خطاب جلالة الملك انموذجا ظهرت هناك ازمات على مر التاريخ نتيجة الحروب او الكوارث الطبيعيه وغيرها، ولكنها محدودة بموقعها وزمنها وتاثيرها واسلوب التعامل معها وادارتها
ولكن هذه الازمة المتمثلة بفيروس كورونا، مختلفه تماما من حيث الموقع والزمن وتاثير البيئة وعالميتها. ولم تستطع دول عظمى ودول لديها الكثير من الامكانيات والموارد ادارتها كما ادارتها الدولة الاردنية . وهناك بعض الدول مثل بريطانيا وايطاليا
بعض القنوات والمحطات الدولية اشادت باسلوب ادارة الازمة في الاردن . حيث قالت بعضها " بان في الاردن افضل نظام طبي وادارة ازمات في العالم ". وقال البعض "على قادة العالم التوجه الى الاردن بعد الانتهاء من الفايروس لدراسة آلية ادارة الازمات". وبعظهم قال "لا اعلم، كيف لدولة بهذا الحجم ان تكون بهذه العظمة ، هؤلاء من يقال عنهم معجزات هذا العصر
في وسط العاصفة والحروب . خاطب جلالة الملك الشعب الاردني مباشرة ، مبتدءاً بالشكر لانهم كبار في همتهم وعزيمتهم ووقوفهم معاً لحماية الوطن في مواجهة التحديات بالرغم من شح الموارد والامكانيات ، وبين الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب وتكاتف الشعب مع جيشه وأجهزته اللامنية ومؤسسات الدولة ، وبث في خطابه الامن والطمأنينة للشعب بتجاوز هذه الظروف بالرغم من كثرة التحديات.
هناك عدة حقائق ظهرت من خلال ادارة الازمة تتمثل فيما يلي: ــ تقدير القيادة للشعب ورفع معنوياته دائما وهذا ما عززه جلالة الملك وولي عهدة سمو الامير الحسين بتواجده في الميدان، مع الشعب ،والجيش ،والامن، ومؤسسات الدولة المختلفة . مما عبر عن حب الشعب لقيادته من خلال الالتزام والسلوك لتجاوز هذه الازمة .
ـــ ظهر في هذه الازمة دور الادارة الالكترونية
ــ الخطط المرنة القابلة للتطوير من قبل القوات المسلحة والاجهزة الامنية وبعض المؤسسات الحكومية والخاصة، التي ساهمت من خلال عملها التشاركي في نجاح ادارة الازمة. ماذا نعمل للتطوير على الخطط الحالية او للاستفاده منها مستقبلا من خلال بعض الدروس التي يجب ان تبحث من قبل مراكز الدراسات الاستراتيجية ،والتي تشمل قواعد النجاح في ادارة الازمات المتمثلة في مثلث : " القيادة الحكيمة ،والشعب الواعي ،والحكومة المتمكنة " :
ــ اعداد خطط استراتيجية احترازية مرنة قابلة للتطبيق لجميع عناصر قوة الدولة . خطط امنية ، وسياسية، واجتماعية ، لدعم الاقتصاد. وخطط اقتصادية مرنة لمواجهة اية تحديات امنية او اجتماعية او سياسية .
ـــ ضرورة بناء الادارات والقيادات وتأهيلها على اساس ، العلم ، والفكر، والثقافة ، والمعرفة. ــ ضرورة بناء قاعدة بيانات ومعلومات شاملة في كل بلدية عن سكان كل حارة وحي فيها.
ــ تكليف و تفعيل بعض الادارات لدعم أهالي وعائلات جنود القوات المسلحة والاجهزة الامنة ، اثناء انشغالهم بالواجب ،من خلال مكاتبهم في المحافظات والالوية . المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين مثلا .
في النهاية : تظهر مهارة الانسان من خلال التعامل مع الظرف الصعب و قدرته على التكيف والتفكير للاعمال الاحقة والخروج من الازمة. ويظهر هنا دور التكيف من خلال تغيير الوسائل والادوات في ضوء التخطيط التشاركي مع جميع المشاركين والمتاثرين في ادارة المهمة حتى انجازها.
كان لخطاب جلالته للشعب الاردني الاثر المعنوي في الالتزام والسلوك الايجابي لاجتاز هذه الازمة بكل تحدياتها ، هذه القيادة التي نعتز ونفتخر بها ، القيادة بالقدوة وبالسلوك والتي نفديها بانفسنا وبكل مانملك. حمى الله هذا البلد المبارك قيادة وشعبا وارضا من كل مكروه الدكتور مفلح الزيدانين متخصص في التخطيط الاستراتيجي وادارة الموارد البشرية .