شريط الأخبار
حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر الدعم الملكي يقود الرياضة الأردنية إلى ميادين الإبداع ومنصات التتويج قاريا ودوليا حقيقة أمريكا .. المهندسة الحجايا تكتب : الباديه الجنوبيه الامل و الالم...خطوات للمستقبل عروض "الدرون" تزيّن سماء إربد احتفاءً بالمناسبات الوطنية السوداني يهنئ المنتخب الأردني بتأهله للمونديال لأول مرة الرئيس السوري يزور درعا جنوب سوريا لأول مرة وزير الخارجية يلتقي نظيره البريطاني اسم الأردن يسيطر على الفضاء الرقمي بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026 الملك يجتمع في لندن بمسؤولين وبرلمانيين بريطانيين وفد من المجتمع المحلي في خان يونس يزور المستشفى الميداني الأردني غزة 6 القوات المسلحة تحتفل بعيد الأضحى المبارك وكبار الضباط يعودون المرضى في جميع المستشفيات العسكرية وزيرة التنمية تُشارك أطفال مؤسسة الحسين الاجتماعية الاحتفال بعيد الأضحى حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة اللواء الركن الحنيطي يشارك نشامى القوات المسلحة صلاة عيد الأضحى المبارك الملك يتبادل التهاني هاتفيا مع ولي العهد السعودي بمناسبة عيد الأضحى "الأميرة غيداء طلال" تهنئ بعيد الأضحى المبارك سمو الأمراء الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وعلي بن الحسين وهاشم بن عبدالله الثاني يصلون إلى أرض الوطن برفقة النشامى الملك يهنىء بمناسبة عيد الأضحى المبارك : كل عام وأنتم بخير

الجبالي يكتب :الأردن: واحة استقرار في محيط مضطرب

الجبالي يكتب :الأردن: واحة استقرار في محيط مضطرب
الأردن: واحة استقرار في محيط مضطرب

القلعة نيوز:الباحث القانوني نور الدين سعد الجبالي
في قلب منطقة تعج بالتقلبات السياسية والصراعات العسكرية والتحديات الأمنية، يبرز الأردن كحالة استثنائية من التوازن والاتزان، في مشهد إقليمي تتنازعه الأزمات وتغيب عنه الاستقرار. فهذا البلد الصغير في مساحته، الكبير في دوره، استطاع عبر عقود أن يحفظ أمنه واستقراره وسط بحر متلاطم من التوترات، بفضل حكمة قيادته الهاشمية ووعي شعبه وقدرته على التكيّف مع المتغيرات دون أن يتخلى عن ثوابته الوطنية.

فالناظر إلى خريطة الجوار الأردني لا يحتاج لكثير من التأمل ليكتشف حجم التحديات المحيطة. فمن الشمال، سوريا التي أنهكتها الحرب وأفرزت ملايين اللاجئين ، ومن الشرق العراق الذي عاش فصولاً من الفوضى بعد الاحتلال الأمريكي، ومن الغرب القضية الفلسطينية والصراع المزمن مع الاحتلال الإسرائيلي، ومن الجنوب تمتد الحدود مع السعودية التي رغم استقرارها، إلا أن ارتدادات المنطقة تصيبها بين الحين والآخر. وبين كل هذه البؤر، بقي الأردن واقفًا، متماسكًا، يشكل نموذجًا للدولة التي تعرف كيف تحمي نفسها دون أن تنعزل، وكيف تنفتح دون أن تُبتلع.

ولا يمكن الحديث عن استقرار الأردن دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي لعبته القيادة الهاشمية، والتي أثبتت في كل المحطات حسها العميق بالمسؤولية، وحنكتها السياسية في إدارة الملفات المعقدة داخليًا وخارجيًا. فالملك عبد الله الثاني، ومن قبله الملك الحسين بن طلال رحمه الله، قادا البلاد بحكمة وسط أزمات قد تُسقط دولًا، فكانا في مقدمة من دعا إلى الحوار حين علت أصوات الحرب، وعملا على تحصين الجبهة الداخلية حين اهتزت حدود الإقليم، دون أن يغفلا الدور الإقليمي والدولي الذي يفرضه موقع الأردن الجيوسياسي.

ورغم أن التحديات لا تزال قائمة، فإن الأردن لا يعيش في مأمن منها. فالتحديات الأمنية تزداد مع تنامي خطر الجهات الخارجية التي تسعى دوماً زعزعة الأمن الوطني بشتا الطرق الخبيثه ، ووجود شبكات تهريب وتسلل على الحدود كون ان الاردن هدف لها ، والضغوط الاقتصادية الناتجة عن استضافة أعداد ضخمة من اللاجئين تشكل تحدياً يتعامل معه الأردن بكل حكمة ، عدا عن المطالب متزايدة بالإصلاح السياسي وتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد، وهي قضايا يتعامل معها النظام الأردني بحذر ومسؤولية، ساعيًا نحو التدرج في الإصلاح دون فتح الباب للفوضى.

سياسيًا، يوازن الأردن بين مصالحه الاستراتيجية وانتمائه العربي، ويدير علاقاته مع القوى الكبرى بحنكة تجعله محل احترام دولي، دون أن يتنازل عن مواقفه تجاه القضايا المحورية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وفي النهاية، يبقى الأردن اليوم، رغم التحديات والضغوط، مثالًا لدولة صغيرة في الحجم، كبيرة في أثرها، استطاعت أن ترسم لنفسها خطًا مستقلاً متزنًا، لا ينساق خلف المغامرات، ولا يرضى بالجمود. بل هو بلد يعرف متى يصمت بحكمة، ومتى يتكلم بثقة، ومتى يتحرك بحذر. ووراء هذا كله قيادة هاشمية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وشعب واعٍ يدرك قيمة الأمن في زمن تهاوت فيه أنظمة، وتبعثرت فيه دول .