عواد عليان الشرفات
ما أقسى هذه المقولة حين تخرج من أفواهنا، فنحن الذين ظلمنا أنفسنا قبل أن يظلمنا غيرنا قلناها ساخرين، فصدقها الطامعون، ورفعوها شعارًا ليبرروا استغلالنا. حتى صارت لعنةً اجتماعية تُسكتنا كلما طالبنا بحقٍ أو منصبٍ أو كرامة.
"ما يحرث البلد إلا عجولها" جملة ظاهرها فخر وباطنها قيد، تكرّست في العقول حتى قُسِّم الناس: نحن للحراثة، وهم للراحة نحن للبذل، وهم للحصد نحن نبني، وهم يقطفون الثمار ويجلسون على الكراسي الوثيرة يتحدثون عن "الكفاءة" و"الفرص المتكافئة".
كيف تحرث البلاد وأبناؤها يُدفعون إلى الخلف، وتُغلق الأبواب في وجوههم ،كيف تُبنى الأوطان إذا كانت يد الفلاح لا تجد إلا العرق، بينما يد المتسلّق تجمع الذهب والمناصب.
"كفى جلدًا للذات" لسنا "عجولًا" كما يريدون، بل نحن جذور الأرض وعمادها، من عرقنا تنبت الكرامة، ومن صبرنا تقوم النهضة
أما أولئك الذين ينهبون خيرات الوطن باسم "الخبرة" و"الواسطة"، فهم الطفيليات التي تعيش على عرق المخلصين، فلنمزق هذه العبارة من قاموسنا، ولنجعل شعارنا "ما ينهض البلد إلا بأبنائه المخلصين ، لا بعجولٍ تُساق ولا بثعالبٍ تُخادع."




