها، ومن الساعين بها بعد ذلك، بل وقف صفوان موقفا مشرفا في الردة، وكان له دور في استقرار قريش وبقائها على العهد النبوي في ذلك الموقف، ونرى هذه الأموال التي اعطيت لهم، كانت سببا في مضاعفة جهودهم ونفقاتهم في سبيل الله لاحقا، فهذا صفوان يقول ما انفقت نفقة في الصد عن سبيل الله إلأ سأنفق ضعفها، وكذا كان الأمر في قتالهم وثباتهم.

وهنا نجد ان امة تتشكل هنا، وصناعة حضارية تبدأ هنا، ثبات تلك الفئة التي تعد بالمئات بداية إلى تلك المرحلة التي أصبحت هذه الفئة كتلة مؤثرة تؤثر ولا تتأثر، وتسعى لتغيير محيطها وبناء اساس متين لدولة مدنية عقدية حضارية، يجمعها رابط واحد، ويؤلف بينها عقيدة واضحة، وتتعامل على اسس مدنية حضارية مع اليهود وغيرهم من المشركين حول المدينة، وكيف انه كان في الف واربعمائة رجل في صلح الحديبية، يصبحون عشرة ألاف رجل في فتح مكة، وكيف ان هؤلاء الذين كانوا يقاتلون هذا الدين بكل قوة وعناد وتكبر، يصبحون جنود اوفياء لهذه الدعوة الناشئة وهذا الدين الجديد.

كان الرسول صل الله عليه وسلم يدرك مرحلية حياته وقيادته، ويدرك ان بناء أمة هو في الحقيقة بناء لكتلة واحدة يتفق فيها السيد والتابع، والقائد والجندي، والحاكم والمحكوم، وكيف أن هذه الأمة التي هي وحدة واحدة، وموقف واحد ضد من عاداها.

وهي قادرة على صهر جميع العناصر التي تتكون منها معا، وتشكيلهم في بوتقة واحدة تخدم امة واحدة ويقودها دين واحد، وهو دين قادر على منح العدالة والمساواة والحرية والكرامة لكل من ينضوي تحت هذه الأمة سواء كان تابعا لهذا الدين ام لا.

وهذا ما لم ولن تقوم به أمة دون امة الأسلام، ولن يكون لقائد ولا مبدأ ولا فكرة إلا لهذا الدين، فكل فكرة إلى زوال، عروبية او اشتراكية او يسارية، او قائد فذ مثل صدام أوعبد الناصر، ولا قومية ولا غيره، قادرة على اقناع البشر في العمل والحياة والموت في سبيلها، فقد مضت قوميات كادت ان تحكم العالم مثل الرومان والألمان.

وها هي اوربا تذوي تحت وطأة قلة الرجال والسلاح، وامريكا تسعى بكل قوة للحفاظ على تلك المكانة التي مكنتها من السيطرة على العالم مدة قرنا من الزمان.

ولكن لا يبدو ان هذه الأمة تصحو اليوم من كبوتها وتدرك حقا ما لديها، فهناك قوى عالمية تتشكل، وهذه الصين تسعى بكل قوة إلى هدفها، والهند تسعى ايضا، وهذه الأمة لا يبدو عليها علامات حيوية حتى اللحظة، ولكن هناك حرارة تدب في الأوصال، وحركة لا تكاد تكون مؤثرة ولكنها موجودة، وسعي من جهات هنا وهناك لإعادة النفس والحياة إليها.

ولذك فهم منهج النبي صل الله عليه وسلم في التعامل مع هذه المعطيات قبل قيام الأمة، وسعيه الحثيث لزرع العقيدة التي توحد، ونشر التصرفات التي تؤلف بين القلوب وتوحد الصف، فلم يكن يسعى لجماعة ولا طائفة ولا فرقة ولا ولا.

ولكن تأليف هنا واتفاق هناك، وانضباط كبير من اصحابه في الفعل والقول، كما حدث في عمرة القضاء، فكانوا جماعة منظمة منضبطة تتحرك بأمر واحد، وتظهر همة ونشاط ونظافة في الجسد والفعل والقول، ما كان له اثر على قادة قريش وعامتها، وعلى العرب عامة بعد ذلك.

واصبحت جزيرة العرب وحدة واحدة تغزو غيرها ولا يغزوها غيرها، وبدأت الحياة في الأمة.

الطريق واحد، ولا طريق غيره اراه للنهوض بهذه الأمة والوصول إلى عزة وكرامة جميع أبنائها، ولكن نحتاج إلى وعي وفهم وانضباط، وبعدها حتما سيأتي النصر...

ابراهيم ابو حويله ...