د.نسيم أبو خضير
موقف جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان في غاية الدبلوماسية والإتزان القانوني ، حيث أكد جلالته أن مصلحة الأردن فوق كل الإعتبارات ، وأنه ثابت على نهجه القومي ، منسجمٌ مع الموقف العربي المشترك .
وقد شدد جلالته على وجود تنسيق وثيق مع الدول العربية ، خاصة فيما يتعلق بغزة ، حيث تعمل الشقيقة مصر على خطة لإعمار القطاع ، بالإضافة إلى دعوة الأمير محمد بن سلمان لإجتماع عربي لتعزيز هذا التنسيق . وفي خطوة إنسانية تحمل بُعدًا سياسيًا واضحًا ، أعلن الأردن إستعداده لإستقبال ألفي طفل مريض من غزة لتلقي العلاج ، ما يؤكد رفضه القاطع لأي مخططات تهجير لسكان القطاع ، إذ إن هذا القرار يعكس البعد الإنساني لدور الأردن دون أن يعني القبول بمشاريع التهجير التي يُراد فرضها .
ورغم وضوح موقف الرئيس الأمريكي الداعم لسياسات التهجير ، أدار جلالة الملك الحوار بمهارة دبلوماسية عالية ، ولم يُبدِ أي موافقة على هذه الطروحات ، بل كانت إجاباته أمام الصحفيين متزنة ، تعكس موقفًا سياسيًا واعيًا ومحترفًا ، الأمر الذي ظهر أثره في التوتر الذي بدا على الرئيس الأمريكي .
إن هذا اللقاء يعكس حكمة القيادة الأردنية في التعامل مع القضايا المصيرية ، ويؤكد مجددًا تمسك الأردن بثوابته الوطنية والعربية ، وإنحيازه للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة . وإنحيازه للحلول السياسية العادلة التي تراعي مصالح الجميع بمافي ذلك مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية .