
الفنانه التشكيلية ملك رأفت تكتب الأردن وطن لا يُهز
القلعة نيوز:
في زمنٍ تتكاثر فيه الأبواق، وتعلو فيه أصوات الفتنة المُغلفة بالشعارات، يبقى الأردن صامدًا، ثابتًا كجباله، عزيزًا كنفوس أبنائه لن نسمح لمن اعتادوا الاصطياد في الماء العكر أن يغرقوا صورتنا الناصعة، ولا لمن يختبئون خلف أقنعة الكلام أن ينالوا من وحدة صفّنا.
فالأردن ليس ساحةً للفوضى، ولا منصةً لتصفية الحسابات، ولا بيئةً خصبة لأوهام الحاقدين وأقلام المأجورين. هذا الوطن لم يُبنَ في غفلة من الزمن، ولم يعلُ على أكتاف الشعارات الزائفة، بل صاغته التضحيات، وشكّلته المواقف النبيلة، وتعمد بدماء الشهداء الأبرار الذين ارتقوا ليبقى الأردن عاليًا، مرفوع الرأس، صلب الموقف، لا يلين ولا ينكسر.
هذا الوطن تشكّل من صبر الأمهات اللواتي بكين في صمت، ومن كدّ الآباء الذين غرسوا فينا القيم قبل أن يغرسوا في الأرض، ومن ولاء شبابه وشاباته الذين لم تهزهم العواصف، ولم تغرِهم أصوات الخارج.
نحن أبناء الجيش الذي لم يتراجع يومًا عن واجبه، والمعلم الذي علّم أجيالًا أن الوطن ليس درسًا بل انتماء، والفلاح الذي زرع الأرض بالكرامة قبل القمح، والعامل الذي عرقه امتزج بتراب الوطن ليزهر عزة.
نحن أبناء من حملوا الوطن في قلوبهم قبل أن ترفعه الأعلام، أبناء من آمنوا أن الأردن ليس مجرد حدود على خارطة، بل روح تسكن فينا، وكرامة نذود عنها، وبيت لا نغادره مهما اشتدت العواصف.
أبناء من آمنوا أن الوطن لا يُباع، ولا يُشترى، ولا يُساوَم عليه في سوق المصالح الرخيصة.
ومن يظن، ولو للحظة، أن بإمكانه أن يشوّه صورتنا، أو أن يعبث بوحدتنا، أو أن يزرع الفتنة بيننا، نقول له: الأردن عصيّ على الانكسار، أقوى من حملاتكم المأجورة، وأسمى من أكاذيبكم المفضوحة تاريخنا يشهد، وحاضرنا يصمد، ومستقبلنا نصنعه بالإرادة لا بالضجيج.
نقولها بصوتٍ عالٍ: الأردن ليس ورقة على طاولة أحد، ولا ملعبًا لمخططات أحد، الأردن وطن الشجعان، وقلعة الأحرار، وحصن العز والفخر وستبقى رايته خفاقة في وجه الريح، وقيمه راسخة في ضمير الأمة، ومحبته متجذرة في القلوب، لا تهزها ريح، ولا تنال منها سهام الزيف.
حفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حامي الدستور وقائد المسيرة، وأدامه ذخرًا للأردن والأردنيين.
ابنة هذا الوطن الفنانة التشكيلية ملك رأفت