شريط الأخبار
عندما يحكم العالم غبي... الصفدي: وحدتنا الوطنية أقدس من أن يعبث بها أي حاقد أو جاحد وزارة الداخلية تستعرض أبرز إنجازاتها خلال آذار اختتام معسكر القيادة والمسؤولية المجتمعية في عجلون النائب الهميسات يطالب العمل الإسلامي بالانفكاك عن الجماعة مطالبات نيابية بحل حزب جبهة العمل الإسلامي الملك: أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس النواب يشطب كلمة للعرموطي: لا خون في الحكومة ونحن نعرف أين الخون زلزال مالي جديد من قلب الصين دجاج محشي بالأرز والخضار محمد صلاح يتصدر قائمة أفضل لاعبي العالم .. وترتيب صادم لميسي أبرزها النوم الجيد.. نصائح سهلة لفقدان الدهون والتخلص من الوزن الزائد ماذا يحدث للجسم عند تناول الوجبات السريعة ؟ دراسة تربط بين السجائر الإلكترونية والسرطان زيت الطهي والسرطان.. دراسة تكشف العلاقة بينهما طفرة جينية تُمهد الطريق لعلاج جديد لالتهاب المفاصل الروماتويدي وجبات خفيفة غنية بالبروتين يجب أن تكون ضمن نظامك الغذائي المشي بهذه الطريقة يقلل خطر الإصابة باضطرابات ضربات القلب فوائد مذهلة لاستخدام قشر الفول السوداني.. كنز مهمل في مطبخك على عكس الشائع .. شرب الماء الدافيء على معدة فارغة له أضرار على الصحة

د. محمد قاسم الحجايا يكتب :عقدان على أحداث سبتمبر ،،، و16 عاما على هجمات الفنادق الثلاث بعمان

د. محمد قاسم الحجايا يكتب :عقدان على أحداث سبتمبر ،،، و16 عاما على  هجمات الفنادق الثلاث بعمان


" إن كفاءة وحرفية الأجهزة الأمنية التي يعتز بها الأردنيون ويعترف بها العالم جنبت الأردن الكثير من ويلات الإرهاب الذي نراه ماثلاً للعيان في دول عربية شقيقة وأخرى صديقة ...ان التلاحم بين الشعب والقيادة والمؤسسات يعتبر هو الرافعة الأهم لحفظ امن واستقرار البلاد،"




القلعه نيوز - الدكتور محمد قاسم الحجايا


بانقضاء هذا اليوم يكون العالم شهد انقضاء عقدين من الزمن على هجمات الطائرات المدنية الأربعة على أهداف في الولايات المتحدة الأمريكية أو ما تعرف اختصاراً بأحداث سبتمبر (11/9) والتي تركت العالم اجمع مشدوهاً لهول الحدث وحجم الدمار والرعب الذي بثته هذه الأحداث حيث تمكن مجموعة من الإرهابيين من خطف أربعة طائرات وتغيير مسارها لترتطم أحداها بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وتسقط الثانية في غابة قرب واشنطن وكانت تستهدف البيت الأبيض بينما كان الصدمة الأكبر هو الدمار والرعب الذي خلفه ارتطام طائرتين أخريين ببرجي التجارة العالمية في مدينة نيويورك وهو المشهد الصادم والأكثر إيلاما والذي ترك جرحاً غائراً في الضمير الإنساني وترك العالم بعد ذلك التاريخ مختلفاً جداً عنه فيما قبل 11/9.

ثار الشعب والنظام الأمريكيان لكرامتهم التي جرحت عميقاً ثورةً هدفت الى اجتثاث التنظيمات المتطرفة وكان عنوان حربهم الثأر لضحايا الهجمات الإرهابية التي دبرتها ومولتها قيادة تنظيم القاعدة التي كان يقودها آنذاك المواطن السعودي أسامة بن لادن والذي نجحت الحملة الأمريكية على أفغانستان بتصفيته جسدياً ولكنها فشلت فشلاً ذريعا في اجتثاث فكر ابن لادن والذي يبدو انه ازداد واكتسب زخماً اكبر واصبح مواكباً لأحدث وسائل التكنولوجيا اذا شهد العالم بعد اغتيال ابن لادن هجمات سيبرانية على أهداف أمريكية مدنية وعسكرية كما رأينا كيف عانت دول مجاورة من هجمات إرهابية من خلال الطائرات المسيرة وطائرات الدرون وغيرها.

محلياً، فلقد عانى الأردن مثل غيره من دول الجوار من الهجمات الإرهابية وكان أشدها إيلاما للأردنيين هجمات الفنادق الثلاثة التي حدثت عام 2005، والتي دبرها أيضا تنظيم القاعدة في العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوي ونفذها عراقيون دخلوا الأردن بصفتهم هاربين من الحرب الدائرة في العراق.

ورغم كفاءة ومهنية المنظومة الأمنية الأردنية إلا أن وجود فئة ضالة من المقيمين في الأردن متعاطفة مع الفكر التكفيري الظلامي ساهمت بتحقيق اختراقات أمنية نتج عنها أيضا هجمات إرهابية أوجعت قلوب وعقول وكبرياء الأردنيين على سبيل المثال التفجير الانتحاري الذي استهدف مفرزة لحرس الحدود في منطقة الرقبان (نفذها لاجئ سوري) وكذلك العملية التي استهدفت أيضا مركز أمنى في لواء عين الباشا راح ضحيته 5 من خيرة أبناء الأردن (نفذها لاجئ فلسطيني من مخيم البقعة).

إن كفاءة وحرفية الأجهزة الأمنية التي يعتز بها الأردنيون ويعترف بها العالم جنبت الأردن الكثير من ويلات الإرهاب الذي نراه ماثلاً للعيان في دول عربية شقيقة وأخرى صديقة وعلى سبيل المثال التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق ابتلعت على اقل تقدير 35% من الناتج المحلي الإجمالي لهاتين الدولتين تجسدت بالسيطرة على حقول للنفط وأراضي زراعية ومحاصيل بل تعدت ذلك لفرض الضرائب على المواطنين ورسوم عبور وغيرها من مظاهر قطع الطريق وانتهاك الحرمات هذا والحال ليس بأحسن منه في ليبيا واليمن والصومال التي تركت فيها التنظيمات الإرهابية جراحاً لن تندمل باليسير.

إن الإرهاب المنسوب ظلماً للإسلام والإسلام منه براء (فالإسلام دين مودة ورحمة وحب وبناء وقبول للأخر وإقبال عليه بإيجابية وتعاون لتحقيق مفهوم العمارة والنهوض الإنساني) ساهم هذا التطرف المبني على فهم مشوه للدين وتفسير للنصوص خارج سياقها الصحيح في ظهور تطرف مضاد يعرف باسم الاسلاموفوبيا أو (الخوف من الإسلام) أودى أيضا بحياة الكثير من الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين وربما كان أعنفها هجوم مسجد مدينة كرايست تشرش ( Christchurch ) في نيوزيلاندا والذي نفذه متطرف كاثوليكي ضد مصلين راح ضحيته اكثر من خمسين مواطن بريء. ومثلها حادثة الهجوم على مصلين عند خروجهم من مسجد في شمال لندن وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لتعداده.

ما يهمنا هو الدروس والعبر التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لمواجهة كل أنواع التطرف وحماية الإنسانية كليةً من هذا الخطر الداهم الذي أصبح يشغل بال الجميع سواء أكانوا من صانعي السياسات أو من الشعوب الآمنة التي همها العيش بسلام.

لقد أثبتت عودة حركة طالبان للحكم في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية أن الحل العسكري غير مجدي على المدى البعيد وان تحالف القوى الغربية واستثمارها بعلاقات مع نخب فاسدة غير منتجة أيضا فقد شاهدنا كيف هرب الرئيس الأفغاني أشرف غني بطائرته الخاصة من كابول قبل بدء عملية الانسحاب الأمريكي ومثله أيضا الكثير من الطغاة الذين لن ينهضوا بالأوطان ولن يستثمروا بعقول الشباب فيتركوها فريسة سهلة للفكر المتطرف والعداء لكل ما هو مختلف.

على الصعيد المحلي، أن التلاحم بين الشعب والقيادة والمؤسسات يعتبر هو الرافعة الأهم لحفظ امن واستقرار البلاد، إلا أن الجميع مطالب بمزيد من الجهد والاجتهاد في ملاحقة المنحرفين وتحديد المستنقعات الفكرية المشبوهة التي تشكل حاضنة للفكر المتطرف والكراهية وتجفيفها بكل السبل المتاحة بما في ذلك التعليم وإعادة التأهيل والإدماج والعزل إن لزم الأمر.


وهنا أؤكد على دور التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب ونقابات جميعها يجب أن تنتبه الى أهمية تحديد أصحاب السلوك المشبوه والفكر المنحرف والتنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة الخطأ قبل وقوعه.

يجب أن لا يغيب عن أذهان الأردنيين أن احد اهم منظري الفكر التكفيري الجهادي الذي يحمل الجنسية الأردنية (اكتسبها بعد قرار وحدة الضفتين) و المدعو عبدالله عزام كان أستاذا جامعيا في الأردن قبل أن يغادر الى السعودية ومنها الى أفغانستان ضمن حرب العصابات التي كانت تدعمها الولايات المتحدة وحلفاءها ضد القوات السوفيتية التي كانت تحتل أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وهذا مؤشر على أن الفكر الضلالي قد يتسرب لعقول المواطنين بغض النظر عن المستوى التعليمي والاجتماعي


وهنا يجب أن تلتفت إدارة المؤسسات العامة والخاصة وجميع افراد ومنظمات المجتمع أيضا الى سلوك الأفراد ومؤشرات تعاطفهم مع أي فكر متشدد أو ظلامي لرصده وتحييد خطره على المجتمع سيما وان من يتجول في قرى ومدن المملكة لا بد وان يصادف تلك الفئة بالمظاهر القرووسطية وقد يكون أي منهم ذئباً منفرداُ أو عضواً ضمن مجموعة ضاله تلحق الضرر بنفسها أولا وبالموطن والمواطنين.

ختاماً:

نضرع لله العلي القدير أن يحمي وطننا من كل شر وان ينير بصيرة أصحاب الضلالة فيعودوا عن ضلالتهم فالإنسانية اليوم تعاني من تبعات الأوبئة والتغير المناخي ولا ينقصها شرور المتطرفين على اختلاف أديانهم وأعراقهم وأهدافهم.