القلعة نيوز - د. زيد احمد المحيسن
التاريخ ما هو الا سيرة الشعوب الحية التي تشيد مداميك النهضة والتقدم والبناء الحضاري للانسان والاوطان وتظهر الشدائد من اي معدن هم فالمعادن النقية تزدد قيمتها في كل العصور والازمان
ونحن في الاردن جزء من ابناء امة اسهمت في بناء الحضارة الانسانية بقسط وفير في مختلف المجالات والميادين الفكرية والمعرفية والخلق والعطاء فارضنا الاردنية هي مهد الحضارات القديمة و أرض الديانات السماوية فعلى مقربة من نهر الأردن الخالد كانت القبلة الأولى للعرب و المسلمين و على ضفة النهر الشرقية عمد السيد المسيح عيسى عليه السلام نبي المحبه و السلام ومن جنباته مر قادة الفتح الاسلامي العظيم .
وهذا الوطن صاحب مشروع نهضوي لامة الضاد ورسالة التوحيد للعالمين،و من بواديه وحواضره مر رسول البشرية يبشر برسالة التوحيد، وعلى ارضه يرقد رفات قادة الفتح العظيم، وعلى هذه الارض الطاهره خاضت الامة معاركها الفاصلة في اليرموك ومؤته وحطين
واردن اليوم يظل محافظا على رسالته المعتصمة بخطاب الهاشمين موقفا صلبا وخلقا نبيلا وتوجها وحدويا صادقا وايمانا ثابتا .فهذه عمان عاصمة الاردن التي احتضنت قبل ايام ابناء الضاد ممن تقطعت بهم السبل من جراء هذا الوباء الفيروسي الخطير الذي عطل النقل الجوي والبري والبحري فمنح هؤلاء الاخوة الحماية والرعاية والدفء الصادق دون منة او مباهاة فهذا واجب الاخوة الانسانية والعربية وهذا العمل ما هو الا امتدادا لوفاء هذا الحمى العربي الاصيل لأرواح الاجداد من شهداء مؤته واليرموك والقادسية وحطين والكرامة وباب الواد واللطرون وجنين في صورة ملتصقة متجددة بين الماضي التليد بالحاضر المجيد لوطننا العزيز فهذا الوفاء متأصل و راسخ الجذور في التربة الاردنية
فالوفاء هو - عنوان قيمي- ومن شيم الامم الحية والكريمة والشعب العربي الاردني جزء اصيل من امتة العربية الماجدة
فهذه عمان اليوم - تتزين بصوت قائدها الملك عبد الله الثاني وهو يعبر عن ايمانه بشعبه العظيم ويبشر الامة بان الفجر قريب وان الغمة ستنجلي بمشية الله الواحد الاحد وستعود الحياة الى مؤسساتها و شوارعها وحركتها قريبا
عمان العاصمة العربية الابية والتي تتشرف بمضارب الهاشمين على ربوة من بوابتها الواسعه تشعر اليوم باعتزاز لامثيل له بابنائها على لسان قائدها المفدى يعلنه للعالم بان في الاردن شعبا وجيشا معا يسطروا بصمودهم كل يوم اروع الصور في المسؤولية والالتزام بالواجب والصبر على الشدائد في مشهدا معاصر قل مثيله
من هنا فهذه الشهادة هي ورسام على صدر كل فرد من افراد مجتمعانا العزيز وهذا ماكان ان يتأتا لولا وحدة الارادة والسواعد
ان اجتماع هذه السواعد معا بنت الامل في النفوس وعززت من صمود الوطن كما ان اجتماع القلوب في العادة يخفف المحن ومتى توفرت الارادة سهلت الطريق ورحلة الالف ميل تبدا بخطوة واحدةولامستحيل مع اهل العزيمة فالاردة نصف الطريق واظن اننا انتصرنا فيها ولاتتحقق الاعمال بالتمنيات انما بالارادة والمثابرة نصنع المعجزات ما دام - يد الله مع الجماعة - والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه
الاردن الان يتوحد ضد فيروس الكارونا اللعين في وحدة - شعب وجيش وقائد - يد واحدة معا - وهذا هو سر نجاحنا وانتصارنا الأكيد .
* الكاتب : مستشار سابق لامين عمان كبرى - رئيس نادي خريجي الجامعات الباكستانيه -
zaid.m1954@hotmail.com