شريط الأخبار
الرواشدة يكشف : حلّ الهيئة الإدارية لجمعية المركز الإسلامي الخيرية قريبًا الحنيطي ونظيره البحريني يتابعان تمرين "صقور الهواشم/6" الليلي ( صور ) الرئيس اللبناني: التفاوض مع إسرائيل السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة البلاد كوشنر التقى أبو شباب لبحث دور "قواته" في غزة الشيخ ضيف الله القلاب: فنجان القهوة مفتاح للحوار لا حلاً في العادات العشائرية الأردنية توزيع أغطية شتوية على أسر متضررة ونازحة في قطاع غزة منتخب النشامى يختتم تحضيراته في عمّان.. ويغادر إلى تونس وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يستقيل من الحكومة تحذيرات من سيول وأمطار غزيرة الجمعة .. واتحاد المزارعين يدعو لتأجيل قطف الزيتون إلى السبت الشرع لـ واشنطن بوست: توافق أمريكي على دعم اقتصاد سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها طواقم المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة/8 تباشر أعمالها ماكرون وعباس يعلنان عن "لجنة مشتركة" لصياغة دستور دولة فلسطين "التعليم العالي": بدء تقديم طلبات الاستفادة من المنح والقروض نهاية الشهر الحالي الحنيطي يسأل الحكومة: لماذا أُعفي حفل هيفاء وهبي من الضرائب؟ الحكومة الأردنية منحت اعفاء ضريبيا لمنظمي حفل هيفاء وهبي نائب الملك يتابع استعدادت استضافة مؤتمر ومعرض التقدم والابتكار والتكنولوجيا تحرك رسمي من ليفربول ردا على إلغاء هدف قائده أمام مانشستر سيتي خطة مصرية على أرض السوادن لتأمين غذاء المصريين "بلومبرغ": الدول الأوروبية دخلت في صراع الضواري للاستحواذ على أصول "لوك أويل" الروسية ميسي يتوجه إلى أنغولا في زيارة من نوع خاص

هذه بوصلة الأردنيين وخياراتهم

هذه بوصلة الأردنيين وخياراتهم

حسين الرواشدة

‏أنت أردني؟ من حقك، إذاً، أن تسأل : هل يوجد دولة، في محيطنا العربي والإقليمي، تسمح لأحد- مواطنا أكان او مقيما - أن يسيء إليها، ويشكك في مواقفها، ويجرح رموزها، ويفتري عليها ؟ هل سمعت عن نخب سياسية تهرب من قضايا بلدها، ثم تستقوي عليه، وتحتشد خلف أي أجندة خارجية، فتصبح قضيتها الأولى، وتحاول أن تدفع الدولة إلى ‏تبنيها والانصهار فيها ؟ هل خطر في بالك أن تصبح متهما او موسوما بالعار، إذا قلت كلمة تدافع بها عن وطنك، وتُحذر من الذين يتسابقون لاغراقه بالفوضى، أو من الآخرين الذين يريدون أن يقحموه في أُتون الحروب المستعرة؟


‏أكيد، تشعر بالقلق والمرارة حين تبحث عن «مساند» وطنية تقف مع الدولة لمواجهة الأخطار التي تستهدف زعزعة أمنها واستقرارها، فلا تجدهم ولا تسمع لهم صوتا، أو حين تدقق في رحلات المسافرين إلى الخارج، فتكتشف وجهاتهم، وتعرف الخزانات التي عبأتهم بالمعلومات الجاهزة، ثم تتفاجأ (هل تتفاجأ حقا؟)، بصراخهم على الشاشات الوطنية، وهم يلقون دروسهم ومواعظهم على البلد، ويضعونه أمام خيارين : إما أن يكون معهم على جبهة النضال، واما أن ينتظر «حفرة « أعمق من «حفرة» غزة.

‏أنت أردني؟ لا أحتاج لتذكيرك بتاريخك الوطني المشرف، بالآباء والأجداد الذين بنوا البلد بدمائهم وتضحياتهم وعرقهم وتعبهم، بجيشك العربي وبطولاته وشهدائه، بالنشامى الذين يحرسون أمنك ويحافظون على حياتك وكرامتك، كل هذا تعرفه، ويجري في عروقك، أُذكرك، فقط، أن أمانة الوفاء للأردن، ولهؤلاء كلهم، تفرض عليك أن تفتح عينيك على ما يدور حولك، وأن تستيقظ من نعاس الشعارات التي يحاول البعض أن تبقى غارقا فيها، لكي يستفردوا بك، و يأخذوك إلى دروب مجهولة، جربنا بعضها فيما مضى، ونرى نسخها الأخرى، الآن، ماثلة أمامنا على هيئة دمار وخراب،

‏أنت أردني؟ اضبط ساعتك وبوصلتك وكل حركة فيك على عنوان واحد اسمه» الأردن»، لا يوجد أي عنوان آخر يمكن أن تذهب إليه، أو أن يفتح أبوابه لاستقبالك، تحرر من كل الأساطير التي يروج لها الانتهازيون للصعود على ظهرك إلى حيث حساباتهم ومصالحهم، حين يقولون لك : «اركب معنا»، قل لهم : هذا الوطن العزيز ليس مطية لأحد، ولا قاربا للعبور إلى ‏الخنادق والبنادق والفنادق التي نعرفها، ولا نريد أن نستدعيها لذاكرتنا المتعبة من الخيبات، او نسمح لزبائنها أن يكرروا ‏ علينا رواياتها المسمومة.

‏أنت أردني؟ وعربي ومسلم، أيضا، وإنسان، لكن لا يمكن أن تشعر بكرامتك الا في دولة ووطن ؛ دولة تحرص على أن تكون قوية، وترفض أن يستضعفها أي احد، لا بأس أن تنتقد أداء اداراتها، وتنصح المسؤولين فيها، وتكشف أخطاءهم، لكن إذا دقت الأزمة اجراسها، لا يجوز أن تنهش جسدها، أو تنحاز لغيرها، أياً كان، ‏أما الوطن فهو سر وجودك، ومصدر عزيمتك، ومثواك في الحياة والممات، لا شيء يستحق التضحية سوى الوطن، ولا احد يعرف قيمة الوطن اكثر من الذي افتقدوه، وضربوا خيامهم في الغربة، فاحذر أن يُغرينك احد، تحت أي عنوان، بالانضمام إلى هذه القوافل المكلومة.

‏أنت أردني؟ دعهم يقولون عنك أي شيء؛ عنصري لا بأس، رجعي لا بأس أيضا، لقد قالوها سابقا، ولم يستدرجوك للعبة محاور الصمود، وتحالفات الممانعة، التي خربت الأوطان، وغدرت بالحلفاء، أُثبت على طريقك، وخلف قيادتك، ومع الأردنيين الذين ما باعوا، ولا اشتروا الأكاذيب، لتحافظ على الأردن الذي ما زال ‏صامدا أمام «حفرة الانهدام»، الأردن الذي ما خان ولا هان، ولا تخاذل عن نصرة أخ مظلوم، او شقيق منكوب، ولم ينتظر شكرا أو امتنانا، هذه هي بوصلة الأردنيين، وهذه خياراتهم أيضا.

الدستور