شريط الأخبار
الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني الأردن يُبرز دوره القيادي في حقوق ذوي الإعاقة في القمة العالمية للإعاقة في برلين بمناسبة اليوبيل الذهبي لتأسيسها ... المكتبة الوطنية تعقد مؤتمرا صحفيا السبت المقبل المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تسلل وتهريب مواد مخدرة الأردن: اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى تصعيد خطير واستفزاز مرفوض الاحتلال يرتكب مجزرة بحق النازحين في عيادة للأونروا بجباليا الروابدة يمضي العيد في العقبة ويعود لاستقبال مهنئيه الملك يلتقي مسؤولين وبرلمانيين ألمانيين وممثلي مراكز دراسات الحباشنة يقترح تشكيل حمله عربيه توعيه لمواجة الوحده 8200 الصهيونية الأردن يرحب بالاتفاق الثلاثي بين طاجيكستان قرغيزستان واوزبكستان "صندوق استثمار الضمان" يلتزم ببيئة دامجة وعادلة في القمة العالمية للإعاقة العقبة الخاصة تطلق حملة "اتركها نظيفة" للعام 2025 قمة أمن الحدود في لندن: تعزيز التعاون الدولي لمكافحة تهريب البشر مصر تحذر من أي محاولات للمساس بالمقدسات الدينية في القدس وفاة شاب بعيار ناري عن طريق الخطأ على يد صديقه في مأدبا تعرف إلى مواعيد العطل الرسمية القادمة في الأردن الملك: تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة مسؤولية عالمية تتطلب التعاون والعمل المشترك البرلمان الأوروبي يقدم 500 مليون يورو للأردن و الخارجية ترحب الرئيسان المصري والأميركي يبحثان الجهود لاستعادة الهدوء في المنطقة أمطار في مناطق مختلفة وتحذير من الانزلاقات

بني عطا يكتب : المساعدات الأمريكية والخيارات الأردنية

بني عطا يكتب : المساعدات الأمريكية والخيارات الأردنية
اسعد بني عطا
قررت الخارجية الأميركية تجميد المساعدات الأجنبية التي تقدمها ( الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية / USAID ) من أموال الموازنة العامة والتي تجاوزت ( ٧٢ ) مليار دولار لادارة برامج في ( ١٢٠ ) دولة على مستوى العالم ، بعضها تصنف على أنها الاشد فقرا من خلال ( ٢٠ ) ألف موظف ، وذلك اعتبارا من (١/٢٥) تمتد ( ٩٠ ) يوما ، ما يعني تجميد وإغلاق ( ٥٢٠٠ ) من مشروعا لحين تدقيقها والتأكد من توافقها مع أولويات الإدارة الجديدة ، واستثنى القرار المساعدات المقدمة لكل من مصر وإسرائيل ، وبررت الإدارة قرارها بما يلي :
تهم تتعلق بتفشي الفساد في الوكالة
هدر المال العام ، وإنفاق عشرات المليارات من الدولارات بطرق لم تخدم المصالح الوطنية ، بل وأضرت بها في بعض الأحيان .
تقديم مساعدات ضخمة لمنظمات إسلامية وصفتها الإدارة الأمريكية خصوصا ( ايلون ماسك ) بالإرهابية ، إضافة إلى بعض الدول التي " تكره " الولايات المتحدة .
-أثار القرار ردود فعل دولية سلبية سواء على الصعيد الدولي أو بين موظفي الوكالة ، حيث :
اعترض ( مجلس العلاقات الإسلامية كير ) على انتقادات للإدارة الأمريكية بشدة ، وطالب بالتوقف عن نشر التصريحات المعادية للإسلام والمسلمين .
وجّه مئات الدبلوماسيين الأمريكيين رسائل ل( وزير الخارجية / ماركو روبيو ) احتجاجا على تفكيك ( USAID ) لأن غيابها يقوض زعامة وأمن أميركا ، ويترك فراغا ستملأه الصين وروسيا .
أصدر أكثر من قاضٍ فيدرالي حكما لصالح المنظمات غير الربحية والشركات التي رفعت دعوى قضائية بسبب تجميد التمويل ، حيث أجبرت على تقليص خدماتها حول العالم ، وتسريح آلاف العمال ، وأمهل القضاء ( إدارة ترامب ) فترة من الوقت لسداد ( ٢ ) مليار دولار من الديون المستحقة لشركاء الوكالة والخارجية .
آخر التطورات كانت تأكيد الإدارة الامريكية رسميا حلّ ( الوكالة ) بتاريخ ( ٣/٢٨ ) في إطار خفض المساعدات الخارجية للولايات المتحدة ، وذكر ( وزير الخارجية ماركو روبيو ) أن الخارجية والوكالة أبلغتا الكونغرس بتوجههما لإعادة هيكلة تشمل نقل بعض مهام الوكالة إلى وزارة الخارجية بحلول ( ٢٠٢٥/٧/١ ) ، وإلغاء برامج لا تتماشى مع أولويات الإدارة لأن الوكالة ابتعدت عن مهمتها الرئيسية ، مؤكداً ضرورة إعادة توجيه المساعدات الخارجية بما يخدم مصالح أميركا ، وان بعض البرامج الأساسية لإنقاذ الأرواح ستظل قائمة ، وسيتم توجيه الاستثمارات لدعم الشراكات الاستراتيجية التي تعزز مكانة البلاد ، وكشفت مصادر إعلامية أنّ ( USAID ) أعادت ( ٣٩٪ ) من دعم برامجها بالاردن ، وألغت تمويل ( ٦١٪ ) من المشاريع في مجالات : الإعلام ، المجتمع المدني ، المرأة ، الاستثمار والتجارة ، البنى التحتية ، المجتمع المدني ، التعليم الأساسي ، الحوكمة الرشيدة ، التعليم العالي والقدرة التنافسية للقطاع الخاص ، وأبقت على مشاريع قطاعي الصحة والتربية ودعم التعليم والمشاريع المتعلقة بالأمور السياسية والأمنية ، وفيما يتعلق بالدول العربية الأخرى ألغت الوكالة من قيمة دعم المشاريع ما يلي :
. العراق ( ٩٣٪ ) .
. ليبيا ( ٨٤٪ ) .
. تونس ( ٨٤٪ ) .
. مصر ( ٨٤٪ ) .
. لبنان ( ٢٩٪ ) .
. سوريا ( ١٣٪ ) .
. ما نسبته (١٠٠٪) من المشاريع المدعومة في ( ٣٦ ) دولة أخرى .
تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أكبرَ دولة مانحة للمساعدات عالميًا ، إذ أنفقت ( ٧٢ ) مليار دولار ( ٢٠٢٣ ) ، ويحتل الأردن المرتبة الثالثة دوليا من حيث حجم المساعدات التي قدمتها واشنطن بعد أوكرانيا وإسرائيل ، إذ تلقت المملكة منذ عام ( ١٩٥١ ) أكثر من ( ٢٦ ) مليار دولار حسب تقرير السفارة الأميركية في عمّان ، ووقّع الأردن والولايات المتحدة مذكرة تفاهم في ( ٢٠٢٢/٩ ) تقدم بموجبها واشنطن مساعدات مالية بقيمة ( ١،٤٥ ) مليار دولار سنويا للفترة ما بين ( ٢٠٢٣-٢٠٢٩ ) ، ثم تبِع هذه المذكّرة اتفاقية منحة مالية جديدة ( ٢٠٢٤/١٢ ) بقيمة ( ٨٤٥،١ ) مليون دولار لدعم الموازنة العامة ، وهو أكبر التزام متعدد السنوات بالمساعدات للمملكة ، وبلغت المساعدات الأمريكية للأردن عام ( ٢٠٢٣ ) ( ١،٧ ) مليار دولار في واحد من أعلى المستويات التي حصل عليها الأردن ، وتشمل المساعدات ( ١،٠٣٥ ) مليار دولار اقتصادية ؛ ( ٦١٠ ) مليون كدعم مباشر للخزينة ، ( ٧٥ ) مليون لدعم جهود التحديث الاقتصادي وإصلاح القطاع العام ، ( ٣٥٠ ) مليون لتنفيذ مخططات التنمية ذات الأولوية التي تنفذها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالتعاون مع الحكومة ، ( ٤٠٠ ) مليون دولار عسكرية .
القرار الأمريكي بتقليص المساعدات المقدمة للأردن بنسبة ( ٣٩٪ ) يعني أن المملكة ستتلقى ( ٥٦٥٥ ) مليون دولار من اصل ( ١,٤٥ ) مليار دولار سنويا لغاية ( ٢٠٢٩ ) لتغطية قطاعات محدودة ، هي مشاريع : الصحة ، التعليم ، السياسية والأمن فقط ، ما سيلحق الضرر ببرنامج الإصلاح الاردني " العشري " الذي يعتمد بالأساس على المساعدات الخارجية ، ناهيك عن أن القرار سيؤدي إلى تعميق الحالة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على المملكة حيث تتصدر دول المنطقة بحجم البطالة المرتفع ، ومن نافلة القول أن القرار الذي يعود بالاصل لتراجع الاقتصاد الأمريكي الذي اضطرت الإدارة الجديدة معه لتقليص المساعدات الخارجية ، وهو ما يدفعنا مجددا للحديث عن أهمية الاعتماد على الذات ، والبدء بالبحث عن علاقات دولية مثمرة ، وتعميق علاقة الاردن مع أقطاب النظام العالمي الجديد المُتغير والقوى الفاعلة فيه ، مستفيدين من الاحترام الذي يحظى به النظام الاردني .