الإبداع في عصر السرعة
القلعة نيوز
الدكتورة صباح عادل عارف الرواشدة .
Dr.Sabah Adel
Aref AL-rawashdeh
Email:sabahrawashdeh@yahoo.com
:مقدمة
الإبداع من أبرز
السمات التي تميز الإنسان، وهو الأساس الذي تقوم عليه نهضة الأمم وتقدم الحضارات.
فبفضل الإبداع استطاع الإنسان أن يطوّر أدواته، ويبتكر الوسائل التي سهّلت حياته،
وينتقل من مرحلة البدائية إلى آفاق العلم والتكنولوجيا. وفي عالمنا المعاصر، لم
يعد الإبداع ترفًا فكريًا، بل أصبح ضرورة ملحّة لمواكبة التطورات المتسارعة في
مختلف مجالات الحياة.
ويُعرّف الإبداع
بأنه القدرة على إنتاج أفكار أو أعمال جديدة تتسم بالأصالة والتميز، وتحقق فائدة
عملية أو فكرية. ولا يقتصر الإبداع على مجال دون آخر، بل يشمل كل ما يقوم به
الإنسان من أنشطة علمية أو فنية أو فكرية، ويعتمد على التفكير المرن والقدرة على
الخروج عن المألوف لإيجاد حلول مبتكرة للمشكلات.
وتبرز أهمية
الإبداع في دوره الفعّال في تطوير الفرد والمجتمع على حد سواء، إذ يساعد على حل
المشكلات بأساليب غير تقليدية، ويسهم في التقدم العلمي والتقني، كما يعزز الثقة
بالنفس ويُنمي القدرات العقلية لدى الأفراد. إضافة إلى ذلك، يعد الإبداع عاملًا
أساسيًا في زيادة الإنتاجية وتحقيق التميز في المؤسسات التعليمية والاقتصادية.
أما أهداف
الإبداع فتتمثل في تنمية التفكير الابتكاري، وتشجيع المبادرة والاستقلالية في
الرأي، وتطوير الأفكار والمنتجات والخدمات بما يلبي احتياجات العصر. كما يسعى
الإبداع إلى إعداد أفراد قادرين على مواجهة التحديات، والتكيف مع المتغيرات،
والمساهمة بفاعلية في بناء مجتمع متقدم ومزدهر.
وتتنوع أشكال
الإبداع بحسب مجالاته، فمنه الإبداع الفني الذي يظهر في مجالات الرسم والموسيقى
والأدب، والإبداع العلمي الذي يتمثل في الاكتشافات والاختراعات، إضافة إلى الإبداع
الفكري الذي يعكس عمق التفكير والتحليل، والإبداع الإداري الذي يهدف إلى تحسين
أساليب التنظيم والعمل، وكذلك الإبداع التكنولوجي المرتبط بابتكار التقنيات
الحديثة.
وفي الختام،
يمكن القول إن الإبداع هو حجر الأساس في تقدم الإنسان ورقي المجتمعات، وهو طاقة
كامنة في كل فرد تحتاج إلى الرعاية والدعم لتنمو وتؤتي ثمارها. فكلما أُتيح
للأفراد بيئة محفزة على الإبداع، زادت فرص التطور والنجاح على المستويين الفردي
والجماعي.




