
طلال أبو غزاله
نحتاج إلى وضوح حاسم وحازم، يضع النقاط على الحروف كما فعلت الإمارات
في الوقت الذي يستشرس فيه العدوان الإسرائيلي على غزّة، وتتمزّق الأقنعة الأخلاقيّة للإنسانيّة، لا تزال شائعات طفيليّة تنتشر على صفحات التواصل الإجتماعي انتشار النار في الهشيم، وللأسف بعدما أضحى الواقع هشيماً فعلاً، صار النشر اللامسؤول يجد سبيلاً حراً للتموضع الجائر في مرمى المتلقي، يتعقّب كل عابر أثير، حيث تتصدّر الشائعات ومنها تلك الأخيرة التي تروّج لأكذوبة مفادها أنّ دولة الإمارات الشقيقة "موّلت " وما تزال كيان الاحتلال عبر دعم مالي مباشر بطلب من وزير حربه المتمادي..!!
في مسألة كهذه، لا يأتي النفي مجرّد إجراء شكلي، بل ضرورة وطنية وقومية عربية خالصةَ الذمّة والضمير، لهذا كان الرد الإماراتي على لسان المستشار الدبلوماسي الدكتور "أنور قرقاش " جليّاً، واضحاً، وصريحاً لا يحتمل التأويل حين اختصر تصريحه بإيجاز بديع "لم يحدث، ولن يحدث ".. معتمداً خير الكلام فيما قلّ ودلّ.
وأنا كفلسطيني أولاً.. يتابع عن كثب كل ما يحرّك الرمال، تحت أقدامنا، أجد أن إشهار موقف النفي إعلامياً وديبلوماسيّاً يحسب لها، تماماً كما يُحسب على اللذين التزموا الصمت لتوسيع دوائر الغموض لنخر الثقة بين شعوب المنطقة المكلومة منذ سبعة عقود حتى يومنا هذا.
وأودّ كفلسطيني أيضاً، أن أشيد بدور الإمارات التنموي في فلسطين، الذي يعود لسنواتٍ ، ولسان حالها تؤكده مواقفها النزيهة على الدوام لا تمويل للعدوان، ولا صفقات على حساب الدم الفلسطيني مهما اتّسعت هوامش المصالح.
لهذا أرى أن أكثر ما نحتاجه اليوم كفلسطينيين ليس فقط الدعم المالي لإعادة الإعمار والاستقرار، وليس الدعم السياسي المُبهم، والمُبطّن، والملتوي، كما يحصل تحت قبب القرار الدوليّة، وخلف عتبات المؤتمرات المُغْرِضَة، بل نحتاج إلى وضوح حاسم وحازم، يضع النقاط على الحروف كما فعلت الإمارات بإعلان موقفها على لسان مستشارها الدكتور "قرقاش " الذي لا يسعني إلا أن أحيّي تلك اللغة الجزلة التي اعتمدها، بفصيح بيانه المُقتَضَب المُبين، والذي يعكس أروقة القرار الشامخ لدولة الإمارات الشقيقة.