شريط الأخبار
محافظ العاصمة يلتقي محافظ دمشق ومحافظ ريف دمشق الرئيس الشرع يطلق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الصفدي يلتقي رؤساء لجان الخارجية والدفاع في العموم البريطاني الأمن: عقوبات مشددة لمرتكب جريمة إطلاق العيارات النارية السعود لوزير الصحة: لن نخون أمانة تمثيلنا للشعب… وصوت الناس سيبقى أولويتنا حماس تسعى إلى ضمانات لإنهاء حرب غزة.. وعداد الشهداء يواصل الارتفاع الأردن يدعو لتبني خطوات عملية لمواجهة الانتهاكات ضد الفلسطينيين الملك يهنئ الرئيس الجزائري بعيد استقلال بلاده قافلة النزاهة تزور وزارة الثقافة ضمن فعاليات الدورة الثانية لمؤشر النزاهة الوطني بواسل الجيش العربي يُبلسمون بإنسانيتهم جراح أطفال غزة مقررة أممية: مؤسسة غزة الإنسانية "فخ موت" مصمم لقتل أو تهجير الناس رئيس الوزراء الإثيوبي يعلن "إنجاز العمل" في سد النهضة البنك الدولي يختتم سنته المالية مع الأردن بـ 6 برامج بأكثر من مليار دولار مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة "الغداء والدواء" : تكثيف الرقابة على المنشآت الغذائية عالية الخطورة مع ارتفاع درجات الحرارة العيسوي يلتقي وفد مبادرة "خمسين حافظ" التابعة للمركز الثقافي الإسلامي بجامعة العرب في الزرقاء أندونيسيا: 4 قتلى و38 مفقودا في حادث غرق عبارة أجواء صيفية معتدلة في اغلب المناطق اليوم وغدًا موقع هام في الانتظار ، وخمسة من كبار الضباط في الانتظار

معرض ( الأردن فجر المسيحية ) رسالة السلام و المحبة من الشرق العربي لايطاليا و العالم .

معرض ( الأردن فجر المسيحية ) رسالة السلام و المحبة من الشرق  العربي  لايطاليا و العالم .
معرض ( الأردن فجر المسيحية ) رسالة السلام و المحبة من الشرق العربي لايطاليا و العالم .
كريستين حنا نصر
الحضارات المتعددة بما فيها الحضارة الرومانية استقرت خلال فترات متعاقبة، ومرت من هنا في منطقتنا أي بلاد الشام كما أطلق عليها قديماً، والتي أصبحت تُعرف اليوم كجزء من المشرق العربي أو الشرق العربي في عصرنا الحالي ، ومن المراكز الحضارية في بلدنا التاريخي الأصيل على سبيل المثال (ربة عمون) أي مدينة عمّان اليوم، عاصمة المملكة الاردنية الهاشمية ، إذ تتواجد فيها الكثير من اثار الحضارة الرومانية ولعل من أبرزها الموقع التاريخي المعروف بالمدرج أو المسرح الروماني الذي بني في القرن الثاني وتحديداً ما بين العامين 138م-161م ، كذلك موقع سبيل الحوريات الذي شيّد في القرن الثاني او أوائل القرن الثالث الميلادي والمتواجد في وسط مدينة عمّان القديمة، اضافة الى غيرها من مدن أردنية هي شاهدة أيضاً على الاثار الرومانية الضاربة في التاريخ، خاصة في ظل وجود أكبر مدينة رومانية أثرية خارج روما ، وهي مدينة جرش السياحية الاردنية والتي يطلق عليها البعض اسم (بومبي الشرق الاوسط) كنوع من التشبيه مع مدينة بومبي الايطالية ، كما يقام فيها في كل موسم صيفي وعلى مدرجاتها وساحاتها الاثرية الرومانية المختلفة الصغيرة والكبيرة منها، فعالية ثقافية بارزة هي مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي انعقدت دورته الاولى عام 1981م، وبالطبع لا ننسى ذكر الاهمية البالغة لمدينة البترا الوردية، المدينة الاردنية التي تعتبر بعض اثارها رومانية ولها صلة بالعهد الروماني، باعتبارها احدى المقاطعات التي كانت تتبع في بعض الفترات الزمنية للامبراطورية الرومانية وتحديداً في عهد الامبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، واليوم تُعتبر البترا واحدة من عجائب الدنيا السبع، فقد أُدرجت عام 1985م ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.
ومن هنا ومن قلب المملكة الاردنية الهاشمية أرض التعايش الفسيفسائي والسلام والمحبة، كانت فكرة اطلاق لمعرض دولي خارج الاردن في إيطاليا بعنوان (الاردن: فجر المسيحية)، وهو عنوان المعرض الدولي المهم الذي يهدف لتسليط الضوء على أهمية السياحة الدينية في الأردن بالنسبة للحج المسيحي، حيث سيكون المعرض نقطة وصل بين المواقع الدينية المسيحية المتواجدة على أرض المملكة الاردنية الهاشمية مع المدينة الايطالية اسيزي المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو ، والتي ستشهد اقامة هذا المعرض الدولي وتحديداً في قصر مونتي فرومنتاريو ، بعد أن تمّت اقامة المعرض سابقاً في الفاتيكان خلال شهري شباط واذار الماضيين، وأهمية هذا المعرض ( الأردن: فجر المسيحية) اشارته وابرازه خمسة مواقع مهمة للحج المسيحي في الأردن، تقع داخل حدود المملكة الأردنية الهاشمية، ومن بين المواقع الرئيسية التي سيبرزها المعرض، موقع بيت عنيا عبر نهر الأردن (المغطس) في وادي الأردن، والمُدرج من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي منذ عام 2015م، حيث حدده الفاتيكان كموقع معمودية السيد المسيح، وأيضاً جبل نيبو في مادبا، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة في مدينة عجلون، وتل مار إلياس في عجلون أيضاً، ومكاور أو مكاريوس ( بمعنى السيف نسبة لوعورة الجبل) وتقع في مادبا أيضاً، حيث سُجن فيه يوحنا المعمدان وقُتل بقطع رأسه وبطلب من سالومي كما يُشير التاريخ.
وأهمية هذه المواقع التاريخية الدينية تكمُن في تجسيدها لمسارات الرحلة الروحية الدينية لهذه المواقع الرومانية كمسار ما زال قائماً، إلى جانب الترويج للسياحة التاريخية والدينية في الأردن، خاصة ان هذا المعرض سيساهم وبدرجة كبيرة في الترويج للسياحة نحو المواقع التاريخية الدينية الواقعة في الأردن مع الدولة الايطالية، كما يهدف هذا المعرض أيضاً ترويج وتسويق الاردن كمقصد ووجهة سياحية دينية بالغة الأهمية عالمياً، خاصة في اطار زيارتها من قبل الحجاج المسيحيين القادمين من ايطاليا نفسها وكذلك أفواج الزائرين من حجاج مختلف انحاء العالم، وهو أمر بالطبع سيعزز من دور الاردن وموقعه كأرض مباركة مقدسة من حيث نشأة الديانة المسيحية ، إضافة إلى أن المعرض هو بمثابة جسر روحاني وجسر ثقافي سياحي بين الأردن وايطاليا أيضاً، وحلقة تواصل سياحية للاردن مع مختلف ارجاء العالم، وسيكون له دور في نشر رسالة انسانية مهمة تعكس مضامينها روح السلام والحوار والتفاهم المتبادل المتين والوثيق بين الشعوب المختلفة، خاصة أن الاردن هو بلد مسلم يرتبط مع ايطاليا والعالم عبر مواقعه التاريخية المسيحية القديمة، وهنا تتجسد وبكل وضوح رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني رعاه الله في رسالة عمّان التي أطلقت عام 2004م، والتي توضح للعالم حقيقة الاسلام الحقيقي السمحة وحرصه على الحوار والحكمة، الى جانب تكريم الانسان وبغض النظر عن جنسه وعرقه ودينه، كذلك حرصه على تعزيز ونشر قيم التوازن والاعتدال والوسطية في المجتمع.
واقامة المعرض في ايطاليا يعتبر المحطة الأولى، ففي خطة القائمين عليه مواصلة اقامته ورحلته في مواقع ومدن أخرى عديدة في العالم، بوصف الاردن حريص على عكس التزام الاردن بمشاركته التراث الانساني والديني للمسيحية الموجود في الاردن مع العالم، من خلال التعريف بهذه المواقع والأماكن الدينية المسيحية المقدسة المنتشرة في مختلف انحاء الاردن، وتوفير فرصة تاريخية لزوار المعرض لاكتشاف الثراء الروحي العميق من خلال المعروضات والشروحات الملحقة بها، وبالتالي سيكون المعرض جسر ثقافي بين الحضارات والأديان المتنوعة، وسيكون له دور ناجح في بث روح السلام، خاصة أن المعرض سيعرض حوالي 90 قطعة اثرية قديمة من الاردن، تروي القصص التاريخية الاثرية القديمة لجذور الديانة المسيحية، مثل القطع الرخامية المنحوتة وجداريات الفسيفساء، والعملات المعدنية الى جانب صناديق الذخائر والتحف، وجميعها ستكون حاضرة في هذا المعرض، المنعقد في مدينة اسيزي الايطالية، التي تُعتبر مسقط رأس القديس فرنسيس الاسيزي ( 1181م- 1266م) والذي يعد مؤسس الرهبنات الفرنسيسكانية الدينية، والذي سعى لنشر رسالة السلام والمحبة وهي ذاتها الرسالة الاردنية في هذا المعرض البالغ الاهمية عالمياً، وهنا لابد من توجيه الشكر والتقدير لوزارة السياحة الاردنية وهيئة تنشيط السياحة على جهودهم الخيّرة في اقامة هذا المعرض المتنقل، خاصة الالتفاته بإختيار العنوان المتميز ( الاردن: فجر المسيحية)، وهذا يعكس العلاقة الوطيدة وعبر مختلف عصور التاريخ بين الاردن وايطاليا والعالم، وبشكل خاص تلك المتجسدة في الزيارة التاريخية للراحل قداسة البابا فرنسيس إلى المملكة الاردنية الهاشمية في عام 2014م، حيث اشاد البابا في القداس الذي اقامه لاهمية رسالة العيش المشترك والسلام.
وختاماً هذا السلام والعيش المشترك يتمثل بالدولة الأردنية والقيادة الهاشمية والشعب الاردني الذي يتميز بثقافته وبالفسيفساء التي يتكون منها المجتمع الاردني الواحد الموحد، حيث كل الأطياف والاعراق والديانات، في هذا المجتمع الاردني متحدة في بناء الوطن المشترك، عبر تاريخ انشاء الدولة الأردنية، مجتمعين في الدفاع عن سيادة الاردن وأمنه وتقدمه، ليكون الاردن المزدهر رافعاً الرأس عالياً بين شعوب بلدان العالم، ويتميز بفسيفساء شعبه الموحد كنموذج يحتذى به في العالم .