شريط الأخبار
تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر " إسرائيل تعلن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الليلة الأولى بدون حرب منذ عامين .. كيف قضاها الغزيون؟ منح نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية مارينا ماشادو الشيباني يصل لبنان في أول زيارة لمسؤول سوري كبير منذ سقوط الأسد عزل رئيسة البيرو .. وزعيم الكونغرس يؤدي اليمين خلفا لها المسارات السياحية في عجلون.. رافد حيوي لتنشيط السياحة الداخلية أسعار النفط تهبط وسط تراجع توترات الشرق الأوسط اختتام فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مسابقة المحارب أجواء مستقرة ولطيفة في أغلب المناطق الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي

حيث ابتلع السيل حلماً: قصة هيثم ومرارة الانتظار على البركة*

حيث ابتلع السيل حلماً: قصة هيثم ومرارة الانتظار على البركة*
قصة هيثم ودموع أب على ضفاف بركة الحسا
القلعة نيوز- كتب نضال أنور المجالي
في مشهد يفتت الأكباد، تتجلى أسمى معاني الإنسانية والتضحية في قصة الشاب الأردني هيثم ناجح المصبحيين، الذي لم يتجاوز ربيع عمره السابع عشر. فمنذ أكثر من عشرين يومًا، وتحديدًا في مطلع هذا الشهر، وبينما كانت السيول الهادرة تجتاح منطقة الحسا، لم يتردد هيثم لحظة في التضحية بنفسه من أجل إنقاذ ناقته التي جرفها التيار. فعل إيثار نادر وثمين، لكن قوة المياه كانت أعتى، فابتلعت الفتى الشجاع ليختفي في بركة الحسا المتواضعة، تاركًا خلفه عائلة مفجوعة ووطنًا يترقب عودته.
منذ ذلك اليوم المشؤوم، تحولت ضفاف بركة الحسا، التي لا ترقى لحجم محيط، إلى مسرح لحزن أب لا يبارح المكان. الوالد المفجوع، الذي لم تجف دموعه ولم تفارق عيناه سطح الماء الهادئ ظاهريًا، يجلس على الأطراف بقلب يعتصره الألم وروح تتشبث بأمل ضعيف. ينتظر الأب المكلوم معجزة تعيد إليه جثمان ابنه الغالي، ينتظر لحظة الوداع الأخيرة التي تطفئ نار الانتظار المستعرة في صدره. صورة الأب الجالس على حافة البركة، يحدق في المياه التي ابتلعت قطعة من روحه، هي تجسيد حي لمعنى الفقد الذي لا يضاهى.
وفي خضم هذا الألم الذي طال أمده، تتجلى بطولات رجال الدفاع المدني الأردني بشكل مضاعف. لأكثر من عشرين يومًا، تواصل فرق الإنقاذ عملها الدؤوب ليل نهار، متحدية صعوبة المهمة وخطورة الموقع في بركة ليست بالواسعة ولكنها ابتلعت شابًا. جهودهم المستمرة هي دليل قاطع على التضحية والإخلاص النادرين في سبيل الواجب الإنساني، وإصرار على إعادة هيثم إلى أحضان عائلته.
إن قصة هيثم، في بساطة مسرحها وعمق فجيعتها، هي صرخة مدوية في وجه قسوة القدر، وتذكير بأهمية الإيثار والتضحية حتى في أصغر المواقف. هي قصة فتى لم يتردد في مواجهة الخطر من أجل مخلوق آخر، فجسد أسمى معاني الرحمة والشجاعة. وفي هذه اللحظات العصيبة التي طال أمدها، لا نملك إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى السماء، متضرعين إلى الله عز وجل أن يلهم والدي هيثم وأهله الصبر والسلوان، وأن يربط على قلوبهم المنكسرة. كما نسأله تعالى أن يرحم هيثم بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يعيده إلى أهله سالمًا أو شهيدًا مُكرمًا.
إن قصة هيثم ناجح المصبحيين، والانتظار الذي طال أمده على ضفاف بركة الحسا، يجب أن تهز الضمائر وتكون عبرة للعالم عن الشجاعة والإيثار وحب الأبناء، وعن قوة الصبر والإيمان في وجه قضاء الله وقدره. رحم الله هيثم وألهم ذويه جميل الصبر والسلوان.
حفظ الله الاردن والهاشمين