
غالب الشلالفة… مدير آمن بالشباب فآمنوا بأنفسهم
الققلعة نيوز- بقلم: جنى محمد عيد
في عالمٍ مليء بالتحديات، يُصبح اللقاء بشخصٍ يؤمن بك قبل أن تؤمن بنفسك نقطة تحول فارقة.
أنا جنى، طالبة جامعية، خضت تجربة العمل في المجمع التجاري التابع للأستاذ غالب رضوان الشلالفة لمدة ثلاث سنوات، وكانت هذه التجربة واحدة من أغنى مراحل حياتي. لم أكن مجرد موظفة، بل كنت طالبة تتعلّم، تكبر، وتُصقل يومًا بعد يوم، في ظل قائد لا يشبه غيره.
منذ اليوم الأول، لم يكن الأستاذ غالب بالنسبة لنا مديرًا تقليديًا. كان صديقًا، وأبًا، ومستشارًا. كان يسأل عن امتحاناتنا، يطمئن على درجاتنا، يحزن إن قصرنا، ويفرح وكأنه واحد منا حين نحقق إنجازًا. في وقتٍ كان فيه الكثيرون يطالبون فقط، كان هو يسمع، يحتوي، ويرى في كل واحدٍ منا طاقة تنتظر من يؤمن بها.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن هذا الرجل، الذي نراه اليوم قدوة، لم يأتِ من طريقٍ ممهد. بل شق طريقه وسط الصعوبات، من أبسط البدايات وأكثرها قسوة. عمل في طفولته وشبابه في ظروف شاقة، جمع بين العمل والتعليم، ووقف في وجه الحياة بإصرارٍ عجيب. لم يكن له من سندٍ إلا إيمانه بالله، وعزيمته التي لا تلين. تعب كثيرًا، وخسر كثيرًا، لكنه لم يفقد الأمل يومًا. جعل من كل سقطة درسًا، ومن كل عثرة نقطة انطلاق جديدة.
نجح في بناء نفسه، ونجح في التجارة، وأسس مجمعًا تجاريًا أصبح اليوم مصدر رزق لأكثر من 100 طالب جامعي. ومع كل هذا النجاح، لم ينسَ يومًا من أين أتى. بقي وفيًا لبداياته، يحنّ إلى بساطتها، ويعاملنا بروح الإنسان الذي يعرف معنى أن تبدأ من لا شيء.
ولم يكتفِ بالأعمال التجارية، بل خاض تجربة الانتخابات النيابية، حاملاً تطلعات الناس وهمومهم، واضعًا نصب عينيه أن التغيير لا يكون إلا بالفعل، لا بالشعارات. لم يطلب منصبًا، بل عرض خدمة، وقدم تجربة نزيهة صادقة تشبهه تمامًا.
أنا اليوم بدأت أخوض مجال الكتابة، وأسعى لبناء مشاريعي الخاصة. ورغم خروجي من دائرة العمل المباشر معه، ما زلت أعود إليه، أستشيره، أشتاق لتوجيهه، وأطمح لأن أتعلم منه المزيد. لأنه، ببساطة، ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل معلم حياة.
لقد ساعد عشرات، بل مئات الطلاب، وفتح لنا أبوابًا ما كنا نجرؤ على طرقها. لم يربطنا به عقد عمل، بل ربطتنا به إنسانية، وذكريات، وأثر لا يُنسى.
شكرًا لك، أستاذ غالب،
لأنك لم تكتفِ بأن تبني مشروعًا، بل بنيت فينا الثقة، والقدرة، والامتنان.
سنبقى نحكي عنك، لا لأنك وظّفتنا، بل لأنك آمنت بنا في وقتٍ كنا فيه بأمسّ الحاجة إلى من يؤمن.