شريط الأخبار
عاجل: الخطوط الجوية السورية توقف جميع رحلاتها حتى صباح الأحد عاجل:سماع دوي 3 انفجارات شمال طهران عاجل: وزارة الخارجية الأمريكية: على مواطنينا غير القادرين على مغادرة إيران الاستعداد للبقاء هناك لفترة طويلة عاجل:الجبهة الداخلية الإسرائيلية: دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل إثر تسلل مسيرة عاجل: الامن العام : سقوط صاروخ في منطقة الدوار السابع غير صحيح وسائل إعلام إسرائيلية: قتيل وأكثر من 10 إصابات بالرد الإيراني عاجل : الأمن العام يعلن انتهاء فترات الإنذار ويدعو لاتباع التعليمات العين الحواتمة: الأردن يحترم سيادة الدول ولا تسمح لأي دولة بالتدخل في شؤونه عاجل: إسرائيل تشن هجومًا في اليمن وأنباء عن عملية بالغة الاهمية عاجل: إغلاق حركة الطيران في الاجواء الأردنية حتى إشعار آخر عاجل : دفعات جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب إسرائيل عاجل: الأمن العام يُجدد التحذير بضرورة عدم الاقتراب من أي أجسام غريبة، وينشر جملة من الإرشادات الملك يبحث مع الرئيس التركي سبل تهدئة التوترات الإقليمية الخطيرة الملك يؤكد مع الرئيس القبرصي أن الوضع الراهن يتطلب جهدا جماعيا لخفض التصعيد حديث الملك بمجلس الأمن القومي: الدبلوماسية واحترام القانون الدولي هما السبيل لتحقيق الاستقرار بالمنطقة وزير الخارجية ونظيره الإماراتي يبحثان التصعيد الخطير في المنطقه وسائل اعلام اسرائيلية : إسرائيل ترسل أسرابًا من الطائرات نحو ايران إدارة الازمات يجدد إراشاداته للمواطنين إجلاء عائلات وزراء ومسؤولين إسرائيليين إلى ملاجئ تحت الأرض وزير الخارجية ونظيره البرازيلي يحذران من خطورة ما تشهده المنطقة من تصعيد

هل هو من عند أنفسنا ؟؟؟؟

هل هو من عند أنفسنا ؟؟؟؟
هل هو من عند انفسنا ؟
القلعة نيوز ـ
الهدف لماذا اصاب الخلل الأمة؟
وما هو سبيل الخروج من هذه الأزمة؟
ولماذا كان هناك تفاوت كبير بين الصحابة أنفسهم؟
ولماذا اخذنا ببعض الكتاب كما يقول الإمام الغزالي وتركنا بعض؟

هنا أجدني مضطرا للعودة إلى الآية الكريمة " قل هو من عند انفسكم "، وانفسكم تحديدا ذكرت في القرآن خمسة واربعين مرة، مرة تعاتب ومرة تحاسب ومرة تحث ومرة تسأل، " ، هذه النفس، "ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها ، قد أفلح من زكاها "، ولماذا تم ذكر جذر النفس في القرآن مائتين وثمانية وستين مرة، وربما تحتاج هذه الآيات كتابا يعرض حالات النفس واحوالها في القرآن الكريم، وربما يكون هناك كتاب ولكني لم أطلع عليه، فكل أية تمر تركز على جانب من جوانب هذه النفس ( لا تكلف إلا نفسك، ما أصابك من سيئة فمن نفسك، ولا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت، ظالمي أنفسهم، فطوعت له نفسه، النفس بالنفس، بما لا تهوى أنفسهم، تعلم ما في نفسي، ..).

هل ما أصابنا من عند أنفسنا، وهل هناك من يشك في ذلك، يذكر التاريخ ان المسلمين في الحروب الصليبية وفي حرب المغول والتتر وغيرهم، لم يكونوا في يوم اقلة في عدد ولا عدة، ولكن كانوا اقل إعدادا من الناحية النفسية والعقدية والجسدية والعسكرية والأممية، نعم اصابنا الوهن، ونال منّا، وحرصنا على الحياة فحرمنا منها، وبعد أن كنّا سادة أصبحنا عبيدا، تتحكم بنّا مجالس الأمن وأربابها، ومن يملك القوة والفيتو.

المشاغل اليومية تفرض علينا نمطا معينا، وهذا النمط يستهلك الوقت والحياة، وهناك استهلاك من نوع معين تفرضه أنت على نفسك في هذه الحياة لتشغل نفسك ووقتك، فالبعض وضع لنفسه برنامجا يوميا يشغل فيه نفسه، بحيث لا يشعر بالضيق او كثرة الوقت، هو مشغول ولكنه في الحقيقة ليس مشغولا، فهو يستقظ في الصباح يذهب إلى مكان ما ويعود، فهو يستهلك الوقت ولا يستغله، ويحيا في الحياة، ولا تحيا الحياة به، اوجد لنفسه برنامج معين في هذه الحياة، ولكن هذا البرنامج لا يعود على مجموع الأمة بالفائدة، تخيل ان المنخرطين في العمل العام من ا ل هود، والذين هم بكل عددهم في العالم لا يصلون إلى دولة متوسطة من دول العالم العربي، فضلا عن الإسلامي، ولكن عندما ينشغل كل واحد منّا بنفسه، ولا يخصص جزء من نفسه وفكره وماله للأمة نحصل حتما على هذه النتيجة، وتتحكم بنا اوباش البشر واراذلهم، فنحن نخلق فردية في الفردانية، ونسعى إلى تقسيم المقسم، وتحويل الواحد إلى أجزاء، ونسعى بفخر لذلك، وكأن ذلك هو الذي سيحقق لنا المجد والرفعة والخلود.

لكن مهلا، من منّا ليس كذلك، هناك حركة في الحياة تنضبط وتنسجم مع حركة الكون، مع إرادة الخالق، وهناك حركة للإنسان في الكون، هي في الحقيقة تعيق الحركة الكونية والحركة الدينية والحركة الاممية، وتجعل حركة الحياة البشرية مضطربة، لكن ما هي هذه الحركات، وكيف تؤثر حركة الإنسان في الحركة في الكون، ولماذا تكون هذه حركة إيجابية وهذه حركة سلبية. لا عجب ان الله امرنا بالسير في الأرض، في مواقع تتجاوز الثلاثين مرة لماذا يا ترى، لماذا هذا الأمر بالسير، والتفكر الذي ذكره الله في كتابه حوالي تسعة عشر مرة، والعقل الذي ذكر في القرآن في تسعة واربعين موقعا، ولماذا البحث في سيّر الأولين ونبش تاريخهم والوقوف على قصصهم. ولماذا ذكرت قصصهم في القرآن بتفصيل يتجاوز العبادات بالكثير الكثير.

وما الهدف من هذا؟ أهو مجرد ذكر وقصص وتسلية، فقد ذكر الله عاد ثلاثين مرة، وفرعون ثلاثة وسبعين مرة، وبني إسرائيل اربعة واربعين مرة، وموسى عليه السلام مائة وواحد وثلاثين مرة، في المقابل ذكرت العبادات في الكثير من المواقف مجملة، حتى الصلاة وهي عامود الدين كان الكثير من امرها مجملا وفصل في السنة الشريفة، لماذا تركت التفاصيل فيها للحديث النبوي والسنن، ولماذا قصص عاد وثمود وقوم هود وآل فرعون اخذت كل هذه المساحة، ولماذا هذا التركيز الكبير على قصص بني إسرائيل، فيما تم ذكر العبادات بهذا الإجمال، التي نعطيها اليوم كل شيء ولا نلتفت إلى شيء أخر.

هذا الكلام اثارني، كما اثار الكثيرين قبلي، ومنهم الشيخ الإمام محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي ومالك بن نبي رحمهم الله جميعا، لماذا حركة الإنسان في المجتمع ومفاهيم الحضارة والإنسان والأخلاق، ودورها في بناء الأمم وإنهيارها، وقصة الحضارة، وإبن خلدون وميكافيلي وهيجل وهوبز وروسو في العقد الإجتماعي، وتفكيك العلاقة بين الفرد والدولة، بين الحاكم والمحكوم، وما هي الحدود المسموحة والتي يتنازل عنها الفرد طوعا، والتي تشمل جزء من دخله، وجزء من حريته، في سبيل عقد إجتماعي كما قال روسو يفرض عليه، وعلى الأخرين مجموعة من القوانين تحميه منهم وتحميهم منه، وتحدد حدود الحاكم والمحكوم، ومتى يصبح إنحراف الفرد خطرا على المجتمع، فيوضع قوانين وعقوبات، ومتى يصبح إنحراف المجتمع خطرا على الفرد، كما في قصة آل لوط، وعندها يدفع الجميع الثمن. قل هو من عند انفسكم " الإنحراف يأتي بالنهاية للأمة ولو بعد حين.

ولأن إبن خلدون قرأ التاريخ والسنن والآيات، توقع سقوط دولة الأمويين في الإندلس، وتوقع بعدها سقوط دولة المماليك في مصر وكيف، ولماذا اختصر الفقهاء وعلماء الأمة علوم الدين في بعض المفاهيم، ولم يتوسعوا إلى غيرها، وظل الفقه الإسلامي رهين المحبسين، السياسة من جهة، وخوف العلماء من جهة اخرى، مع ان الأهمية العددية والتركيز على الجوانب المختلفة من القصة التاريخية، ظل هو ديدن القرآن الكريم في التعامل مع الأمم السابقة، هل يا ترى خضع الفقهاء والعلماء كما يتوقع الإمام الغزالي للسلطة السياسية في الأمة الإسلامية، وكانت القسوة التي اظهرها يزيد والحجاج وعبد الملك بن مروان، وما حدث بعدهم من فتن مع ملوك العباسيين ولن اقول خلفاء هو السبب، فحصر العلماء والفقهاء أنفسهم في فقه العبادات واثروا السلامة.
هل كما قال مالك بن نبي انتهى الدفع الحضاري للأمة في موقعة صفين، ووقفت هنا مع امر هو متعلق بنوعية الجيل الذي رباه الرسول صلوات ربي عليه في مكة، والذي هو من حمل هذا الدين، ودافع عن بيضته واستطاع ان يظل مخلصا لأهدافه حتى النهاية، طبعا هنا اتكلم عن المفهوم الإجمالي لهذا الحمل، وليس ان من جاء بعدهم لم يقم بدورهم، ولكن عظم الدور الذي قاموا به في هذا المجال.

وكيف ان القلاقل والفتن بدأت مع انتشار الإسلام، ودخل فيه من ليس يفقه مقصده واصوله، ولم يتلق التربية التي تلقتها هذه الثلة في مكة.وبين نفس ونفس، ومجتمع ومجتمع، تقوم حضارات وامم وتندثر أخرى. وهنا كما هو معلوم كان التركيز على الفكرة وليس على العبادات، وأنا لا أقلل من شأن العبادات، ولا كل الذين تكلموا بهذا المنهج كان هذا هدفهم.


إبراهيم أبو حويله