شريط الأخبار
سكان غزة يترقبون وقف إطلاق النار ويخشون مفاجآت اللحظة الأخيرة من هو منفذ عملية تل أبيب مصر: قرابة 1890 أسيرا فلسطينيا سيفرج عنهم في أول مراحل اتفاق غزة شرطة الاحتلال الإسرائيلي: إصابة عدد من الأشخاص في إطلاق نار بتل أبيب المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة النائب المراعية يلتقي المواطنين في قضاء المريغة .. ترجمة لرؤى جلالة الملك والوقوف على احتياجات الأهالي ..صور سياسون: ديناميكية الحكومة وميدانيتها منحاها الثقة في استطلاعات الرأي مسؤولون: رئيسة وزراء إيطاليا ستحضر تنصيب ترامب أذربيجان تبدأ محاكمة انفصاليين أرمن من قادة كاراباخ الهلال الأحمر الفلسطيني: نحن بصدد تجهيز مستشفى ميداني كبير في غزة "هيئة الأسرى": إعلان أسماء الأسرى المحررين وفق آلية تدريجية خلال أيام التبادل وزير الخارجية السوري: نتطلع للعودة إلى جامعة الدول العربية "العدل الإسرائيلية": إطلاق سراح 737 أسيرا فلسطينيا بالمرحلة الأولى من اتفاق الهدنة وزير الاتصال: الأردن حافظ في جميع مواقفه على خطاب وازن عاقل متوازن غوتيريش: هناك فرصة لتقوية المؤسسات وبسط سلطة الدولة اللبنانية على الأرض المنتدى الاقتصادي يناقش الواقع السياحي في مدينة البترا الأثرية قطر: بدء تنفيذ وقف إطلاق النار في غزة الساعة 8.30 صباح غد الأحد رؤية التحديث الاقتصادي خارطة طريق ومسار لتحويل الأردن إلى وجهة عالمية وزارة العدل تدخل مئويتها الثانية متدرجة في تطوير مهامها وأتمتة الخدمات الأونروا تعتزم مواصلة عملها في غزة والضفة رغم الحظر الإسرائيلي

الحوارات يكتب : في غزة أكبر حمية غذائية مفروضة في التاريخ: الإبادة بواسطة التجويع

الحوارات يكتب : في غزة أكبر حمية غذائية مفروضة في التاريخ: الإبادة بواسطة التجويع
د. منذر الحوارات

ا تقتصر الأصوات في غزة على القنابل والصواريخ وأصوات انهيار وسقوط العمارات ولا على أصوات العويل والبكاء على من ارتقوا بسبب هذا العدوان بل يتجاوز الأمر ذلك، فهناك أصوات غير مألوفة باتت تُسمع بوضوح بسبب ما تقوم به دولة الاحتلال من حصار خانق يطال الجميع، إنها أصوات قرقعة الأمعاء الخاوية والتي أدى الحصار إلى حرمان أصحابها من كل مقومات واحتياجات البشر اللازمة للبقاء، حيث لا يزال صدى تصريحات يوآف غالانت العنصرية يتردد صداه في كل مكان من غزة عندما قال بالحرف (إنه لن تكون هناك كهرباء وغذاء ووقود، كل شيء مغلق، نحن نحارب حيوانات بشرية ونحن نتصرف وفقاً لذلك) هذا القول وحده يكفي ليفسر حرب الإبادة الجماعية التي تشنّها دولة الاحتلال على سكان القطاع.

لكن ما يحدث ليس ابن هذه اللحظة، بل تشير الدلائل إلى أنها إستراتيجية إسرائيلية معدة منذ العام 2008 زمن حكومة إيهود أولمرت، أطلق عليها خطة (الخطوط الحمراء) كانت تستهدف تحديد ما هو الممنوع والمسموح إدخاله إلى القطاع بعد سيطرة حماس عليه، تم نشر هذا التقرير في صحيفة هآرتس في العام 2012 وهو عبارة عن صيغة معقدة تعتمد على حساب الحد الأدنى للسعرات الحرارية اللازمة بحيث يتم تجنب الدخول في مرحلة المجاعة الكلية، وبموجبها تم حساب الأرقام الأسبوعية والشهرية من السعرات الحرارية اللازمة لكل فرد وضربها بعدد سكان غزة في ذلك الوقت 1.4 مليون، وبناء عليها يحسب عدد الشاحنات المسموح بدخولها، وفي حينها وحسب تلك الوثيقة تم السماح بـ 170 شاحنة خُصم منها الإنتاج المحلي وكان في وقتها 68 شاحنة، واحتياجات الأطفال وكان حاصل المسموح به 101.8 شاحنة، لكن نجحت حماس في حينها من التغلب على هذا الحصار بحفر الأنفاق والتي لم تكن غايتها عسكرية فقط بل كانت واحدة من أدوات البقاء، نفس الخطة السابقة تطبقها دولة الاحتلال الآن في حربها على غزة وتعرفها بالحد الأدنى للسعرات الحرارية والبالغ 2279 سعرا، لنتخيل أنه في بداية العدوان لم تسمح دولة الاحتلال سوى بـ20 شاحنة يومياً من أصل 500 شاحنة، وبسبب الضغوط الدولية تم زيادتها لكنها لا تزال تراوح دون سقف الحد الأدنى من الحاجة اليومية.

لقد مارست أغلب الأنظمة الفاشية في العالم القديم والحديث الحرب بالتجويع على المدنيين ابتداء من هتلر في العصر الحديث وليس انتهاء به، لكن لم يخطر ببال أحد من أولئك أن يطبق حمية قسرية على السكان، بينما إسرائيل تفعلها في سابقة تاريخية لا أعتقد أنها مورست قبل ذلك، إنه الإذلال بالجوع عند حدّ الكفاف وعدم الموت، كل هذا يحدث بينما تزود الولايات المتحدة دولة الاحتلال بالذخائر لتكمل مهمتها في إبادة هذا الشعب، في حين يتشدق نتنياهو بأن هذه الحرب هي حرب العالم الحرّ مع البرابرة ويؤيده في ذلك الرئيس بايدن ويمده بوسائل الدمار بما لم يخطر على بال، هذه إذاً هي أدوات العالم الحرّ القتل بالتجويع والقتل بالتدمير بأحدث التقنيات، بينما لا يحق لشعب أُغتصبت أرضه أن يقاوم مُحتله وإن فعل ذلك يصبح إرهابياً والمغتصِب حمامة للسلام، هذا المنطق المقلوب هو ما يعاملنا به العالم الحرّ ويطلب منا أن نؤيده، في الأثناء مطلوب من أهل غزة أن يمارسوا حمية جماعية مفروضة بالقمع والصواريخ، للعذاب جوعاً وليس لغاية صحية، طبعاً هذا العذاب الجماعي يشكل أكبر حمية غذائية في التاريخ، ومع ذلك لا يُظهر الغزيون أي إشارة للتراجع أو الانهزام، إنهم صامدون في أماكنهم بل إنهم يهزمون الاحتلال بصمتهم وصبرهم وبصيرتهم.

"الغد"