أول خطوة للخروج من عباءة الفساد والظلم المستشري تبدأ بالتخلص من جبروت طغاة بعض شيوخ المرجعية، والتحرر من قبضة بعض العمائم في العراق لكي يعيش الشعب بحرية وكرامة، وإلا سوف نصبح نحن وأبناءنا كالعبيد والبضائع التي يتاجر بها وحوش المرجعية
بغداد - القلعة نيوز - بقلم - احمد الركابي
من المؤكد أن العمامة لم تكن تعريفاً ولا هوية، ولا لقباً، لم تكن أكثر من "غطاء للرأس”، توارثه الناس ضمن ما توارثوا،فلا هو يشير إلى صلاح ، ولا إلا علم ومعرفة، نعم عندما يخطأ الرجل المعمم أو يسرق أموال الدولة والشعب أو ينحرف، فلا يستطيع القضاء محاسبته، لأنه رجل مقدس ويصبح مجرد انتقاده طريق يفضي بصاحبه إلى الموت.
اليوم نرى أن بعض رجال الدين في العراق الذين يرتدون العمائم بألوانها ودرجاتها ومسمياته ومذاهبهم ومشاربهم وفرقها، هم من ألد أعداء أبناء البلد ، فهم الذين دمروا المجتمع ومزقوا إلى أشلاء متناحرة وزرعوا الفتن الطائفية بين مكونات المجتمع من مبدأ فرق تسد، وحولوا الدين إلى سلعة تباع إلى من تمعن بتجاهلهم وتفعيلهم وتظليلهم وسرقة أموالهم واستعبادهم والتحكم السافر بمصيرهم.
عمائم في العراق سوء وثبور وعدوان على القيم الإنسانية والحياة البشرية، فهي تشرك بربها، وتجهز على دينها الذي تبشر به، وتسمي نفسها ما تسمي، وهي التي تدين بالشر والمنكر والبغضاء والكراهية والعدوانية، وأصحابها يدعون أنهم "رجال دين” ولكن ماهم بذلك، فهم عبارة عن رجال أعمال أو بالأحرى تجار دين، فبعضهم تجار مارقون، البشر الجاهل بضاعتهم، ويدلون الناس بأقوالهم على ما يساهم في تثمير مشاريعهم العدوانية على الدين وأهله، لأن في ذلك ربح وفير لتجارتهم المتسترة بالدين.
إن أول خطوة للخروج من عباءة الفساد والظلم المستشري في العراق تبدأ بالتخلص من جبروت طغاة المرجعية، والتحرر من قبضة العمائم في العراق لكي يعيش الشعب بحرية وكرامة، وإلا سوف نصبح نحن وأبناءنا كالعبيد والبضائع التي يتاجر بها وحوش المرجعية
وفي مَحْفِل ارتداء الزِّيّ الخاصّ بطلبة العلوم الدينيّة، وأثناء تهنئتهم لمَنْ اعتمر العمامة، يقولون للمعمَّم الجديد: «مباركٌ لك لباس العِلْم والتَّقْوى». وكأنَّه أصبح بمجرَّد اعتماره للعمامة، ولبسه للصَّاية أو الجُبَّة والكِساء، أكثر عِلْماً وتَقْوى.وهكذا يَخالُ نفسه متمايزاً عن الآخرين، وكأنَّ الآخرين أقلُّ منه عِلْماً أو تَقْوى، عِلْماً أنّ معيار التفاضل في القرآن الكريم لم يكن بلباسٍ أو شكل أو نَسَب، وإنَّما هو العِلْم والعَمَل، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ (فاطر: 28)، وقال أيضاً: ﴿فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ (النساء: 95)،
ومن هنا اوضح الفيلسوف المعاصر الى الاستغراب عن قصيدة السيد الصدر وهو يمدح خامنئي حيث جَسَّدَ أُسْتَاذُنَا الصَّدْرُ سَفَرَهُ وَمَشَاعِرَهُ بِقَصِيدَةٍ طَوِيلَةٍ، وهذا كلام الاستاذ خير دليل على ذلك جاء فيه :
جَاءَ إِلَـيْـنَـا فِـي لُـيُـوثِ الـغَـابِ
خَـامَـنَـئِي إِمـَامُ كُـلِّ البَـشَـر
وَصَـاعِـدٌ بِـصِـيـتِـهِ الْمُـنْـتَـشِـر
هُنَاكَ شَـاهَـدْنَـاهُ بِـالْـعَـيَـانِ
أَوَّلَ مَرَّةٍ لَدَى إِيـْرَان
مصدر القصيدة كتاب مجموعة أشعار الحياة للسيد الشهيد الصدر صفحة رقم 294))
انتهى كلام المحقق الاستاذ
المُهَنْدِس الصَّرْخِيّ الحَسَنِيّ