شريط الأخبار
اتفاق لوقف إطلاق النار على اليمن وخفض التصعيد في البحر الأحمر الحجايا يعزي في وفاة الوزير الأسبق هشام الشراري رسالة موجهة إلى مجلس استثمار أموال الضمان... على عتبة مبارة إنتر ميلان المصيرية.. ليفاندوفسكي يتوجه بطلب عاجل إلى مدرب برشلونة "آبل" ستجمع جميع هواتف "آيفون" في الهند خلال السنوات القادمة "بلومبرغ": دول الاتحاد الأوروبي تعتزم فرض عقوبات جديدة ضد روسيا قبل 20 مايو رافينيا يوجه سهامه نحو تشافي: لم يثق بي.. ولا أصدق ما فعله أمام مانشستر يونايتد بوتين يدعو لموازنة دقيقة بين المنافسة وحماية الصناعة المحلية عند عودة الشركات الأجنبية وزير التجارة الأمريكي يتهم كندا بالعيش على حساب الولايات المتحدة عقوبات قاسية على الأهلي في مرحلة الحسم للدوري إعلام يمني: العدوان الإسرائيلي دمر مطار صنعاء بالكامل الملك يبدأ سلسلة لقاءات في الكونغرس الأمريكي الرواشدة يفتتح بازار الخضر في ماحص ويؤكد منطقة تاريخية ذات تراث عريق / شاهد بالصور المومني يلتقي رئيس وأعضاء منظمة بكلان للتنمية العيسوي يلتقي أطفال مصابين بالشلل الدماغي يتعالجون على نفقة الديوان الملكي الهاشمي الجيش يضبط شخصين حاولا التسلل في المنطقة الشمالية ولي العهد يبدأ زيارة عمل لليابان غدا الأربعاء مدير الأمن العام يلتقي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى أسعار الذهب تحلق عالميا وسط ترقب لقرار الفدرالي

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟ كريستين حنا نصر

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟ كريستين حنا نصر
القلعة نيوز:
منذ أكثر من 14 سنة وعند اندلاع ما يُسمى بالربيع العربي والثورات المطالبة بالحرية والكرامة والعدالة، شهدنا سعي بعض الشعوب الى اسقاط الانظمة، فعلى سبيل المثال كما جرى تجاه نظام البعث العراقي والسوري، وكذلك الحال في ليبيا القذافي ومصر ومجيء محمد مرسي ثم حكم عسكري للسيسي، وهو الامر نفسه الذي حدث في تونس وغيرها أيضاً.
وهنا نلاحظ خلال ثورات ومظاهرات الربيع العربي والتي عصفت خريفاً من الدماء والفوضى وعدم الاستقرار، ومن مخلفاتها حروب طائفية وتقسيم واحتلالات خارجية لبعض الدول أو لأجزاء منها، فإن السؤال المهم، هو هل بعد ثورات الربيع العربي حققت الشعوب فعلاً أهدافها في التغيير والتحرر والحصول على العدالة والمساواة والديمقراطية في الشرق العربي؟.
وبعد أن عانت الشعوب في بعض دول الشرق العربي من الحكم القمعي وممارسات اللامساواة وبالاخص في الدول التي سقط حكامها في ثورات الربيع العربي، فها نحن الآن نحصد ثمار هذه الثورات، فعلى سبيل المثال كما هو الواقع في العراق وسوريا وما نلاحظه من أنهيار تام في منظومة وبنية الدولة وسيادتها، حيث دخلت هذه المناطق في الفوضى، بدلاً من أن يكون سقوط الانظمة فيها سلساً مريحاً ودون نتائج سلبية، لتدخل البلاد كما هو مفترض في مرحلة من بناء الدولة الديمقراطية المتقدمة، ولكن للاسف دخلت البلدان حالة من النزاعات العرقية والطائفية ، كما جرى على سبيل المثال في الموصل المدينة العراقية، وبعد ظهور فلول داعش فيها، كما دخلت هذه الدول بعد سقوط أنظمتها في فوضى عارمة واصابها وضع اقتصادي صعب ومنهار، وحالة مزرية أصابت الشعوب التي عانت من ضيق شديد في الاوضاع المادية وفي خضم ما تشهده من النزاعات المشتعلة، وللاسف أصبحنا أمام تزايد في اعداد الارامل والاطفال اليتامى والمهجرين والمشردين، ومعظمهم فقد مقاعده في الحصول على التعليم والرعاية الصحية، وبدلاً من التطور والتقدم الى الأمام حضارياً وثقافياً وسياسياً، فقد عادت الشعوب التي تريد التقدم والتغيير الى الوراء ، والبعض منها أصبح يتحسر على أيام الحاكم الذي أسقطته الشعوب نفسها، والسبب أن الاوضاع كانت في أيامه أفضل من واقع الحال اليوم، واحسن من هذه الفوضى العارمة والحرب التي عصفت بهذه البلدان وبشعوبها، وللأسف نلاحظ إزدياد في التطرف الذي تعمق بين الافراد والشعوب ، لنجد أن أفراد الشعوب أنفسهم أنضموا إلى فلول داعش واصبحوا هم الذين كانوا يريدون التغيير من المتطرفيين، ودمروا بلدانهم وقتلوا شعوبهم، واعتقد أن هذا ناتج عن الانظمة القمعية، التي خلقت عملياً حالة من عدم المساواة خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي العصيب، والذي أوجد حالة من التمييز وعدم العدالة والمساواة بين الافراد في المجتمع، حيث تولدت لديهم روح الانتقام وازداد الشرخ والكراهية وتفاقمت العنصرية والطائفية وعدم قبول الآخر المختلف في الوطن الواحد للأسف.
والسؤال أيضاً، لماذا انتشر التطرف والطائفية، واصبحت مظاهر موجودة في المجتمع كبديل عن الديمقراطية والتعايش السلمي بين الشعوب، وبديلاً للاسف ايضاً عن تعزيز مفهوم المواطنة والاتحاد بين افراد الشعب الواحد، للنهوض من حالتهم الى حالة اخرى أفضل يتم فيها تجاوز أي معوقات يفترض أن يواجهونها معاً وبشكل جماعي، ويكونوا كشعب واحد متحد في كل الظروف التي يمر فيها أي وطن شرق عربي، إن الجواب هو وللاسف يكمن في التعليم، خاصة التعليم الديني في المدارس ودور مشايخ ورجال الدين الذين استغلوا ذلك في فوضى الربيع العربي، الى جانب الوضع الاقتصادي والعوز والبطالة المنتشرة بين الشباب، وضمن رفع شعار أن الهدف تحسين وضعهم الاقتصادي، تمّ التغرير بهم وضمهم الى فلول داعش وارسالهم الى سوريا والعراق وافغانستان ، وللاسف البعض منهم أصبح متطرفاً بالرغم من أنهم كانوا متعلمين ومعهم شهادات جامعية.
وللاسف بعض المغرضين أيضاً ساهموا في الخداع والتغرير بغرس مفهوم خاطىء وهو أن الاخر المختلف هو كافر وحلال قتله ، حتى وان كان من الدين نفسه، ولكن لأنه لا يتماشى مع افكارهم لذا يكون حلال قتله ، وللأسف فإن واقع الحروب والاقتتال والفوضى نتج عنها أيضاً وجود الأبناء والأطفال بدون تعليم واصبحت الحالة متردية وواقع يمكن وصفه أنه رجوع للوراء جراء الجهل الذي تفشى في مناطق النزاعات، وها نحن في بعض بلدان الشرق العربي بدلاً من النهضة والتطور لم نصل الى درجة العالم المتقدم، لكننا رجعنا للوراء نُكفر بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض لعدة اسباب في معظمها تافهة والعالم من حولنا ينهض علمياً ويشهد ثورة تكنولوجية ونحن للاسف على حالنا في الرجوع الى الخلف .
لذا متى سندخل مرحلة بناء الدول في الشرق العربي؟، ونصبح بلدان ديمقراطية تعددية، تُبنى على مفهوم المواطنة الحقيقي، وعدم اقصاء المكونات الاخرى والمختلفة في الوطن الواحد، بل يكون الشعب في حالة تماسك ويصبحون أيضاً يملكون قوة الوحدة الوطنية الصلبة ، وأوطان لا توجد فيها تفرقة عرقية أو دينية ، بل تُبنى دول الشرق العربي المستقبلية كنموذج من الديمقراطية التي سوف يحتذى بها عند شعوب العالم، اذا نجحوا في الوصول الى هذه الديمقراطية الحقيقية في دول الشرق العربي .