الجامعات
منارات للعلم ومواكبة التطور
الأستاذ
الدكتور عمر علي الخشمان
استقبلت الجامعات الأردنية الرسمية والأهلية
أكثر من أربعين ألف طالب وطالبة مستجدين مع بداية العام الجامعي الجديد، حيث أعدت
هذه الجامعات برامج تعريفية شاملة تهدف إلى تأهيل الطلبة للاندماج في الحياة
الجامعية، وتعريفهم بمرافق الجامعة وأنظمتها وتعليماتها، بما يسهم في صقل شخصياتهم
وتعزيز سلوكياتهم الإيجابية.
تأتي أهمية هذه المرحلة في كونها تمثل بداية
رحلة معرفية وفكرية جديدة للطلاب، وهنا يأتي الدور المميز للتعلم والتركيز على أن
القراءة هي المفتاح الأساسي لبناء الثقافة والمعرفة، مستشهدين بالآية الكريمة:
"اقرأ باسم ربك الذي خلق"، باعتبارها أول كلمة نزلت على النبي محمد صلى
الله عليه وسلم، مما يوضح الدور المحوري للقراءة في تنمية الفكر وبناء الخبرة
العلمية والعملية، وتعزيز الثقة بالنفس والاعتزاز بالمعرفة المكتسبة.
كما تعتبر الحياة الجامعية فترة مهمة لتطوير
الأفكار وتنمية المهارات والإبداع العلمي، بما يتطلب من الطالب الانتباه والتفكير
المتأني في أعماله واتزان سلوكه، إذ يعكس تصرفه بيئته ومجتمعه ووطنه. وتشدد
الجامعات على أهمية تعزيز ثقافة الحوار والإصغاء، مع التزام القيم الأخلاقية في
التواصل، مستلهمة من الانفتاح الحضاري للعرب والمسلمين على الثقافات الأخرى، ما
يجعل الحوار البناء والمثمر جزءاً أساسياً من التجربة الجامعية الحديثة.
وفي سياق تعزيز الانتماء الوطني، تدعو
الجامعات الطلبة إلى احترام قوانين الجامعة وممتلكاتها، والعمل على رفع مكانتها،
واختيار الصداقات بعناية بما يضمن بيئة إيجابية وداعمة للتعلم. وتعتبر الجامعات
منارات للعلم والمعرفة وموائل لصنع القادة ورجال المستقبل، من خلال توفير بيئة
علمية محفزة تمكّن الطلاب من اكتساب المهارات القيادية وتنمية التفكير الإبداعي
والتحليل العلمي المنطقي لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي.
ومن النصائح الهامة للطلبة المستجدين بالدعوة
إلى تبني مبدأ "أحب لأخيك ما تحب لنفسك"، ليكون الطالب الجامعي نموذجاً
يحتذى به في السلوك والقيم والمعرفة، ولتكون هذه المرحلة نقطة انطلاق نحو مستقبل
مشرق مليء بالنجاح والتميز الأكاديمي والشخصي.
نتمنى لطلبتنا الأعزاء كل امنيات التوفيق
والنجاح ولتبقى جامعاتنا منارة للعلم والمعرفة وليحفظ الله بلدنا الأردن الحبيب تحت
ظل قائدنا الملهم جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهدة الامين الأمير الشاب
الحسين بن عبدالله الثاني حفظهما الله.




